إضاءة

أرامكو السعودية وتنمية العادات الحميدة

أرامكو السعودية وتنمية العادات الحميدة

افتقدت في فترة من حياتي مضت، وأنا شاب منغمس في حياةٍ تشوبها بعض العشوائية وتطغى عليها أحيانًا، أمورًا بسيطة كان من المفترض أن تكون حاضرة في حياة أي شاب طموح يتطلع لأن يكون صاحب أثر في مجتمعه. فعلى سبيل المثال لا الحصر، افتقرت حياتي لأسلوب النوم والاستيقاظ الصحي، وأوقات وجبات الأكل المنتظمة خلال اليوم.

وكان عام ٢٠١١م نقطة التحول في حياتي، حيث التحقت بأرامكو السعودية حينها. وفي أحد الأيام، استيقظت متأخرًا وارتديت ملابسي سريعًا وذهبت إلى مركز التدريب لأبدأ يومي الدراسي، وصلت إلى الفصل، وعندما هممت بالدخول أقفل المعلم الباب في وجهي بعد تجاوزي وقت بداية الحصة بدقائق قليلة تكاد لا تذكر في نظري. وجلست أطرق الباب حتى فتح وقال لي بعنف: «تعلّم كيف تحترم نفسك باحترامك الوقت.. أنت غائب عن الحصة اليوم.» صدمتني ردة فعله والإجراء المتبع! وصرت أسأل نفسي ألهذه الدرجة أنظمة البرنامج متشددة؟!

لم يهدأ عقلي ذلك اليوم أبدًا، وما انفكيت أفكر لِماذا لَم يعطني فرصة، خاصة أنها المرة الأولى التي أتأخر فيها عن الحضور إلى الحصة؟ وقلت في نفسي في ذلك الوقت: لعلها تكون فرصة عظيمة لي تدفعني لأصحح بها أخطائي.
قررت النوم مبكرًا حتى لا يتكرر الخطأ، واستيقظت قبل الموعد بساعات ليكون لدي متسع من الوقت للاستحمام ولترتيب أموري الشخصية. وحضرت قبل بداية الحصة بوقت كافٍ ووجدت تقديرًا وتحولًا كبيرًا في تعامل معلمي معي. وأحسست أن الأمور تحسنت. وبدأت أطبق هذه القاعدة على باقي حياتي، مثل: أوقات تناول الطعام، والمواعيد اليومية، وإنجاز أعمالي وغيرها.

وشعرت أن حياتي تحسنت وتبدلت إلى الأفضل، ليس على مستوى تنظيم اليوم فقط، بل حتى على حالتي النفسية. وأصبحت أغضب على أصدقائي في حال لم يلتزموا بالموعد المحدد، وأتضايق من تغيير المواعيد دون سابق إنذار. وعليه، أستطيع القول: إن أرامكو السعودية لها عظيم الفضل في تغييري إلى الأفضل وتنظيم أسلوب حياتي.

وعلى صعيد آخر، كنا نتضجر من وضع أجهزة مراقبة السرعة في مركباتنا الخاصة، بل إن كثيرًا من زملائي بذلوا كل ما يستطيعون حتى لا يضعونه. وأذكر أنني كنت رئيس فريق السلامة لمتدرجي مركز التدريب بالمبرز، آنذاك، وكنت ممن وضعوا ذلك الجهاز، وكان صوته مزعجًا وكأنه يخاطبني عندما أتجاوز السرعة قائلًا: هدئ من سرعتك .. لم كل هذا؟

كنت أشعر بالغضب لسيطرته علي، وبعد مرور سنة ونصف أزلت الجهاز بعد أن وقّعت عقدي الوظيفي في منتصف ٢٠١٤م، ولا أبالغ إن قلت: إنه عند تجاوزي السرعة اليوم تبدأ يداي بالتعرق وأصاب بالتوتر حتى أعود من جديد إلى السرعة المحددة.

أرامكو السعودية ليست مجرد شركة تدرب منسوبيها على أعمالهم الوظيفية فقط، بل إنها تخلق أسلوب حياة جديد لهم يتوافق مع رؤية الشركة ورسالتها، إضافة إلى حرصها الشديد على سلامة أرواحهم وأهاليهم. واليوم بعد أن أكملت ١٠ سنوات من الخدمة في الشركة بنهاية ٢٠٢٢م، لا يسعني إلا أن أقول شكرًا أرامكو السعودية على كل شيء.

محمد المحيسن، إدارة عمليات الأمن الصناعي بمنطقة الأعمال الجنوبية.
يرحب أرامكو لايف بمشاركة الموظفين في الكتابة لزاوية إضاءة، وذلك لتعميم الفائدة من خلال ما يطرح فيها من أفكار متنوعة تعبّر عن آراء كتّابها.  cw@exchange.aramco.com.sa

 

 
Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge