يضخان النفط من وسط الصحراء على مدى 62 عامًا..

بئران تاريخيتان في حقل بقيق: رمزٌ لتميّز أرامكو في الإنتاج

بئران تاريخيتان في حقل بقيق: رمزٌ لتميّز أرامكو في الإنتاج

وسط رمال الصحراء الملتهبة، شرقي المملكة العربية السعودية، يتدفق النفط منذ 62 عامًا من بئرين، هما بئرا بقيق 84 و75، داخل حقل بقيق النفطي البالغ طوله 50 كيلومترًا. وتسعى أرامكو للمحافظة على سجل البئرين كأعلى الآبار إنتاجًا للنفط على نحو تراكمي. 

وبلغ إنتاج أحد البئرين حوالي 235 مليون برميل، بينما بلغ انتاج الآخر215 مليون برميل من النفط الخام (العربي الخفيف جدًا)، وذلك من مكمن (عرب – د) الذي يزيد سُمكه على 200 قدم. 

ويعود الفضل في صمود البئرين أمام عوامل التعرية مع مرور الوقت، إلى وعي إدارة أرامكو والتزامها بفحص البنية التحتية للمئات من مكامن النفط والغاز وصيانتها بشكل منتظم.

رمزٌ للتميّز

ووصف النائب الأعلى للرئيس لهندسة البترول والتطوير، الأستاذ وليد الملحم، البئرين التاريخيين أنهما «رمز لتميّز أرامكو في الإنتاج» قائلًا: «تُولي أرامكو السعودية قاعدتها الواسعة من مكامن النفط والغاز وأصول بنيتها التحتية عناية فائقة. وتُسهم ممارساتنا الإنتاجية، الأفضل من نوعها، في جعل الشركة واحدًا من أكثر موردي النفط الخام منخفض الكثافة الكربونية موثوقية في قطاع التنقيب والإنتاج على مستوى العالم».

وأضاف: «يقف خلف الإنجاز الاستثنائي لبئري بقيق رقم 84 ورقم 75 على صعيد الإنتاج؛ المعرفة والخبرة الجماعية المقترنة بالتفاني والاجتهاد من جانب أجيال من فرق العمل مُتعدّدة التخصصّات في أرامكو».

في حين قال نائب الرئيس، كبير مهندسي البترول، الأستاذ فيصل النغيمش: «تُعد قدرة البئرين على الصمود أمام اختبار الزمن شاهدًا على براعة أرامكو المتوارثة عبر الأجيال ليس كشركة فحسب بل وكرمز لنجاحها المستمر في المملكة وحول العالم».

وفرة موارد الطاقة
ومنذ 90 عامًا، تضع أرامكو السعودية يدها على كمياتٍ كبيرةٍ من النفط والغاز، حسب الاتفاقية المُبرمة بين الشركة وحكومة المملكة العربية السعودية. وبحسب هذه الاتفاقية فإن أرامكو هي المسؤولة عن ثاني أكبر احتياطيات معروفة من المواد الهيدروكربونية في العالم، والتي يُقدّر حجمها بـ 258.8 مليار برميل من النفط (2022).

وتتميَّز الشركة بجودة منتجاتها، إذ تتفوّق الأنواع الخمسة من النفط العربي التي تُنتجها أرامكو على أنواع النفط الأخرى التي تنتجها شركات النفط الكبرى، ويرجع ذلك إلى انخفاض تكلفة توريدها على نطاق واسع، وإلى الكثافة المنخفضة لانبعاثات الكربون في قطاع التنقيب والإنتاج.

ويأتي في صميم أعمال قطاع التنقيب والإنتاج في أرامكو؛ الالتزام بتوجيهات حكومة المملكة بأن تُدار موارد الطاقة الهائلة بطريقةٍ مسؤولة من أجل إنتاجية طويلة الأجل.

وقال مدير إدارة المكامن في منطقة الأعمال الجنوبية، خالد النعيمي، أن أرامكو تُدير مكامنها بطريقةٍ مُغايرة لما جرت عليه العادة في قطاع الطاقة، بما يضمن الوصول إلى الحد الأقصى لمعدلات الإنتاج لكل حقل.

ويُضيف النعيمي: «نسعى للاستفادة من وفورات الحجم من خلال مكامن النفط الكبيرة وذات الإنتاجية العالية لدينا. ونفخر بإدارة المكامن التابعة لنا على الوجه الأمثل الذي يؤتي ثماره من خلال المحافظة على المعدل المتوسط للمكامن، وتعظيم قيمة هذه الأصول على المدى البعيد».

وقد اُكتشف حقل بقيق النفطي في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية في عام 1940 وبدأ الإنتاج في عام 1946. وفي عام 1947، ارتفعت وتيرة إنتاج الحقل سريعًا بزيادة بلغت حوالي 50% عن العام السابق. وأسهم حفر 18 بئرًا جديدة في عام 1948 في زيادة الإنتاج بواقع 60% ليصل إلى أكثر من 140 ألف برميل في اليوم. وفي عام 1961، انضم بئرا بقيق رقم 84 ورقم 75 إلى خط إنتاج الآبار.

وقال رئيس قسم إدارة المكامن في شمال الغوار وبقيق والشيبة، زياد العبد اللطيف: «نسعى في حقل بقيق لتجسيد قيم الشركة الأساس التي مكّنتها من إمداد العالم بالطاقة بموثوقية لما يقرب من قرن من الزمان». 

ممارسات متطوّرة في إدارة المكامن

ومن مقر أرامكو الرئيس في الظهران، يقول رئيس وحدة إدارة المكامن في بقيق، سالم الدوسري، أن إدارة مكمن من مكامن النفط تنطوي على إيجاد حلول مناسبة له، وملائمة للغرض المحدد لها، والتي من شأنها إطالة عمره الإنتاجي.
وقال الدوسري: «يُساعد تحويل مسار الآبار غير المُنتجة إلى مناطق أكثر إنتاجية في تحسين العمر الإنتاجي الأكثر استدامة للمكمن، وبئرا بقيق رقم 84 و75 خير دليل على هذه الممارسة».

أقدم بئر مُنتجة لدى أرامكو 
تُعد بئر بقيق رقم 42 البالغ عمرها 75 عامًا أحد أقدم الآبار المُنتِجة في أرامكو، وجرى حفرها في عام 1948، ولا تزال البئر مُستمرّة في الإنتاج حتى اليوم. وبدأت البئر رحلتها مع الإنتاج في عام 1948. وقد أنتجت حوالي 50 مليون برميل من النفط حتى عام 1971، ومنذ ذلك الحين أنتجت أكثر من 97 مليون برميل من النفط.
وفي عام 2015، أُعيد إنجاز بئر بقيق 42 في نفس الجزء غزير الإنتاج من مكمن (عرب – د) بهدف تحسين العمر الإنتاجي الطويل للبئر. ويرجع استمرار البئر المعمِرة في الإنتاج إلى طموح أرامكو المتمثل في اتباع أفضل ممارسات إدارة المكامن والاستدامة طويلة الأمد وصيانة البنية التحتية. وترمز بئر بقيق 42 إلى عزم حقل بقيق الذي لا ينكسر.
Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge