خلال مشاركته في المنتدى السنوي للاتحاد الخليجي للبتروكيميائيات والكيميائيات

الناصر: طموحنا للوصول للحياد الكربوني يتطلب تحولًا مبتكرًا وقابلًا للتطبيق في مجال المواد

الناصر: طموحنا للوصول للحياد الكربوني يتطلب تحولًا مبتكرًا وقابلًا للتطبيق في مجال المواد

أكد رئيس أرامكو السعودية، وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين الناصر، أن التحول السريع في مجال المواد المستقبلية يجب أن يعمل جنبًا إلى جنب مع التحول في مجال الطاقة؛ للمساهمة في حماية المناخ وتحقيق طموحات الوصول إلى الحياد الكربوني. جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها في حفل افتتاح الدورة السادسة عشرة للمنتدى السنوي للاتحاد الخليجي للبتروكيميائيات والكيميائيات، وهو أحد أبرز المؤتمرات التي تتناول موضوع المواد الكيميائية الذي يعقد لأول مرة في المملكة العربية السعودية، وحظي باهتمام عالمي واستمر ثلاثة أيام تحت شعار «الكيميائيات، لتحقيق مستقبل مستدام.»

 

توقعات الطلب على الكيميائيات

وتحدث الناصر في كلمته التي تطرقت إلى مسيرة أرامكو السعودية في قطاع المواد الكيميائية والمسار المستقبلي، عن المفهوم الحديث للنمو السكاني العالمي ونمو المدن، وما يوازيه من طلب على المواد الكيميائية، وقال: «من المنتظر أن يبلغ سكان العالم 10 مليارات نسمة بحلول عام 2060م. ومن المرجح أن يعيش ٨٠% منهم في المدن حينئذ، ويُتوقع أن يصل الناتج المحلي الإجمالي العالمي إلى أربعة أضعاف. وسيرغب السكان في حقهم من هذه الحصة، وهذا يعني أن الطلب على المواد الكيميائية أيضًا سيشهد ازديادًا بشكل كبير.»

وكشف الناصر أن الطلب على المواد الكيميائية من المرجح أن ينمو إلى ما يزيد على الضعفين، إذ بلغ في عام 2011م 79 جيجا طن، وسيبلغ 167 جيجا طنًا بحلول عام 2060م.

وأشار الناصر إلى أن إنتاج المواد واستخدامها والتخلص النهائي منها يشكل قرابة الربع من إجمالي الانبعاثات العالمية من ثاني أكسيد الكربون. وأردف قائلًا: «في ظل ظروف العمل المعتادة، يُتوقع أن تزيد الانبعاثات في مختلف القطاعات بشكل ملحوظ. وللإسهام في خفض الانبعاثات في هذه البيئة المتنامية، فإن مقومات الحياة في القرن الحادي والعشرين يجب أن تتسم بقدرتها على الاستمرار لوقت أطول وبتكلفة أقل وبنسبة انبعاثات منخفضة.»

ولفت الناصر انتباه الحضور في إطار رؤيته لمستقبل التوسع في الطلب على المواد الكيميائية قائلًا: «تصوّروا مستقبلًا يتم فيه بناء كل من ناطحات السحاب والجسور والطائرات والسيارات - حتى الكهربائية منها – وصولًا إلى ملاعب كأس العالم بمواد متقدمة.» وأضاف أن تحقيق التحول المدروس والسريع في قطاع المواد، سيتطلب الابتكار في أعمال البحث والتطوير، إضافة إلى الاستثمار ذي الجدوى العالية.

 

دور واعد للهيدروجين منخفض الكربون

واستمر الناصر في تسليط الضوء على الدور المهم للاقتصاد القائم على تدوير الكربون في السعي لخفض الانبعاثات وإيجاد مواد مستدامة للمستقبل، إذ قال: «هناك مثالين اثنين جديرين بالذكر هما: أول بوليمر دائري على مستوى العالم الذي صنعته شركة سابك التابعة لأرامكو السعودية، وكذلك الوقود الكهربائي المستدام الذي أنتجته أرامكو السعودية.»

وبين الناصر أنه من المتوقع أن يلعب الهيدروجين منخفض الكربون دورًا بارزًا في قطاع المواد الكيميائية، مشيرًا إلى ما حققته شركة سابك، مؤخرًا، بإحرازها أول شهادة اعتماد من طرف محايد لإنتاج الهيدروجين الأزرق والأمونيا الزرقاء.

 

صناعة ذات جدوى عالية

وأشار الناصر في حديثه أمام المنتدى إلى أن الحاجة إلى مواد مستدامة هي مدعومة بدراسة جدوى متينة تتوافر فيها فرص للتوسع وتقوية منظومة الأعمال. وذكر أن الطلب على المواد البتروكيميائية سيظل عال جدًا. ودلل على ذلك بقوله: «إن إستراتيجية أرامكو السعودية، المدعومة بالاستثمارات التقنية، لتحويل ما يصل إلى 4 ملايين برميل يوميًا من السوائل لمواد كيميائية بحلول عام 2030م قد بدأت تتضح معالمها.»

 

تأسيس مركز للمواد المتقدمة

ودعا الناصر المسؤولين في قطاع المواد الكيميائية إلى تعزيز وتسريع عملية الابتكار لتطوير مواد أكثر متانة واستدامة على نطاق واسع وبتكلفة أقل. كما دعا إلى تأسيس مركز للمواد المتقدمة في المملكة العربية السعودية، وجذب الشركات في قطاع المواد الكيميائية للاستثمار في المملكة التي تنعم بوفرة الوقود والمواد الخام وشبكة واسعة من البنية التحتية الداعمة.

واختتم الناصر حديثه قائلًا: «إن بناء عالم جديد مستدام يستوجب تحولًا قابلًا للتطبيق في قطاع المواد الكيميائية، بالتزامن مع تحول قابل للتطبيق في قطاع الطاقة. وهذه فرصة فريدة لقطاع المواد الكيميائية لاتخاذ قرارات مصيرية، وإعادة النظر في تعريف المواد اللازمة للحياة المعاصرة، وصنع الفرق الكبير في كلا التحولين وفي كوكبنا الذي نعيش عليه.»

 

حوار القيادات

كان لنائب الرئيس للمواد الكيميائية، السيد أوليفر ثوريل، مشاركة في حوار القيادات الذي جاء تحت عنوان «التحول نحو الطاقة النظيفة – فرصة دول مجلس التعاون الخليجي لقيادة العالم.»

وقد شارك ثوريل في حلقة نقاش مع رئيس مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية (كابسارك)، الأستاذ فهد العجلان، ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للمعهد الياباني لاقتصاديات الطاقة، تاتسويا تيرازاوا، ورئيس التقنية في شركة «كي بي آر»، دوق كيلي، والرئيس التنفيذي للإستراتيجية والتحول في شركة أوكيو، الأستاذ المؤثر الخروصي.

وقال ثوريل: «نعتقد بأن التحول في قطاع الطاقة يمثل فرصة تجارية كبيرة للمواد الكيميائية، خصوصًا في هذه المنطقة، حيث أن تكلفة الطاقة منخفضة.»

وذكر كيف لمركز احتجاز الكربون وتخزينه، الذي أُعلن عنه في منتدى مبادرة السعودية الخضراء لعام 2022م، أن يُسهم مستقبلًا في إنتاج مواد كيميائية منخفضة الانبعاثات في مدينة الجبيل، مما يضعها ورأس الخير مستقبلًا موضع مراكز إنتاج المواد الكيميائية منخفضة الانبعاثات ذات الميزة التنافسية، لفتح آفاق جديدة من الفرص العظيمة للمملكة.

وأردف قائلًا: «يمثل التحول في قطاع الطاقة تحولًا في قطاع المواد، فعلى سبيل المثال، يتطلّب كل 1 ميجاواط من الطاقة الشمسية 8 أطنان من المنتجات الكيميائية، لذا فالمواد الكيميائية جزء لا يتجزأ من مستقبلنا.»
وأضاف: «لذلك ابتعنا حصتنا الأكبر في سابك، واستثمرنا في التقنيات الحديثة لتحويل السوائل إلى كيميائيات، بما في ذلك التحويل الحراري للسوائل إلى كيميائيات، وهو ما نخطط لتطبيقه عن طريق شركة إس أويل التابعة لنا في كوريا.»

Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge