ثلاثة أعوام تأخذ الشركة إلى أعلى المستويات في تبني ثقافة التعلُّم..
جائزةٌ جديدة تُنصف التميُّز في إدارة المعرفة
منهجٌ يَقيس إدارة المعرفة
ولطالما اعتنت أرامكو السعودية على مدى عقود من الزمن بإدارة المعرفة بوصفها وسيلة ناجعة لتعزيز الميزة التنافسية، كما أنها تعتمد عليها كأداة رئيسة تُسهم في تحوُّرها إلى مؤسسة قائمة على ثقافة التعلُّم. لكن التحدي الأكبر في البيئة الحالية القائمة على النتائج تمثَّل في إعداد برنامج مخصص لإدارة المعرفة، وتطويره بما يكفل تحقيق القيمة للأعمال على وجه قابل للقياس.
وعليه، فقد اعتُمدت أداة التقييم الدقيق للقدرات، التي وضعها المركز الأمريكي للإنتاجية والجودة، لتقييم فاعلية برنامج أرامكو السعودية المخصص لإدارة المعرفة وحيويته، وذلك بهدف تحديد المجالات التي ينبغي التركيز عليها في سبيل مواصلة التحسين المستمر.
وتوفِّر أداة تقييم القدرات هذه منهجية قائمة على الأدلة لقياس القدرات في إدارة المعرفة وتقييمها ضمن أربع فئات، هي الإستراتيجية والأشخاص والعمليات وتقنية المعلومات. وتتيح هذه الأداة للمؤسسات قياس الكفاءات في إدارة المعرفة ومقارنتها، وتحديد مستويات النضج بناء على تقييم القدرات ضمن 12 مجالًا، تشمل الحوكمة والقيادة وإدارة المحتوى والقياسات وغيرها. وقد اعتمدت أكثر من 500 شركة في جميع أنحاء العالم هذا النموذج لتقييم مدى نضجها في إدارة المعرفة.
وفي هذا الصدد، قال مدير إدارة التميُّز التشغيلي، الأستاذ أنور الزهراني: "تدرك أرامكو السعودية أكثر من أي وقت مضى أن الوصول السلس إلى المعرفة يمكّن الابتكار، ويحدّ من المخاطر، ويساعد شركتنا على تحقيق التميُّز التشغيلي".
من التخطيط إلى العمل
وتماشيًا مع توجيهات مجلس إدارة المعرفة في أرامكو السعودية، فقد أُجري تقييم داخلي لبرنامج الشركة في إدارة المعرفة باستخدام أداة تقييم القدرات في عام 2018م، بهدف وضع إستراتيجية لتحقيق التميُّز في إدارة المعرفة. وأظهر التقييم انخفاض مستوى النضج في إدارة المعرفة، وسلَّط الضوء على المجالات الرئيسة للتحسين، التي أُخذت في الحسبان لوضع خطة للتحسين مدتها ثلاث سنوات.
وبناء على ذلك، نُفِّذت عدة مبادرات على هذا الصعيد، شملت تعزيز الحوكمة في إدارة المعرفة، وتطوير منصات المعرفة، ووضع برنامج للتوعية، وتبني حلول التحوُّل الرقمي. وتُعد قاعدة المعرفة الجديدة في الشركة إحدى المبادرات الرئيسة في هذا الصدد، حيث وُضِعت لتكون منصة تعاون مركزية بين جميع دوائر الشركة لاستكشاف المعرفة وتبادلها وإعادة توظيفها، مع الاستفادة من منافعها في مجال الأعمال.
وقال كبير مهندسي أرامكو السعودية، ورئيس مجلس إدارة المعرفة، الأستاذ خالد القحطاني: "خلال السنوات الثلاث الماضية، تبنَّت أرامكو السعودية إستراتيجية محكمة للتحوُّل في إدارة المعرفة مع التركيز على التقنية وتحقيق القيمة بوجه خاص".
وكان من أهم عناصر خطة التحسين إعداد برنامج تدريب لاعتماد مسؤولي المعرفة، الذين يعملون سفراء في دوائرهم من أجل تطبيق أنظمة إدارة المعرفة بكفاءة. ويوفر البرنامج ورشة عمل متكاملة لممارسة أنشطة إدارة المعرفة، التي طُوِّرت استنادًا إلى أفضل الممارسات المعترف بها في القطاع.
ومنذ بدء التدريب، استفاد من البرنامج نحو 300 مشارك، وهناك خطة لمواصلة تدريب مزيد من مسؤولي المعرفة في الأعوام المقبلة. إضافة إلى ذلك، تعرَّف موظفو الشركة على برنامج إدارة المعرفة من خلال المقاهي المعرفية وورش العمل التوعوية، التي استهدفت تعزيز مشاركتهم في أنشطة تبادل المعرفة.
قطف ثمار المعرفة الناضجة
وفي أواخر عام 2021م، أجرى المركز الأمريكي للإنتاجية والجودة تقييمًا رسميًا لإدارة المعرفة بعد تنفيذ خطة التحسين آنفة الذكر. ونتيجة لذلك، حققت الشركة رقمًا قياسيًا استثنائيًا، إذ أحرزت 4.9 من 5.0، وهو أعلى مستويات النضج في إدارة المعرفة. وتُعد هذه النتيجة خير دليل على نجاح الشركة في تبني برنامج إدارة المعرفة وفق خطة التحسين التي وضعتها وبفضل القيادة الفاعلة التي أسهمت في تحقيقها.
وتعليقًا على ذلك، قال النائب الأعلى للرئيس للخدمات الفنية، الأستاذ أحمد عبدالرحمن السعدي: "إن تحقيق أعلى مستوى من النضج في إدارة المعرفة ما هو إلا دليل على جهودنا الحثيثة في بناء أساس متين داخل أرامكو السعودية. الرحلة الجديدة في إدارة المعرفة قد بدأت للتو، ونتطلع إلى تحقيق مزيد من الإنجازات".
وستركز مساعي أرامكو السعودية المستقبلية في مجال إدارة المعرفة على زيادة القيمة التجارية إلى أقصى حد ممكن، من خلال تبني أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي لأتمتة عملية اكتشاف المعرفة ونشرها.