إثر تقاعده من العمل بعد 4 عقود من الإنجازات والمسؤوليات

عبدالعزيز القديمي يروي جانبًا من تجربته الطويلة مع شؤون القيادة

عبدالعزيز القديمي يروي جانبًا من تجربته الطويلة مع شؤون القيادة

تقاعد النائب التنفيذي للرئيس للتطوير المؤسسي (سابقًا)، الأستاذ عبدالعزيز القديمي، من العمل في أرامكو السعودية، مؤخرًا، بعد مسيرة حافلة بالإنجازات والمسؤوليات القيادية في عديد من المناصب في أرامكو السعودية وفي غيرها من الجهات.

والتقته القافلة الأسبوعية، في يوم تقاعده من العمل في الشركة، واستمعت بتمعن وتقدير إلى جانب من تجربته وحصيلة خبراته الكبيرة في ميادين العمل والقيادة في أرامكو السعودية، ليروي للأجيال اللاحقة خلاصة تجربته العريقة في مجال الأعمال، ليلهم بها من يودون الوصول إلى الكثير من النجاحات خلال مسيرتهم العملية بالكثير من الدروس والحكم والمعارف.

استقبلنا في مكتبه كعادته بحفاوة وابتسامة وُدّ وترحاب، ليتحدث، وهو في سبيله للتقاعد، عن مسيرته المهنية التي استمرت ما يقرب من أربعة عقود مع أرامكو السعودية، إذ قال: «من الطريف أنني عندما كنت في مقاعد الدراسة لم تكن لدي أدنى فكرة عما ستكون عليه مسيرتي المهنية، باستثناء فكرة واحدة راسخة، وهي رغبتي في أن أحظى بتعليم لائق. تخصصت في الهندسة ودرست في جامعة مرموقة وبعد تخرجي أُتيحت لي عديد من الفرص.»

 

مسيرة حافلة بالمحطات

وأردف قائلًا: «شهدت في بداية مسيرتي المهنية الكثير من التنقلات، حيث انتقلت من شركة حكومية إلى الشركة العربية السعودية للتسـويق والتكرير (سمارك) ومنها إلى أرامكو السعودية. وقضيت وقتًا ممتعًا طوال مسيرتي المهنية متنقلًا بين قطاع التنقيب والإنتاج، وقطاع النقل والتوزيع، وقطاع التكرير والمعالجة والتسويق، والدوائر الإدارية. وما اكتسبته من عملي في هذه المناصب هو؛ أن التعلم لا سقف له. فكلما تقدمت مهنيًا وجب عليك الارتقاء بمعرفتك، ومواصلة التعلم، واكتساب مهارات جديدة وحصد المزيد من الشهادات. ولا تغفل الأمور البسيطة أيضًا، مثل احترام مديرك والثقة به، والدقة في مواعيدك والاستفادة جيدًا من وقتك في المكتب، والمنهجية من خلال التركيز على ما تطمح لتحقيقه كل خمس سنوات.» ستتعلم الكثير من خلال تواضعك مع الآخرين، ومساعدتهم، ونقل المعرفة إليهم، كما ذكر القديمي.

لا تخف من إحاطة نفسك بزملاء يعرفون أكثر منك في مجالات تخصصهم، فلن تخرج من التجربة إلا بفائدة. عبدالعزيز القديمي

وقدّم لنا القديمي نصيحةً ثمينة قال فيها: «اعرف ميزتك التنافسية ونافس بها بشرف، إذ يمكنك معرفتها بعدة طرق. واعرف ما يميزك عن غيرك، وكُن ذكيًا ومجتهدًا، واقرأ عن كل شيء، وكن محبًا للاستطلاع، ولا تنسَ ما هو أهم من هذا كله؛ إدارة العلاقات.» فالأشخاص، كما قال، تبرز مكانتهم إذا دامت قصة نجاحهم لفترة طويلة. وأضاف: «لذلك يجب ألا تكون العلاقات ذات طابع تجاري، لأنك إن ربطت نفسك بعلاقة أشبه ما تكون بالصفقات التجارية، فستنتهي العلاقة بمجرد انتهاء الصفقة.»

وقال: «لا تخف من إحاطة نفسك بزملاء يعرفون أكثر منك في مجالات تخصصهم، فلن تخرج من التجربة إلا بفائدة. وأضاف: «العلاقات هي مفتاح كل شيء، ويمكنك أن تبنيها من خلال المشاركات الفاعلة في النقاشات أو التدريب أو من خلال الاجتماعات المثمرة. ففي كل مرة تتواصل مع الآخرين يمكن أن تتعلم شيئًا جديدًا.»

وسلّط القديمي الضوء على أهمية المهارات الشخصية، وقال: «إن التواصل الفاعل يعود بالنفع الكبير على المسيرة المهنية لأي شخص، وذلك إذا ما اقترن بالعمل الجاد والاحترام. وأردف قائلًا: «عندما ترى البعض يمرون بمرحلة تغيير، على الصعيد الشخصي أو المهني، فاعلم أن الذكاء العاطفي هو مفتاح التغيير.» وأشار في معرض حديثه بقوله: «عندما تبتسم للناس، يبتسمون لك. كن لطيفًا واستمتع في العمل، وتأكد من أن زملاءك لا يختلفون عنك. وكن متوازنًا واستمع، واذهب إلى العمل كل يوم بابتسامة، ولا تنسَ أن تكون منفتحًا. وإذا واجهتك مشكلات، تحدث عنها. وإن كنت خجولًا، حاول العثور على الصديق أو الزميل المناسب لتدريبك ومساعدتك.»

وقال القديمي كلما كان الشخص أكثر انفتاحًا تعلّم أكثر، فلا تجعل القلق يسيطر عليك. وذكر ناصحًا: «دائمًا هناك من هو أذكى منك، ولكن لا تنظر إلى ذلك على أنه تهديد، على العكس، اعتبرها فرصة. ولا يحل مكان الحكمة أو الخبرة أي بديل، ولكن عندما تجد من هم أذكى منك قرّبهم إليك؛ لأنهم سيساعدونك في تأسيس أفضل فريق ممكن.»

خلاصة تجربة

وعندما سُئل القديمي عمّا خرج به من رحلته مع الشركة أجاب إنها علاقاته مع من التقاهم من داخل الشركة وخارجها. كما أعرب عن أمله في أن يذكره الناس كشخص كان يعامل الناس بكرامة، وينظر إلى الأمور من منظور شامل. وقال: «كنت صارمًا في دفع الآخرين للمضي قدمًا، ولكن بكل احترام وتقدير. فالناس يتعلمون الكثير عن أنفسهم عندما يرون أننا نتوقع منهم الكثير. وبالعمل معًا على هذا النحو، يمكن تحقيق نتائج يُنسب فضلها للجميع. وتذكّر أن من المهم جدًا أن تعبّر عن امتنانك وشكرك للآخرين، وأن تبدي حماستك بإنجازاتهم، فضلًا عن حرصك على التوازن وعدم الانفعال.»

وأكّد القديمي أن من دواعي سروره واعتزازه تلك اللحظات التي يقضيها عند لقاء الشباب وتوجيههم في «لقاء القهوة الأسبوعي مع النائب التنفيذي للرئيس»، حيث قال: «كنا نتحدث في الاجتماعات، عن كل شيء. عن الحياة الشخصية والخبرات العملية والجوانب المالية وكيف تخطط لمستقبلك.»

وكانت أبلغ نصيحة قدمها لنا جميعًا هي حقيقة أنه بانتهاء الحياة المهنية، لا يبقى سوى عائلتك وأصدقائك، فأساس الحياة الهنيئة ثلاثة: العائلة والأصدقاء والتمتع بالحياة. فإن أحسنت معاملة أهلك، وحظيت بحياة اجتماعية رائعة واستمتعت بوقتك، فسيكون كل يوم يومًا مميزًا».

شرح الصورة أعلى الصفحة: رئيس الشركة، كبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين الناصر يُكرم الأستاذ عبدالعزيز القديمي عرفانًا من الشركة بخدمته الطويلة التي استمرت ما يقرب من أربعة عقود.

 
Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge