القافلة تعود بعدد خاص احتفاءً باليوم الوطني السعودي 92

القافلة تعود بعدد خاص احتفاءً باليوم الوطني السعودي 92

تأتيكم مجلة القافلة في حلة قشيبة في عدد خاص متزامن مع الاحتفاء بعيدنا الوطني الثاني والتسعين. تأتي بعدما أناخت ركابها مدة أطول من المعتاد مذ صدور عددها الأخير، ولأنها غابت لبرهة من الزمن، فقد عادت محملة بالنوادر وطريف الموضوعات وفريدها.

نطالع في عددنا الخاص أول ما نطالع كلمة بعنوان «ما جديد القافلة وهي تقترب من السبعين؟» كتبها الأستاذ فؤاد الذرمان، مدونًا لحظات انتقالها من طورها الفتي إلى طور شبابها عام 2002م. تلك النقلة المفصلية في حياة القافلة، التي كان شاهدًا معاصرًا لها بصفته مديرًا لقسم النشر والعلاقات الإعلامية في أرامكو السعودية حينها. ثم نمضي بعد ذلك لتصفح بقية صفحات العدد بتصاميمه المميزة التي طالما عرفت بها القافلة منذ عقود، وقد جاءت مقالات العدد متوزعة على أبواب عريضة تحت أسماء جديدة مؤذنة بتدشين مرحلة جديدة من تاريخ القافلة المديد.

 

ثقافة وفنون

أول هذه الأبواب هو باب (ثقافة وفنون). ولأن الشأن الثقافي هو صُلب اهتمام القافلة ومناط وجودها، فقد أتى زاخرًا بثلاثة تقارير ثرية ومقالتين غنيتين ولقاءين استثنائيين. أما التقارير فيصف أولها الحالة الثقافية في الساحة السعودية بعد الجائحة، ويتحدث ثانيها عن المسرح السعودي في ظل رؤية 2030، ويستعرض ثالثها التجربة الوليدة للسينما السعودية. أما المقالتان فقد انصرف اهتمامهما إلى الأدب والأدباء. أولاهما مقالة بعنوان «تجليات الوطن في الشعر السعودي» للدكتورة مستورة العرابي، التي تحدثت عن حضور الوطن في أفئدة شعرائه، مستعرضة بالنقد والتحليل نصوصًا متفرقة لنخبة من شعراء الوطن. أما ثاني هاتين المقالتين، فيتناول فيها زميلنا عبدالوهاب أبو زيد، تجربة الأدباء السعوديين للوصول إلى العالمية، مستعرضًا المصاعب الجمة التي تحيط بالترجمة ومدى قبول الأوساط الأجنبية للأدب العربي.

أما اللقاءان فقد كانا مع كلٍّ من عازف القانون الشهير مدني عبادي والفنانة التشكيلية شادن التويجري. نكتشف مع الأستاذ مدني عبادي خطواته الأولى في التعرف على الآلات الموسيقية، مع مرور سريع على محطاته الغنية مع كبار المغنين العرب، انتهاء بمحطته الأخيرة بعيد تقاعده من أرامكو السعودية. أما الفنانة شادن التويجري، فتحدثنا عن مشاركاتها الفنية في المحافل العالمية وعن ماذا يعني لها الفن كتجربة وجودية عميقة وعن المدارس الأقرب لقلبها بالإضافة لأسلوبها التجديدي في المدرسة التجريدية.

 

تراث وسياحة

أما ثاني أبواب المجلة فقد جاء تحت عنوان (تراث وسياحة) مختصًا بتراث المملكة المادي واللامادي. نتصفحه فنجد تقريرًا مصورًا وثلاث مقالات غنية. نطالع في التقرير صورًا فائقة الجودة للمواقع الستة الأثرية المسجلة في منظمة اليونسكو بصفتها مواقع تراث عالمي، مع وصف وجيز لكل موقع. ثم يأخذنا الأنثروبولوجي الكبير البروفسور سعد الصويان في مقالة باذخة عن الإبل، أيقونة الثقافة السعودية، مستعرضًا بطرافة مريرة العلاقة بينها وبين آبار البترول. ثم نقفز في محطة أنثروبولوجية أخرى مع الدكتورة علياء العمري، لتحدثنا عن الأزياء التقليدية في المملكة مفسرة بأدوات علمية رصينة أسباب تنوعها الثري وتصميماتها الفريدة، آخذة في الاعتبار السياقات المكانية والزمانية. أما آخر المقالات في هذا الباب فهي عن الطعام والطهي والمطبخ السعودي، كتبته زميلتنا هنوف السليم مستعرضة البعد الثقافي للمطبخ وكيف أن الأكل يعد ملمحًا من ملامح أي هوية جامعة، مؤكدة على جهود هيئة فنون الطهي التابعة لوزارة الثقافة.

 

طاقة وبناء

نكمل التصفح لنجد الباب الثالث المعنون بـ(طاقة وبناء)، فنجد خمس مقالات تتناول جوانب تقنية وفنية متنوعة. أول مقال يتحدث عن مشروع «ذا لاين»، مالئ الدنيا وشاغل الناس. وقد أعد فريق التحرير مادة ثرية لا تتحدث عن الجوانب الفنية للمشروع فحسب، بل تتناول الإرث العريق لهذا المكان بدءًا من حضوره في الأديان السماوية، مرورًا بحضوره في الثقافة الرومانية القديمة، انتهاء بمبيت أبي الطيب المتنبي فيه عندما رحل من بلاط سيف الدولة الحمداني قاصدًا دولة الإخشيد. أما ثاني هذه المقالات فكتبه الدكتور مشاري النعيم بعنوان «التراث الموازي وآفاق مستقبلية للعمارة السعودية»، وعلى عادة مقالات الدكتور مشاري المتسمة بالعمق والجدة في الطرح يأخذنا هذا المقال لاكتشاف تلك القضايا الثقافية المخبوءة في زوايا التصميمات الهندسية.

أما ثالث مقالات هذا الباب فقد جاءت بقلم المستشار في إدارة التخطيط الإستراتيجي، أفضل شودري، بعنوان «كيف تصنع أرامكو السعودية مستقبلها؟»، متحدثًا فيها عن أبرز التحديات المستقبلية وخطط أرامكو الطموحة للتغلب على هذه التحديات وتجاوزها.

ثم نكمل التصفح لنجد المقال الرابع الذي لا يقل جودة ولا ثراء عن سابقه، بعنوان «السعودية الخضراء» كتبه د.عادل النيل، واضعًا النقط على الحروف فيما يتعلق بالمبادرة الطموحة التي أطلقتها المملكة مؤخرًا. ثم نختم هذا الباب بمقال أخير كتبه المختص بالشان العام بندر السفير بعنوان «رأس المال البشري السعودي».

 

آفاق

ننتقل للباب التالي فنجده تحت عنوان عريض (آفاق)، وقد وفقت هيئة التحرير باختيار هذا الإسم المنفتح الممتد ذي الفضاءات الشاسعة، حيث أن المقالات الموجودة في هذا الباب حافلة بالتنوع المدهش والآفاق المتعددة محافظة على روح القافلة وجوهرها الذي امتازت به وهو تقديم المادة العلمية الرصينة بأسلوب رشيق يسهل استيعابه.

يفاجؤنا سمو الأمير عبدالرحمن بن مساعد بإطلالة أنيقة يخص بها قراء القافلة في أول مادة من مواد هذا الباب، إذ تحدث معه فريق القافلة وحاوروه في عدة موضوعات ثم توجوا الحوار بتقديم قراءة نقدية لديوانه الصادر مؤخرًا، قراءة نقدية ثرّة قدمها الشاعر العَلَم جاسم الصحيح. ثم نشيح أبصارنا لأفق آخر فنجد مقالة أخرى بعنوان «من هو حقًا رائد الأعمال» يقدمها لنا الاقتصادي محمد آل جابر، راحلاً بنا الى أواخر القرن الثامن عشر مقتفيًا فكرة ريادة الأعمال من مظانها، فيتوقف عند الفيلسوف الفرنسي جان باتيست ساي ويكشف عن علاقته بآدم سميث عرّاب الرأسمالية ومنظرها الشهير شارحًا مضمر هذا المصطلح مصححًا كثيرًا من الأغاليط المثارة حوله. ثم نعيد البصر كرة أخرى في أفق آخر فنجد مقالة عجيبة عن البتكوين وحمى شرائها كتبها الاقتصادي بسام عبدالعزيز نور.

أما آخر مقالات هذا الباب فهي مقالة علمية بعنوان «تلسكوب جيمس ويب» يأخذنا فيها أستاذ الفيزياء والكاتب المعروف حسن الخاطر لرحلة علمية تجعلنا نشعر بضآلتنا في هذا الكون الرحيب فيناقش الجوانب التقنية لهذا التلسكوب الفضائي، الذي بدأ ينشر صور المجرات السحيقة التي نراها لأول مرة.

ذاكرة القافلة

وفي المحطة قبل الأخيرة، وفي باب (ذاكرة القافلة) نقف على أرشيف القافلة فنجد مادة وطنية بامتياز، لا يوجد أفضل من هذه المناسبة لانتشالها من الأرشيف وإعادة قراءتها مرة أخرى. مادة بعنوان «مفاوضات الملك عبدالعزيز حول الامتيازات البترولية في المملكة العربية السعودية» وهي عبارة عن بحث رصين كتبه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز ثم قدمه عام 1999م في مؤتمر «المملكة العربية السعودية في مائة عام»، وهي ورقة تظهر بجلاء حنكة الملك عبدالعزيز وبعد نظره عندما كانت الشركات الأوروبية والأمريكية تجري معه المفاوضات لأجل التنقيب عن البترول. وقد سبق للقافلة نشر أجزاء كبيرة من هذه الورقة في عدد يوليو 1999م.

 

الملف

أما آخر محطات القافلة فكانت مع (الملف)، الذي حافظت القافلة على وجوده كسمة فارقة تمتاز بها. كان العَلَم هو موضوع الملف لهذا العدد، وعلى عادة موضوعات الملف التي تباشر موضوعًا واحدًا من زوايا متعددة، فقد وفق فريق القافلة في الكتابة عن العلم بأكثر من زاوية.

 موقع مجلة القافلة
Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge