إعادة اكتشاف السعودية

إبراهيم سرحان يوثق الآثار والطبيعة والثقافة المحلية بمنظور مختلف

 إبراهيم سرحان يوثق الآثار والطبيعة والثقافة المحلية بمنظور مختلف

تزخر المملكة بعدد كبير من المصورين الفوتوغرافيين، غير أن مَن يدفعهم الهاجس الثقافي والعمق التاريخي والمعرفة بأهمية الثقافة المحلية لالتقاط الصورة، قلة قليلة.

ومن هؤلاء موظف أرامكو السعودية المهندس إبراهيم سرحان، الذي طوّع الكاميرا لتخدم هاجسه وهوايته الأساس كرحالة ومهتم بالشعوب والتقاليد؛ فأصبحت الكاميرا رفيقته في جولات موسعة لتوثيق الآثار والتراث ورصد جماليات الطبيعة وتوثيق الثقافة المحلية الأصيلة في المملكة، بجهود ذاتية وبدافع من الهواية وخدمة المجتمع.

تكريم ومشاركات عالمية

حظيت صور سرحان بملايين المشاركات والظهور في وسائل التواصل الاجتماعي وبالنشر في كتب محلية وأجنبية، ومعارض فوتوغرافية وثقافية. كما احتلت صوره الواجهة في مناسبات مهمة، كان آخرها عرض ٤٠ صورة له على الواجهة الرئيسة للجناح السعودي في إكسبو دبي، في تمثيل قطاعي الآثار والطبيعة في المملكة.

كما عُرضت مجموعة من صوره على شاشات الشوارع الرئيسة ضمن مبادرة «مملكة الثقافات» من مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) في اليوم الوطني ٢٠٢٠م.

كما كرمه الرئيس التنفيذي لهيئة التراث نظير جهوده وإسهاماته في مجالات التراث المتنوعة، وحصل مؤخرًا على تكريم من سمو أمير منطقة القصيم، صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن مشعل آل سعود، في جائزة «قدوة»، ضمن فعاليات برنامج تعزيز الأمن الفكري بإمارة منطقة القصيم لتشجيع المحتوى الإيجابي الهادف.

الطبيعة والآثار كما لم نشاهدها من قبل

جابت عدسة إبراهيم سرحان أغلب مناطق المملكة لتوثيق طبيعتها وآثارها وثقافتها المحلية بمنظور جديد وزوايا غير مسبوقة. فمن سماء حرة كشب في منطقة مكة المكرمة التقط سرحان صورة مختلفة تظهر بطريقة فريدة سبع فوهات بركانية متتابعة على خط مستقيم، ليشاهد العالم تلك الظاهرة لأول مرة بذلك التكوين وتلك الزاوية وتحصد الصورة مشاهدات يتجاوز عددها الملايين في وسائل التواصل الاجتماعي، وتحتفي بها جهات محلية وخارجية مهتمة بالجيولوجيا.

كما يُسجّل لسرحان التوثيق والتعريف لأول مرة بمواقع آثار مهمة حول المملكة لم يكن بعضها تحت دائرة الضوء من قبل، من أهمها المنشآت الحجرية الدائرية التي لاقت صدىً واسعًا لغموضها وغرابتها، وكذلك الرسوم الملونة في كهف جبل شقراء في محافظة الريث والتي تَطلّب الوصول إليها مسير ثلاثة أيام على الأقدام، وغيرها من الآثار في مختلف مناطق المملكة.

توثيق الثقافة المحلية

ويعمل سرحان منذ سنوات على توثيق الثقافة المحلية والشعبية في بعض مناطق المملكة، ويوسع أرشيفه الفوتوغرافي الذي يبلغ عشرات الآلاف من الصور، ويشارك بعضها في شبكات التواصل.

وقد أتاح سرحان أرشيفه الفوتوغرافي لأغراض البحث العلمي لعدد من الباحثين في المملكة وخارجها. كما شارك كمتحدث في عدة فعاليات فكرية وثقافية وفنية في مؤسسة الأمير محمد بن سلمان «مسك»، ومركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، ومركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، ومهرجان أفلام السعودية وعدد من الجامعات السعودية.

الإلهام من الخارج إلى الداخل

وقد عُرف سرحان في بداياته كرحالة جاب الكثير من دول العالم، متقصدًا النادر والغريب والمدهش ومبتعدًا عن السياحي المعتاد، ليسرد بالصور الفوتوغرافية وبالفيديو مشاهداته من تلك الدول، ولكنه وجه في السنوات الأخيرة كل طاقته ووقته لداخل المملكة.

وعن هذا التحول من الترحال الخارجي للداخل، يقول: «كانت الرحلات حول أهم مكامن الثقافة والآثار في العالم بمثابة التدريب المكثف، لقد ألهمتني لإعادة النظر فيما حولي وللبحث عن الجديد.

ولطالما آمنت بوجود ثراء وغنى ثقافي في السعودية خلف كل مظهر من المظاهر التي تبدو في بداية الأمر مألوفة، وأتفاجأ دائمًا بما أتوصل إليه في كل مرة، ولدي اعتقاد دائم أن الأجمل لم يُكتشف بعد».

التحق سرحان بأرامكو السعودية في العام 2012م، وخلالها تنقل في عدد من مشاريعها وإداراتها في الظهران وثول، ومؤخرًا، في مجمع مصفاة جازان حيث تزيّن لوحاته التي تعكس ثقافة المنطقة جدران مباني ومرافق الشركة هناك.

Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge