استهلَّ موسم تنوين الإبداعي 2022، الذي ينظّمه مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، فعالياته مساء يوم الخميس الماضي 27 أكتوبر 2022م، بجلسة حوارية ضمَّت مسؤولين وخبراء من قطاعات مختلفة، وناقشت سُبُل بث روح التعاون عبر مفهوم الإبداع تحقيقًا للريادة والاستدامة، وخلق شراكات مجتمعية والعمل على تفعيلها، بهدف نشر ثقافات جديدة قادرة على إحداث حراك مجتمعي يُسبغ قيمة حضارية وأثرًا واعدًا.
وشهد حفل الافتتاح لموسم تنوين الإبداعي حضور عديد من الأكاديميين ومسؤولي القطاعين العام والخاص، وتضمَّن، بالإضافة إلى جلسة الحوار، جولة حول المعارض والفعاليات وعروض المشاريع والتحديات، التي نُظّمت خصيصًا لموسم هذا العام.
اقتصادٌ واعد
وفي كلمة افتتحت بها جلسة الحوار، قدَّمت مديرة قسم البرامج في (إثراء)، نورة الزامل، تصوّرات شاملة حول مستقبل الاقتصاد الإبداعي بوصفه الخيار الأمثل لبناء مستقبل سوق العمل، حيث يُعد أحد الركائز الرئيسة لرؤية (إثراء)، التي تستند على الصناعات الإبداعية بوصفها شبكة مترابطة ينتج عنها الابتكار، وتُسهم في بناء اقتصاد أكثر شمولية.
وتطرَّقت الزامل خلال حديثها إلى التحديات التي يواجهها القطاع الإبداعي، والتي تتطلّب جملة من الحلول المشتركة والموارد المحلية، بما يتضمن مشاركة الأفراد، والشركات الصغيرة والمتوسطة، وصناديق التمويل، والبرامج والمبادرات من الجهات المختلفة.
كما أشارت الزامل إلى أبرز الأرقام التي تستطلع مستقبل الاقتصاد الإبداعي في المملكة، حيث من المتوقع أن يُسهم هذا الاقتصاد بنسبة 27% في فتح مجالات استثمارية لأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة، مع إمكانية إسهامه في خفض مؤشر البطالة بما يصل إلى 29%، ومساعدته أيضًا على إنشاء قنوات استثمارية دولية جديدة بما قد يصل إلى 35%؛ الأمر الذي قد يؤدي إلى زيادة مستوى دخل الفرد بنسبة 24%.
ثقافة الابتكار
وخلال جلسة الحوار، التي أدارتها الشريكة المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة (تسامي)، لجين العبيد، توقَّع مدير عام التواصل المؤسسي والاستدامة والشراكات الإستراتيجية في شركة التركي القابضة، أنس الجريفاني، أن تصل ثقافة الابتكار خلال الأعوام المقبلة إلى أعلى مستوياتها، مشيرًا إلى ما تسعى إليه شركته من أجل بناء الفرد بقوله: "نحرص على الإسهام في بناء أثر اقتصادي بطابع مجتمعي".
من جانبه، تحدَّث مستشار التسويق المؤسسي والتواصل في الخطوط السعودية، إبراهيم عقيل، حول تفعيل الشراكات الإبداعية وتعزيز التعاون على المستويين المحلي والدولي، فيما ناقشت المديرة التنفيذية للفنون والصناعات الإبداعية في الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، نورة الدبل، آليات تفعيل الشراكات ذات القيمة التعاونية كشراكات التدريب والتطوير.
كما كشفت المديرة التنفيذية للشراكات في مركز (إثراء)، نوف العارضي، عن عمق العلاقة بين الشراكات المجتمعية وروافد الإبداع بوصفه متنفسًا للاستدامة، موضحة أن الصناعات الإبداعية لا تعمل بمعزل عن القطاعات الأخرى، فالعملية الإبداعية لديها جملة متطلبات تبتني على المشاركة؛ لضمان استمراريتها في تشغيل محركات الاقتصاد الإبداعي.
أمّا نائبة المدير لشركة (فن جميل)، سارة العمران، فذكرت عدة نقاط ينبغي أن يستهدفها التعاون لتحقيق عديد من الأهداف القائمة على التمكين، ومن بينها البرامج التعليمية، وبناء القدرات، وزيادة البرامج التأهيلية.