حوار مع كاتب

حسين الزيداني: القصيدة ملاذ آمن من الألم

حسين الزيداني: القصيدة ملاذ آمن من الألم

حسين الزيداني، كاتب وشاعر سعودي صدر له ديوانان هما: "تآويه" و"ليس إلا".

بدأت النشر الإبداعي بالشعر، ألم تخشَ سطوة فنون سردية أخرى، مثل الرواية، وتفضيل سوق النشر لها، وتأثيرها على تلقي قصيدتك؟
ملأ الشعر عليَّ كل جوارحي منذ الصغر، ولبَّى احتياجاتي وأغدق عليَّ حد الاكتفاء، وحين كتبت ونشرت كنتُ منشغلًا به لا بسواه، وخائفًا منه لا عليه، فلم يكن لديَّ وقت لأقارنه بغيره. وأؤمن أن الذاكرة والمزاج العربي هما ذاكرة شعرية، مزاجها لا يقدم على الشعر شيئًا، مما زاد حصانتي ضد الخوف من سطوة أي فن آخر.

صدر لك ديوانان الفارق بينهما 4 سنوات. هل تُفضل كتابة القصيدة "بتأنٍ" دون استعجال النشر؟ 
حين تحين لحظة كتابة القصيدة، فعليَّ أن ألغي كل المواعيد، لأستعد لموعد انهمارها وتجسيد فرحي بها حين أراها تقترب إلى ما أريد، وقد لا تحتاج بعد ذلك إلى أي جهد سوى إخضاعها لنظرة تقييمية أخيرة. وفي حالات أخرى، وهي الأغلب، لا أكتب إلا تحت إلحاح الوقت، وهذا حدث معي في القصائد المرتبطة بمناسبات.

 
تُهيمن مُفردات الحزن والقلق على عناوين قصيدتك وأجوائها. في رأيك، هل يسعى الشاعر إلى طرح معاناته الذاتية بشكل علني لأجل التخلص من ثِقلها على نفسه؟

القصيدة - كما أراها- هي الملاذ الآمن الذي يلوّح للشاعر كلما ثار بركان الألم، واليد التي تمتد مشفقة لانتشاله متى اشتدت وتلاطمت أمواج المعاناة، وعبثت به الأعاصير، ليتخفف مما أثقله. ولأن معظم قصائد ديواني (تآويه) كُتبت وأنا أقاسي ألمَ فقد ابني الأكبر أحمد، رحمه الله، وقد ألقى هذا الفقد بظلاله على سنوات من عمري، وعلى جُلّ نصوصي التي كتبتها آنذاك. ثم إن المتأمل في الذاكرة الشعرية العربية يجد أن القصيدة هي الأقدر على استيعاب الانكسارات، والتماهي معها، دون إنكارها وتجاهلها، ويتأكد إلحاح احتياجنا كلما قست الجراح والآلام.

أخيرًا، لك مجموعة مسرحية قيد الطبع، ماذا أضافت لك من حيث موضوعها مقارنة بتجربتك الشعرية؟ 
إن لكل فن طعمًا ومذاقًا ورائحة تجعلني أسيرًا له متى حضر، ولا أستطيع الانفكاك عنه تحت أي تأثير حتى أنتهي من كل تفاصيل ما بدأته فيه سواء كان شعريًّا أو مسرحيًّا، ولأن إمكانية المباشرة والتجسيد يُمكن للنص المسرحي أن يحيلها إلى حالة جمالية إبداعية، دون أن تتسبب في ضعف مستوى فنية النص، وهو ما لا يمكن أن يكون إلا مؤشرًا على ضعف فيما يخص النص الشعري، وهذا يأخذنا إلى أن الأشكال الأدبية والفنون تخلق حالة ثراء حين يُنظر إليها في نطاقها التكاملي   .
 
Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge