شكلت مثالًا حيًا على ثقافة السلامة التي أسستها الشركة عبر السنين

«منع الخسائر» تحتفي بمرور ٤٠ عامًا على نشر مجلتها الرائدة في التوعية بالسلامة

«منع الخسائر» تحتفي بمرور ٤٠ عامًا على نشر مجلتها الرائدة في التوعية بالسلامة

احتفت دائرة منع الخسائر، مؤخرًا، بمرور 40 عامًا على نشر مجلة بانوراما. فقد نشرت الدائرة الطبعة الأولى من مجلة بانوراما في العام 1982م، فيما أصدرت بعد عامين من ذلك النسخة العربية منها تحت اسم «أضواء على السلامة»، لتعطي رؤية أوسع للسلامة. واليوم، تواصل المجلة تأدية دورها بصفتها النشرة الوحيدة للسلامة خارج نطاق العمل التي تنتجها أرامكو السعودية، وهي مسؤولية كبيرة نظرًا لما تتمتع به من شعبية واسعة في الأحياء السكنية، ومسؤولية يسر دائرة منع الخسائر التمسك بها. 

وفي هذا الإطار، قال نائب الرئيس وكبير مهندسي منع الخسائر، الأستاذ غسان أبو الفرج، عن المجلة العريقة: «شكّلت المجلة سابقة في مجالها بصفتها ذراعًا إعلاميًا للشركة يكرّس جهودها للسلامة خارج العمل. وما فتئت تزودنا بمعلومات وثيقة الصلة بالسلامة تجعل منازلنا وملاعبنا وطرقنا أكثر أمانًا. ولا يزال مبدأ دمج الوعي بالسلامة أثناء مزاولة النشاطات خارج بيئة العمل السبب الذي يدفع أرامكو السعودية لجعل أحيائها السكنية بيئة عيش أكثر أمانًا.»
وفي معرض حديثه عن التأثير الذي أحدثته المجلة على مستوى الشركة، قال مدير إدارة الخدمات الفنية في دائرة منع الخسائر، الأستاذ إبراهيم الخواجي: «السلامة ليست شيئًا نتركه خلفنا في المكتب أو في مكان العمل. وتُمثل المجلة مثالًا حيّا على ثقافة السلامة التي أسستها أرامكو السعودية في المنازل والأحياء السكنية، وكيف جعلتها أمرًا يمكننا جميعًا أن نعيشه ونطبقه في كل مكان.»

 

قصة البدايات

بينما كان تركيز المجلة منصبًا في بدايتها على السلامة في مكان العمل، وتضمن الإصدار الأول عددًا من المقالات التي خرجت عن دائرة الأعمال التشغيلية لتشدد على توخي سلامة العينين أثناء ممارسة بعض الرياضات كرياضة كرة المضرب، بالإضافة إلى بعض الإرشادات حول كيفية درء إعاقة لبس الغترة لمجال الرؤية أثناء القيادة.

وتحت شعار «أضواء على السلامة»، سارعت المجلة إلى تحويل اهتمامها إلى السلامة خارج مكان العمل؛ إذ أدركت أن معظم الحوادث التي تستدعي إجازة مرضية وقعت في منازل الموظفين وأسرهم وفي الملاعب الرياضية وبشكل خاص على الطرق. وكانت المجلة وسيلة لإيصال رسالة السلامة إلى جمهور جديد بالكامل، ألا وهم أسر الموظفين في أحياء أرامكو السعودية السكنية.

وشكلت هذه المجلة في بداياتها سابقة لم تحدث من قبل نسبيًا وذلك بتسليطها الضوء على بعض المسائل المهمة المتعلقة بالسلامة. وبعد أقل من عام على إصدارها، خصصت المجلة عددًا كاملًا للسلامة على الطرق، وهي خطوة لم تكن مألوفة في ذلك الوقت، ولكنها أظهرت اهتمام الشركة بسلوكيات القيادة خارج العمل. كما تضمنت تلك الطبعة قصة تحذيرية حول النزعة المتزايدة لاستخدام سماعات الرأس أثناء القيادة أو المشي، فكانت أقرب أن تكون تنبيهًا مبكرًا لأخطار استخدام الهواتف الجوالة أثناء القيادة بعد بضعة عقود من الزمن. 

وكان أحد الأهداف الرئيسة للمجلة، منذ بداياتها، إشراك قاطني الأحياء السكنية قدر الإمكان، وجرى ذلك بطرق متنوعة، كان من بينها إبراز مساهمات واقعية قدمها موظفون وأسرهم وساعدت، على سبيل المثال، في إنقاذ حياة أو درء احتمالات وقوع حادث خطر. 

وكان أحد أبرز هذه الحوادث ما وقع في عام 1983م، عندما أنقذ ستة من مدربي السباحة طلابًا من بركة سباحة في أحد أحياء أرامكو السكنية بعد أن تسبب الانبعاث المفاجئ لغاز الكلورين في تعرض بعض السباحين للسعال والدوار. وقد أظهرت هذه الحوادث أهمية الاهتمام بالأحياء السكنية ووعي الأفراد بالنشاطات اليومية التي يمكن أن تؤدي، دون سابق إنذار، إلى خطر جسيم. 

 

صدور المجلة باللغتين

وبعد عامين من إصدارها، ظهرت المجلة باللغتين العربية والإنجليزية، حيث اجتذبت عددًا أكبر من القراء. ولم يكن ثمة فرق بين النسختين غير العنوان، حيث حملت المجلة العربية اسم «أضواء على السلامة» بينما حملت النسخة الإنجليزية اسم بانوراما.

وفي عام 1986م، عُزز التركيز العام على السلامة خارج نطاق العمل عندما طُرحت صفحة مخصصة للأطفال ما لبثت أن أصبحت مقالًا بارزًا، إضافة إلى الأخبار والنشاطات التي سعت إلى غرس السلوكيات الآمنة في وجدان الأطفال.
وحول ذلك، قالت عضو وحدة خدمات المساندة في دائرة منع الخسائر والمحرر الحالي للمجلة، هيفاء الشيخ: «كانت فكرة المجلة تقدمية بالنسبة إلى عصرها في ذلك الحين، خاصة إذا ما نظرنا إلى الشركات الأخرى من حيث الإنتاج التحريري في ذلك الوقت، فسيتجلى لنا أنها كانت مجلة فريدة من نوعها.»

وكما هو معهود في أعمال الشركة الرئيسة، يجب على الجميع تأدية الدور المنوط بهم لكي تتحقق السلامة. ومع التركيز على السلامة خارج العمل، أسهمت النشاطات الأسرية مثل الذهاب إلى الشاطئ والشواء والتخييم في الصحراء في تحقيق هذه المشاركة بشكل مباشر. 

 

أثر الصورة وأساليب المعالجة

وكانت الصور الفوتوغرافية وسيلة أخرى شائعة للتواصل مع القراء. كما شاركت أسر الموظفين بصفتها نماذج يحتذى بها، وخَطَف أطفالها الأضواء على أغلب أغلفة مجلة بانوراما على مدى عقود. وأضافت هيفاء الشيخ: «لا شك أن إشراك قاطني الحي السكني كان له أكبر الأثر، إذ منحهم ذلك مزيدًا من مشاعر الانتماء.»

وما زال مفهوم المجلة لثقافة السلامة ثابتًا لم يتغير على مدى العقود الماضية، إذ واكب محتواها التطور المستمر للموضوعات والتقنية التي غيرت مجرى حياتنا، والتغيرات التي طرأت على المفاهيم الثقافية والاجتماعية. وقالت رئيس وحدة خدمات المساندة في دائرة منع الخسائر، إيمان رفيع: «نسعى لجعل المجلة جاذبة وتمس حياة الناس، لذا فإننا نتناول عديدًا من قضايا السلامة التي لم يطرأ عليها تغيّر كبير منذ الثمانينيات مثل: حرائق المطابخ والسلامة الرياضية والانزلاق والتعثر والسقوط.» وهناك أيضًا عديد من الجوانب التي أحرزنا فيها تقدمًا، مثل إقناع الجمهور بأهمية استخدام أحزمة الأمان ومقاعد الأطفال، إضافة إلى تسليط الضوء على المخاطر الصحية المصاحبة لتدخين السجائر.

وتمضي المجلة في مسيرة نشر الوعي بشؤون السلامة وطرق جميع القضايا التي تمثل هاجسًا أمام الوقاية من مواطن الخطر واحتمالات وقوع الحوادث، لا قدر الله، لتبقى نبراسًا ينير دروب الطريق من الأخطار داخل العمل وخارجه بلغة سلسة وبصورة معبرة وبرسالة واضحة مؤثرة تمس اهتمامات الجميع من موظفي الشركة وأفراد أسرهم وموظفي المقاولين ومجتمع أرامكو السعودية الكبير، انطلاقًا من قيمة السلامة الكبرى في أعمال أرامكو السعودية.

Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge