ستة فائزين قدّموا مشاريع لتحويل المعرفة النظرية إلى مهاراتٍ مهنية وابداعية

مشاريع برنامج الشباب الصيفي في «إثراء» إبداعات تجمع الفّن والثقافة

مشاريع برنامج الشباب الصيفي في «إثراء» إبداعات تجمع الفّن والثقافة

حقّق ستة مشاركين في برنامج الشباب الصيفي في مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، فوزًا بعد اختيار مشاريعهم من بين 30 مشروعًا، خلال الحفل الختامي للبرنامج مساء السبت الماضي.

واجتاز المتسابقون 150 ساعة تدريبية، وأكثر من 55 تجربة تعليمية، على مدى أربعة أسابيع، على أيدي 20 خبيرًا، بهدف الوصول إلى صناعة ثقافية ذات أبعاد مجتمعية تتطلّع لاستغلال طاقة الشباب؛ وهي الفئة العمرية المستهدفة في البرنامج، الذي يأتي امتدادًا لدور المركز في دعم وتمكين الشباب.

رؤية عميقة

واستهلت الحفل رئيسة برامج التعلّم في «إثراء» نوف الجامع، التي أشارت إلى أن برنامج الشباب الصيفي قدّم رؤية عميقة بأساسات القطاع الثقافي، تمكّن المشاركون من خلالها اكتساب الخبرات الحيوية للعمل في مجالات اهتماماتهم، من أجل تحويل المعرفة النظرية إلى مهارات مهنية، كما أعلنت الجامع عن تبني المركز للمشاريع الستة الفائزة، حيث سيحظى الفائزون بفرصة الإسهام والمشاركة في مشاريع مختلفة لمركز إثراء لمدة عام كامل في مجالات ثقافية متعددة.

وأوضحت الجامع أن البرنامج على مدى أربعة أسابيع؛ تخلله العديد من الرحلات الثقافية والوجهات المتنوّعة التي ربطت بين أوجه الإبداع وصناعة الفكر الثقافي، حيث اجتمعت أنواع الفنون المختلفة كالسينما والموسيقى والمتاحف والمكتبات عبر رحلات ميدانية، كزيارة واحة الأحساء وجبل القارة، والمدرسة الأميرية بالتنسيق مع المعهد الملكي للفنون التقليدية، علاوةً على زيارة إلى منطقة الخبر الشمالية لما تحويه من تاريخ يتوارثه أبناء المنطقة، بوصف البرنامج رحلة ثقافية أدبية بقوالبٍ إبداعية.

 

من وحي الفضاء

ورغم التنوّع بين المشاريع التي أحرزت التقدّم، إلّا أن الإبداع والشغف جمع بينها. وبالنسبة للمشترك رضا الموسى فقد استلهم فكرة مشروعه من عالم الفضاء ليُنير عتمة السماء بـ «معرض الجاذبية الصغرى» حيث لفت انتباه لجنة التقييم، باعتباره مشروعًا علميًا يستند على النظريات العلمية.

يقول الموسى أن برنامج الشباب الصيفي مثل «فرصة لرفع الوعي عن عالم الفضاء مع تسليط الضوء على مضامين الكون بدءًا من مفهوم الجاذبية وصولًا للكواكب والنجوم»، مُشيرًا إلى تأثره بإنجازات المملكة في مجال الفضاء، ووصول رائدي الفضاء ريانة برناوي وعلي القرني إلى محطة الفضاء الدولية.

 

تواصل بصري

ومن بين المشاريع الفائزة، يأتي مشروع المشاركة ريم العرفج الذي أطلقت عليه «مأمن» ليمثل مخرجًا للقلق الاجتماعي، بهدف مساعدة الأشخاص الذين يُعانون من هذا الاضطراب عبر تصميم مُنتَج يُمكن ارتداؤه ويُساعد على التخفيف من حدة القلق، بالضغط على مناطق رئيسة كالكف والذراع؛ لاستيعاب ما يدور حولهم.

وعبر بوابة الثقافة والفن رسمت المشاركة عائشة الحميد من مشروعها «كلّنا عيون» وسيلة للتواصل مع المكفوفين خلال زيارتهم للمتاحف والمعارض الفنيّة لإحساسهم بالمحتوى البصري، إذ تعتمد فكرتها على صنع مجسمات صغيرة للوحات المعروضة، ترافقها سماعة مُصمّمة للرأس مع مكبر للصوت، حيث يستطيع المستفيد اختيار اللغة في محاولة للتعمق بجماليات الأعمال الفنية لكافة شرائح المجتمع.

 

نمو اجتماعي

وفي مشروع غلا الشعيبي، وجد أطفال التوّحد ضالتهم، لتُصبح الأرجوحة متنفسًا لهم بمزيج ألوان يناسب قدراتهم، مستندة على عدة دراسات وأبحاث علمية، ويحمل المشروع اسم «أنيس»، حيث اعتبرته «وسيلة تواصل ونمو اجتماعي وتعزيز للصحة النفسية عبر الاتصال بالطبيعة»، لاسيما أن بعض أطفال التوّحد لديهم قدرات قد تفوق أقرانهم من الأطفال الآخرين. وقد جمع تصميم الأرجوحة بين عناصر عدة منها الراحة والمتعة والخيال.

فيما بادر المشارك خالد المدّ الله بتحويل شغفه في فنون الطبخ إلى رسوم متحركة، لتصبح الأطباق تنبض بالحياة والألوان، عبر مشروعه «تذوق فنًا» حيث وجد مخرجًا لتوظيف أصناف الطعام بفنون تقديم متحركة.

وأما الفائزة رحمة الحدّاد فاختارت مشروع «البصمة الصوتية»؛ لمنح الذات لحظات التذكّر حيث تتضح الهوية الثقافية وسط عصر تتماهى به ثقافات العالم، بحسب تعبيرها.

وتُسهم أجندة برنامج حفل برنامج الشباب الصيفي بدورته الثانية، في دفع الحِراك الثقافي وتنمية قدرات الشباب في الحقول الإبداعية؛ لتُصبح مصدر إلهام وفرصة لمعرفة توجهاتهم المهنية المستقبلية.

Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge