أرامكو السعودية تشارك في تدشين مركز للتوحد وأكاديمية لذوي الاحتياجات في الجبيل والدمام

دشَّن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز، أمير المنطقة الشرقية، حفظه الله، بمقر الإمارة الثلاثاء 29 ذي القعدة 1443هـ (28 يونيو 2022م)، مركز شمعة التوحد للتأهيل بمحافظة الجبيل، وأكاديمية شمعة للتدريب بالدمام، وذلك بحضور رئيس أرامكو السعودية، كبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين حسن الناصر، وحضور النائب الأعلى للرئيس للموارد البشرية والخدمات المساندة، الأستاذ نبيل الجامع، ونائب الرئيس لشؤون أرامكو السعودية، الأستاذ خالد الملحم، ونائب الرئيس للموارد البشرية، الأستاذ فيصل الحجي. 

مراكز متخصصة وخبرات متراكمة

وأكَّد سمو أمير المنطقة الشرقية لدى تدشينه هذه المشاريع الجديدة حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على دعم الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم، وتقديم كل ما من شأنه الإسهام في خدمتهم وتحسين حياتهم ليتجاوزوا التحديات التي قد تواجههم.

ونوه بما تقدمه الدولة، رعاها الله، من دعم لذوي الاحتياجات الخاصة من أبناء وبنات المملكة، مشيرًا إلى أن ذلك يأتي في إطار جهودها لتوفير سبل العيش الكريم وتقديم المساعدة لهذه الفئة الغالية التي يجب أن تسهم المراكز المتخصصة في تعليمها وتدريبها.

وأشار سموه إلى وجود مراكز متخصصة في المملكة بشكل عام والمنطقة الشرقية بشكل خاص لديها إمكانات بشرية مؤهلة وخبرات متراكمة، جعلتها تقدم برامج أسهمت في تأهيل المصابين بالتوحد وجعلتهم يندمجون مع أفراد المجتمع، مشيدًا بمبادرات القطاع الخاص والأسر التجارية والمحسنين في دعم هذه المراكز للإسهام في خدمة المجتمع والوطن. وكرَّم سمو أمير الشرقية في ختام التدشين الجهات الداعمة والرعاة.

مركز شمعة التوحد للتأهيل بالجبيل

ويهدف مركز شمعة التوحد للتأهيل بالجبيل، حسبما أوضح رئيس مجلس إدارة مركز شمعة التوحد للتأهيل، معالي المهندس عبدالعزيز العبدالكريم، إلى تقديم خدمات التأهيل إلى الأشخاص ذوي طيف التوحد من عمر 3 سنوات إلى 35 سنة من سكان مدينة الجبيل الصناعية والمناطق المجاورة لها، مشيرًا إلى أن المركز مجهز بكوادر ذوي كفاءات متميزة وخبرات علمية وعملية متخصصة في تأهيل التوحد، مشيرًا أيضًا إلى أن الخدمات المقدمة تشمل العلاج السلوكي وعلاج النطق والتخاطب والعلاج الوظيفي والطبيعي والتأهيل المائي والاستشارات الأسرية، بالإضافة إلى برامج الدمج المدرسي والمجتمعي.

أكاديمية شمعة للتدريب بالدمام

أما أكاديمية شمعة للتدريب بالدمام فتهدف إلى تحسين جودة حياة ذوي الاحتياجات الخاصة عن طريق مجالين رئيسَين، أحدهما برامج التأهيل المهني التي تُعنى بتدريب ذوي الاحتياجات الخاصة من فئة عمر الشباب لتمكينهم من سوق العمل، حتى يكونوا أفرادًا مستقلين ومنتجين. كما أفاد العبدالكريم أن الأكاديمية تقدم أيضًا عديدًا من البرامج التدريبية المتخصصة في تأهيل ذوي اضطراب طيف التوحد التي تستهدف الأسر وخريجي التربية الخاصة، وذلك بغرض زيادة وعي الأسر ومساندتها في تعلم فنون التعامل مع أبنائها من ذوي التوحد، بالإضافة إلى زيادة عدد الأخصائيين الأكفاء وسد النقص في هذا المجال وبالتالي رفع نسبة التوطين.

أرامكو تشعل الشمعة الأولى

وكان مركز شمعة التوحد قد انطلق قبل سنوات في مدينة الدمام، وهو أحد مشاريع شركة شموع الأمل للتربية الخاصة والتأهيل، الذي أقيم بتمويل ودعم فني من أرامكو السعودية ضمن برامجها للمسؤولية المجتمعية، والتي تغطي هذا الجانب انطلاقًا من حس المواطنة. وقد اكتسب المركز الثقة والخبرة بعد تحقيقه كثيرًا من الإنجازات، التي لمسها الأهالي في تحسن حالة أبنائهم الملتحقين بالمركز، وحصوله على ثلاثة اعتمادات دولية واستقطابه الكفاءات التي ترتقي بمستوى العمل، لصنع الفارق لجميع المستفيدين من خدماته. وبعد النجاح الذي حققه المركز، أصبح التطلع للتوسع أكثر في خدمة هذه الفئة الغالية من أبنائنا أحد التحديات التي اختار المركز العمل على تجاوزها، ولذا نرى اليوم هذه المشاريع الجديدة التي تمثل إحدى ثمار تجاوز التحديات.

ويأتي إطلاق هذا المركز الجديد في مدينة الجبيل والأكاديمية في مدينة الدمام امتدادًا لمسيرة التعاون بين أرامكو السعودية وشموع الأمل للتربية الخاصة والتأهيل، والتي بدأت بمركز شمعة التوحد بالدمام، بهدف خدمة الأطفال الذين يعانون من اضطراب التوحد وأُسرهم، حيث يتم فيه تقديم خدمات تأهيل عالية الجودة مبنية على أسس علمية معتمدة دوليًا.

توالي مبادرات الشركة لدعم المعاقين

وبهذه المناسبة، قال رئيس أرامكو السعودية، كبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين حسن الناصر: "بافتتاح مركز شمعة للتوحد لا تُضاء شمعةٌ جديدةٌ للوطن فحسب، بل تُشعل العشرات من شموع الأمل لفلذات أكبادنا الأطفال الذين هم رجال الغد، بإذن الله"، موضحًا أن توفير التأهيل النوعي في سنوات الطفل الأولى يشكل عاملًا مهمًا للنجاح في مواجهة انتشار طيف التوحد، وفقًا للدراسات العالمية التي تشير إلى تصاعد خطير في أعداد المصابين به عالميًا، ومؤكدًا أهمية وجود كوادر مؤهلة بمستويات عالية للتعامل مع حالات التوحد المنتشرة.

وكشف الناصر عن دعم أرامكو السعودية لتطوير المركز بتقديم دعم مالي متميز، يشمل الإسهام في إنشاء المرافق التأسيسية والتشغيل لأول 5 سنوات، مؤكدًا أن أكاديمية التدريب الشامل لذوي الاحتياجات الخاصة في الدمام تمثل امتدادًا لمبادرات الشركة في دعم هذه الفئة العزيزة على قلوبنا جميعًا، والتي كان آخرها افتتاح سمو أمير الشرقية قبل أيام، مركز أجيال للتعليم الشامل ومهارات الحياة في الظهران.

وأعرب في ختام حديثه عن أمله في أن يخفف مركز شمعة للتوحد في الجبيل من معاناة عديد من الأُسر التي تتكبد مشقة السفر وتكاليفه، بما في ذلك الانقطاع عن العمل والدراسة لتأهيل أطفالها بالخارج، وأن يوفر مركز شمعة والمراكز المماثلة البيئة الملائمة لإطلاق الطاقات الكامنة لدى أطفال التوحد، بما يجعل منهم روادًا يثرون الوطن والعالم بإبداعاتهم الملهمة.

طيف التوحد: الإدراك.. والمواجهة

من جهته، قال مدير مركز شمعة التوحد للتأهيل بالجبيل، الدكتور سعد الشهراني: "يُعد اضطراب طيف التوحد اضطرابًا نمائيًا عصبيًا يؤثر على التواصل والتفاعل الاجتماعي لدى المصاب به، مع وجود سلوكيات نمطية تكرارية، حيث تظهر هذه الأعراض في مرحلة الطفولة المبكرة، وتؤدي إلى قصور في أداء المهارات الوظيفية اليومية".

وكشف الشهراني أن الصعوبات التي تواجهها الأسر مع الطفل التوحدي تتمثل في صعوبة التواصل مع طفلهم وفهم متطلباته واحتياجاته، إضافةً إلى ارتفاع تكاليف الخدمات التأهيلية، وقلة المراكز المتخصصة لذوي اضطراب التوحد، وندرة الكادر المؤهل والمدرب تدريبًا عاليًا، وكذلك قلة الوعي الثقافي عند المجتمع الأهلي عند التعامل مع التوحديين.

وقال الشهراني: "نظرًا للازدياد المتواصل في عدد حالات التوحد في المملكة، حيث تُقدر نسبة انتشار التوحد بحالة واحدة لكل 54 طفلًا، ومع قلة عدد المراكز المتخصصة في خدمة هذه الفئة، وبعد الدراسة المسحية لعدة مناطق في المملكة، تبينت أولوية الاحتياج في مدينة الجبيل الصناعية، لذلك قررنا إنشاء فرعنا الجديد هناك للتسهيل على أهالي الجبيل، وتوفير مركز متخصص لخدمة هذه الفئة الحبيبة إلى قلوبنا."

إستراتيجية وطنية لمواجهة التوحد

وكانت وزارة الصحة قد أشارت في وقت سابق إلى أنه من المتوقع أن تبلغ معدلات الأطفال المعرضين للإصابة بمرض التوحد على مستوى المملكة ما بين 125 ألفًا إلى 200 ألف طفل مصاب بهذا المرض.

وهذا الرقم، بكل ما يحمله من معاناة لبراعم غضة يقف المرض بينها وبين الحياة الطبيعية التي يحياها أترابهم، وبكل ما يشكله من قلق وأسى لذويهم ومحبيهم، يجعل المجتمع مدركًا عظم المسؤلية عليه في أن يفعل كل ما بوسعه ليقف معهم ويوفر لهم كل مايساندهم ويدعمهم.

وتأتي مبادرة أرامكو السعودية في دعم هذا المركز دعمًا للمشروع الوطني للتعامل مع التوحد واضطرابات النمو الشامل، الذي تقوده وزارة الصحة تجاه هذه الفئة من المرضى، حيث يعمل المشروع من خلال خمسة أطر، هي التثقيف والتوعية: لفهم المرض والتوعية بحقوق المصابين به، والتشريع والدعم: لوضع القوانين لدعم هؤلاء المرضى وتحسين جودة حياتهم ومنحهم حقوقهم، والبحوث والدراسات: لبناء قاعدة بيانات وطنية تسهم في مواجهة المرض وتحديد السبل للتدخل من أجل الحد منه، والتشخيص والعلاج: عبر توفير الوسائل والخبرات للاكتشاف المبكر في المستشفيات والمراكز الصحية لكافة الجهات التي تقدم هذه الخدمات، وأخيرًا التدريب: وهو تدريب المختصين بالتعامل مع هذه الفئة من أبنائنا وبناتنا ودعمهم في مواجهة مرضهم.

شرح الصورة أعلى الصفحة: صورة جماعية لحفل التدشين الذي تم بمبنى الإمارة في الدمام، حيث يظهر في وسط الصورة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، فيما يظهر المهندس أمين الناصر، الرابع من اليسار في الصورة.