في منتدى مبادرة السعودية الخضراء 2022م

كشفُ النقاب عن خطط لتأسيس مركز لاستخلاص الكربون وتخزينه

كشفُ النقاب عن خطط لتأسيس مركز لاستخلاص الكربون وتخزينه

أبرزت النسخة الثانية من منتدى مبادرة السعودية الخضراء، التي عُقدت بين يومي 11 و12 نوفمبر في مدينة شرم الشيخ المصرية، جانبًا من طموح أرامكو السعودية في مجال الاستدامة.
وكشف المنتدى النقاب عن 66 مبادرة قدَّمتها المملكة في إطار طموحها لمواجهة التغيّر المناخي، من بينها إعلان وزارة الطاقة عن بناء أحد أكبر مراكز استخلاص الكربون وتخزينه المخطط لها على مستوى العالم بالتعاون مع شركاء تجاريين بقيادة أرامكو السعودية.

ومن المعتزم أن يُنشَأ المركز في الجبيل على الساحل الشرقي للمملكة، ليسعى للوصول إلى طاقة تخزين تصل إلى 9 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون في السنة بحلول عام 2027م. وتخطِّط أرامكو السعودية للإسهام بنحو 6 ملايين طن، فيما ستأتي الحصة المتبقية من مصادر صناعية أخرى.

وفي هذا الصدد، أعلنت أرامكو السعودية في حفل عشاء أُقيم في 10 نوفمبر عشية منتدى مبادرة السعودية الخضراء، عن توقيع اتفاقية تطوير مشتركة مع شريكين تجاريين رئيسين، هما شركتا (ليندي) و(شلمبرجير).

 

تقنية فاعلة

وفي هذا الصدد، قال رئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية، معالي الأستاذ ياسر بن عثمان الرميان، إن الشركة ملتزمة بالعمل من أجل مستقبل منخفض الانبعاثات.

وقال الرميان: «ستضطلع التقنية بدور فاعل على هذا الصعيد، كما أن اتباع نهج قائم على استثمار المعلومات المتوفرة لتوجيه الاستثمارات في تحول الطاقة يُعدّ أمرًا ضروريًا؛ وهذا الأمر جزءٌ لا يتجزأ من تكوين أرامكو السعودية ونسيجها».

وأردف قائلًا: «نرى أن استخلاص ثاني أكسيد الكربون وتخزينه أو إعادة استخدامه قد يؤدي لخفض الانبعاثات على الصعيد العالمي. ولا بد من الإشارة إلى أن تقنيات استخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه تمثِّل عنصرًا رئيسًا في تسريع تنمية قطاع الهيدروجين، وهي أيضًا عنصر رئيس ضمن برنامج متكامل للأمونيا الزرقاء والهيدروجين الأزرق».

 

مستقبلٌ واعد للطاقة

 

وفي معرض حديثه خلال الحفل، أوضح رئيس أرامكو السعودية، كبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين بن حسن الناصر، أن تقنية استخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه من منظور عام هي بمثابة مفتاح ذهبي من شأنه الإسهام في تأمين مستقبل واعد وعملي لقطاع الطاقة.

وقال الناصر: «هناك أدلة متزايدة على أن تقنية استخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه ضرورية للوفاء بالالتزامات العالمية تجاه تحقيق صافي انبعاثات صفري، لا سيما بالنظر إلى قدرتها الواعدة على استخلاص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في القطاعات التي يصعب خفض الانبعاثات فيها».

وتهدف المرحلة الأولى من المركز الجديد في الجبيل إلى استخلاص ثاني أكسيد الكربون من ثلاثة معامل غاز تابعة لأرامكو السعودية، إلى جانب مرافق صناعية غير تابعة للشركة في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق. وسيُنقل الغاز المستخلص عبر شبكة خطوط أنابيب ليُخزن في باطن الأرض.

«مع تزايد السعة الكلية، نخطِّط لبدء مراحل أخرى من مشاريعنا في مجال استخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه. وهدفنا هو أن تُسهم هذه المشاريع إسهامًا كبيرًا في خطط المملكة لاستخلاص 44 مليون طن بحلول عام 2035م». المهندس أمين بن حسن الناصر

الهيدروجين الأزرق والأمونيا الزرقاء

ومن شأن هذه المشاريع المخطط لها في مجال استخلاص الكربون وتخزينه أن تساند برنامج الهيدروجين الأزرق والأمونيا الزرقاء في الشركة. وفي ضوء ما تحظى به أرامكو السعودية من اعتراف نظير قدرتها على المساعدة في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتلبية الاحتياجات العالمية من الطاقة، تبحث الشركة إمكانية استخدام الهيدروجين كمصدر للطاقة.

وتحظى الشركة كذلك بمكانة رائدة في مجال نقل الأمونيا الزرقاء، وهي عبارة عن مركب يتألف من الهيدروجين والنيتروجين، بحيث يمكنها أن تُسهم في تلبية احتياجات الطاقة المتزايدة عالميًا على نحو موثوق وبتكلفة ميسرة.

 

الأمن والعدالة والاستدامة

 

وأوضح الناصر أن أرامكو السعودية تتبنَّى فلسفة قائمة على العمل في سياق استجابتها للتحديات الثلاثة التي تواجه العالم في مجال الطاقة، والتي تتمثل في أمن إمدادات الطاقة وتوفرها بنحو عادل ومُستدام بيئيًا، وهي فلسفة تستند إلى ثلاث ركائز إستراتيجية.

وقال الناصر: «الركيزة الأولى هي إدراك صانعي السياسات والجهات المعنية الأخرى أن هناك حاجة ماسة إلى إمدادات الطاقة التقليدية بكميات كافية وأسعار معقولة على المدى الطويل. أما الركيزة الثانية، فهي أن هناك أيضًا حاجة لإمدادات الطاقة الجديدة ومنخفضة الكربون، بحيث تتكامل تدريجيًا مع المصادر التقليدية كالنفط والغاز».

وفي معرض حديثه عن الركيزة الثالثة، أوضح الناصر أن هناك حاجة إلى تحقيق مزيد من الانخفاض في الأثر الكربوني للطاقة التقليدية، وتمكين ذلك باستخدام التقنية وزيادة كفاءة استهلاك الطاقة.
وقال الناصر: «نبذل غاية جهدنا في أرامكو السعودية لخفض كثافة الانبعاثات الكربونية الناتجة عن أعمال التنقيب والإنتاج، ومعدل حرق الغاز في الشعلات، وكثافة غاز الميثان، رغم أن مستوياتها تُعد من بين الأدنى على مستوى العالم».

وأضاف الناصر: «في الوقت الراهن، تشهد محفظة أعمالنا نموًا سريعًا في مجال الكيميائيات، لتساند الاستخدام المتزايد للنفط في تطبيقات لا تتضمن الاحتراق».

 

تقنيات تمكِّن من تحقيق الأهداف

واختتم الناصر حديثه بالتأكيد على أن الشركة تكثِّف جهودها في سبيل تطوير التقنيات الرئيسة التي تصنع الفارق، موضحًا كيف يمكن لمركز استخلاص الكربون وتخزينه أن يلعب دورًا بارزًا في إحداث تغيير جذري على عديد من الجبهات.

وكانت شركة أرامكو السعودية لمشاريع الطاقة قد أعلنت في الشهر الماضي عن إنشاء صندوق استدامة بقيمة 1.5 مليار دولار، بهدف مساندة الشركة في طموحها بتحقيق صافي انبعاثات صفري للغازات المسببة للاحتباس الحراري ضمن النطاقين (1 و2) في كافة أصولها التي تملكها وتشغلها بالكامل بحلول عام 2050م، وتطوير مجالات أعمال جديدة لأنواع الوقود منخفضة الكربون، وتعزيز الجهود البيئية العامة للشركة.
كما أن أرامكو السعودية عضو مؤسس في مبادرة شركات النفط والغاز بشأن المناخ، التي تحفز العمل ضمن إطار تعاوني على مستوى القطاع.

 
Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge