وسط حضور كبير ورفيع المستوى من الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمستثمرين
أرامكو السعودية تعرض تجربتها الرائدة "اكتفاء" في منتدى المحتوى المحلي الأول بالرياض
قدمت أرامكو السعودية خلال مشاركتها في منتدى المحتوى المحلي الأول الذي أقيم في الرياض، مؤخرًا، عرضًا موسعًا حول تجربتها الرائدة في تعزيز القيمة المضافة الإجمالية لقطاع التوريد في المملكة عبر برنامج "اكتفاء"، وذلك بحضور حشد كبير من رموز القطاع الحكومي والقطاع الخاص، والمهتمين بتطوير وتعزيز المحتوى المحلي في المملكة.
وفي المنتدى الذي افتتحه معالي وزير الصناعة والثروة المعدنية، رئيس مجلس إدارة هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية، الأستاذ بندر الخريِّف، ونظمته الهيئة، أتيحت الفرصة أمام القطاع الحكومي وقطاع الأعمال في المملكة لاستعراض الإنجازات والمبادرات الوطنية في تنمية المحتوى المحلي، بالإضافة إلى تعزيز الشراكات الإستراتيجية بين القطاعين العام والخاص، ومناقشة الفرص الاستثمارية التي من شأنها تنمية المحتوى المحلي في مختلف القطاعات المحلية.
تطوير منظومة إمدادات إستراتيجية
وفي هذا الصدد، أكد المدير التنفيذي للمشتريات وإدارة سلسلة الإمداد، الأستاذ سالم الهريش، في حديثه خلال الجلسة الحوارية التي عقدت في اليوم الثاني من فعاليات المنتدى أن أرامكو السعودية تُسهم في تنمية المحتوى المحلي من خلال برنامج تعزيز القيمة المُضافة الإجمالي لقطاع التوريد في المملكة "اكتفاء"، والذي صُمم من أجل تعزيز كفاءة وقيمة سلسلة الإمداد، وتشجيع تطوير قطاع طاقة يتميز بالتنوع والاستدامة والتنافسية العالمية في المملكة.
وقال بهذا الشأن: "ساعدت نتائج البرنامج على تطوير منظومة إمدادات قوية داخل المملكة، حيث حقق برنامج اكتفاء منذ انطلاقه في ديسمبر من عام 2015م تقدمًا على مستويات عدة"، مضيفًا أن من الإنجازات التي حققها برنامج اكتفاء هو الوصول إلى ما نسبته 61% من المحتوى المحلي، وزيادة موثوقية سلاسل إمداد أرامكو السعودية، وينعكس ذلك في الاستثمارات المستقطبة، إذ بلغ عدد الاستثمارات المستقطبة منذ بدء البرنامج أكثر من 500 استثمارٍ برأس مال يبلغ 26 مليار ريال سعودي، حيث عملت أرامكو السعودية من بداية البرنامج على جذب استثمارات كبرى ونوعية في المملكة، ونجحت بالشراكة مع المستثمرين, في إنشاء أكثر من 130 مصنعًا، ويشمل ذلك سلعًا تُصنع لأول مرة في المملكة، مثل معدات الحفر والصمامات المتقدمة والمواد الكيميائية المتخصصة وغيرها الكثير".
وأضاف الهريش: "أدى برنامج اكتفاء إلى تحسين مقدار صرف الموردين على رواتب السعوديين بنسبة 20% سنويًا، وزيادة الإنفاق على تدريب وتطوير السعوديين بنسبة 30%، حيث خرّجت المراكز أكثر من 37 ألف متدربًا سعوديًا، وفي طريقها نحو تخريج 100 ألف متدرب لسوق العمل بحلول 2030." وبيّن أن البرنامج يهدف إلى سد الفجوات على جميع مستوى سلاسل الامداد، حيث تُسهم أرامكو السعودية بالتعاون مع شركائها في إنشاء مشاريع بنية تحتية ومجمعات صناعية كبرى للوصول إلى أعلى المستويات من المحتوى المحلي. ومن أبرز تلك المشاريع: مدينة الملك سلمان للطاقة ( سبارك)، ومجمع الملك سلمان العالمي للصناعات والخدمات البحرية، ومصنع لوائح الفولاذ، ومصنع الصب والتشكيل.
وعلى هامش المنتدى, عقدت عدة اجتماعات مثرية مع ممثلي هيئة المشتريات الحكومية والمحتوى المحلي ووزارة الطاقة، بحضور مدير إدارة التطوير الصناعي والمشتريات الإستراتيجية في أرامكو السعودية, الأستاذ أحمد الزهراني، ورئيس قسم دعم برنامج اكتفاء، بدر الحربي، ومشرف خطط عمل وأداء برنامج اكتفاء، أحمد آل ابداح، لبحث آليات التعاون المشتركة بين جميع الأطراف وسبل تطوير الإمكانات المحلية لتنمية الاقتصاد الوطني من خلال ترسيخ أثر المحتوى المحلي.
تجربة اكتفاء في عين الاقتصاد
وكانت أولى مشاركات أرامكو السعودية في عرض تجربتها لتعزيز المحتوى المحلي عبر برنامج اكتفاء، قد بدأت في اليوم الأول من فعاليات المنتدى من خلال عرض نجاح تجربة برنامج اكتفاء قدمها ماجد المحمد، من إدارة التطوير الصناعي والمشتريات الإستراتيجية، شارحًا الأثر الإيجابي الملموس لبرنامج اكتفاء، حيث حقق البرنامج تنمية في جميع مجالات التوطين، وبلغ النمو السنوي في شراء المنتجات والخدمات المحلية نسبة 30% من قبل الموردين. كما أن البرنامج أسهم في إيجاد قاعدة صناعية كبيرة ومحلية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، حيث أصبح موردو أرامكو يعتمدون بشكل كبير على هذه المؤسسات، مما أسهم في رفع معدلات إنفاق الموردين بنسبة 50% سنويًّا مع تلك المؤسسات. كما أن البرنامج أسهم بشكل كبير في زيادة الصادرات للمنتجات المصنعة في المملكة، حيث أصبح مصنّعو أرامكو يصدرون إلى أكثر من 40 دولة حول العالم، علمًا أن البرنامج يهدف للوصول إلى نسبة 70% من المحتوى المحلي من خلال تركيزه على دعم مجالات توطين متعددة ومستجدة.نشر المعرفة ونقل التجربة مع الشركاء
من جانب آخر، شاركت الشركة في ورشة عمل عقدت على هامش فعاليات اليوم الأول للمنتدى تحت عنوان "كيفية إنشاء برنامج محتوى محلي"، حيث سلطت كلٌّ من مها الكعبي وغزلان المطر، من إدارة التطوير الصناعي والمشتريات الإستراتيجية، الضوء على جانبٍ من خبرات الشركة في إنشاء برامج المحتوى المحلي. وجاء في العرض الذي قُدِّم خلال الورشة شرح مفصل لعملية إنشاء برنامج محتوى محلي، وهي تنقسم إلى أربع خطوات أساس تتمثل في تقييم سلاسل الإمداد وتحديد الفجوات، وإدراج المحتوى المحلي في عمليات الشراء، وإنشاء خطط توطين وجذب الاستثمارات لسد فجوات الإمداد، وإنشاء البرنامج للمحتوى المحلي عبر توفير قطاع تصنيع مستدام.معرض أرامكو يفتح بوابة فرص التوطين
تجدر الإشارة إلى أن جناح الشركة المشارك في المعرض الذي أقيم على هامش فعاليات المنتدى عرض بين يدي المستثمرين بوابة الفرص الاستثمارية التي وفرتها أرامكو السعودية للمستثمرين حيث قام كلٌّ من محمد الخنيني وعمر الكريشان وفيّ بوقري، من إدارة التطوير الصناعي والمشتريات الإستراتيجية بشرح بوابة الفرص الاستثمارية المتوفرة في 12 مجالًا متنوعًا مثل المواد اللامعدنية، والثورة الصناعية الرابعة وغيرها الكثير من المجالات، إذ بلغت عدد الاستثمارات المتوفرة 180 فرصة استثمارية، وذلك عبر اتباع نموذج الفرص الذي صُمم بناء على معايير برنامج اكتفاء، بما يحقق الأهداف التنموية المرسومة له وفق آلية متابعة دقيقة تضمن نجاح تلك الاستثمارات في تعزيز المحتوى المحلي، ورفع نسب التوطين.
وصف الصورة في أعلى الصفحة: سالم الهريش، في حديثه خلال الجلسة الحوارية التي عقدت في المنتدى.