الاستدامة

تقرير الاستدامة الأول لأرامكو السعودية يرى النور

تقرير الاستدامة الأول لأرامكو السعودية يرى النور

عادة ما تكون البدايات في كل شيء لصيقة بالذاكرة وعصيّة على النسيان، ويصدق ذلك بصورة أوضح وبشكل أكبر على المنجزات المهمة والمحطات البارزة في تاريخ أي شركة. لذا، سيظلُّ يوم الأربعاء، ١٥ يونيو ٢٠٢٢م، راسخًا في ذاكرة وتاريخ منجزات أرامكو السعودية المهمة، وذلك لارتباطه بصدور أول تقرير استدامة لها على الإطلاق. 

وتعليقًا على ذلك، قال معالي رئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية، الأستاذ ياسر بن عثمان الرميّان: «يشتمل هذا التقرير، وهو الأول من نوعه في تاريخ شركتنا، على الإجراءات التي نتخذها والمعايير التي نقيم أداءنا على ضوئها. ويتعاطى جزء لا يُستهان به من التقرير مع التغير المناخي باعتباره أكبر تحدٍّ تواجهه أرامكو السعودية أو أيُّ شركة أخرى على المدى البعيد. 

لقد دأبنا من موقعنا كشركة على تبني رؤية بعيدة المدى حيال المستقبل، لذا أنشأنا إجراءات إعداد التقارير هذه لأننا نعتزم المضيَّ قدمًا في أعمالنا لعقود عديدة مقبلة، بما يكفل إنتاج الطاقة بمسؤولية وتحقيق النفع والفائدة للمساهمين».

وبالبناء على مقدمة معالي رئيس مجلس الإدارة، يشير رئيس أرامكو السعودية، كبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين حسن الناصر، في التقرير إلى الحاجة لطريقة تفكير جديدة من أجل تذليل عقبات تحدي التغير المناخي بفاعلية. وتتمثل الخطوة الأولى في هذا الاتجاه بإدراك ثلاث حقائق. 

الحقيقة الأولى: ثمة واقع يشير إلى أن المواد الهيدروكربونية ستستمر في الاضطلاع بدور مهم في منظومة الطاقة العالمية خلال العقود العديدة المقبلة، حتى في إطار أشد نماذج المناخ قسوة. 

الحقيقة الثانية: ينطوي المستقبل على نواحٍ غير متكافئة من حيث التوزيع، إذ ستظل الحاجة قائمة للمواد الهيدروكربونية في بعض الأسواق لما بعد عام 2050م.  

الحقيقة الثالثة: من الواضح الآن لدى الخوض في سياق النفط والغاز، أن الشركات المنتجة بتكلفة منخفضة وبأقل المستويات من كثافة الانبعاثات الكربونية ستحوز قصب السبق في المستقبل.  

«نعتزم أن تكون أرامكو السعودية إحدى هذه الشركات المنتجة، وتقرير الاستدامة يوضح آلية تحقيق ذلك».  المهندس أمين الناصر

 

 

أولوياتنا في مجال الاستدامة 

لقد تطورت تقارير الاستدامة العامة من كونها مجرد منشورات تسلّط الضوء على قصص النجاح ومقاييس الأداء، لتصبح وثائقَ أعمق ارتباطًا بالبعد الإستراتيجي تبيّن كيف تدرج الشركات الاستدامة في إستراتيجية العمل، وكيف ترصد التحديات وتعرف الإجراءات التي تحتاج الشركات إلى تبنيها بهدف تحقيق النفع والفائدة لمجموعة واسعة من الأطراف المعنية. 

وتحقيقًا لهذه الغاية، يبيّن تقرير أرامكو السعودية للاستدامة أربعة مجالات يمكن للشركة أن تُحدِث فيها أبلغ الأثر: 
يوضح التقرير، في سياق مكافحة التغير المناخي بفاعلية أكبر والاضطلاع بدور في تحقيق تحول ناجح في قطاع الطاقة، كيف تتبنى الشركة كفاءة استهلاك الطاقة، وكيف تزيد من الاعتماد على الطاقة المتجددة في أعمالها، فيما ترتقي في الوقت نفسه بعلم استخلاص الكربون، بما في ذلك الحلول الطبيعية أو تلك القائمة على التقنية.  ويسلّط التقرير الضوء على سبل تعاون أرامكو السعودية مع شركائها الدوليين لتطوير مزيد من المحركات وأنواع الوقود الأكثر استدامة، فضلًا عن أداء دور رائد في تنمية الاقتصاد الهيدروجيني الناشئ.  

وعلى صعيد الارتقاء بالسلامة والرفاهية، يوضح التقرير كيف تعكف الشركة على تحقيق أثر إيجابي يطال المجتمعات المحلية الوطنية والعالمية، بدءًا من توفير مهارات وبرامج تدريب عالمية المستوى ووصولًا إلى تبوء الشركة مكانة الخيار الأول في المملكة للكفاءات النسائية السعودية، وإن دلَّ ذلك على شيء فهو يدلُّ على التزام الشركة بتوفير بيئة عمل آمنة يسودها الاحترام. ويسلّط التقرير الضوء أيضًا على عدد من المحاور المهمة الأخرى مثل الاستعداد للطوارئ، وسلامة المقاولين، واستجابة أرامكو السعودية لجائحة كوفيد- 19، والتنوع والشمول. 

وفي إطار الحد من أثر أعمال الشركة على البيئة، يوضح التقرير كيف أن أرامكو السعودية لا تحدُّ من هذا الأثر فحسب، بل تُراكم رصيدًا يضمُّ مشاريع تنهض بالموائل الطبيعية والموارد المشتركة على حدٍّ سواء، فضلًا عن إدراجها مبادئ اقتصاد الكربون الدائري في مختلف أنشطة الأعمال.  ويلقي التقرير الضوء على مجموعة من المبادرات، بما فيها مناطق التنوع الحيوي المحمية للشركة التي تمتدُّ على مساحة 950 كيلومترًا مربعًا، لزراعة 7 ملايين شتلة من أشجار المانجروف في عام 2021م وحده. 

وفي سياق تنمية القيمة الاجتماعية وسلسلة القيمة لدينا، يسلّط التقرير الضوء على كيف تعكف أرامكو السعودية على تطوير قطاع الطاقة بما يكفل له التنوع والاستدامة والقدرة على المنافسة عالميًّا ومحليًّا، إلى جانب إضفاء الفاعلية والكفاءة على برنامج تعزيز القيمة المضافة الإجمالية لقطاع التوريد (اكتفاء)، الذي وفَّرَ عشرات الآلاف من الوظائف والأنشطة الاقتصادية التي تقدر بمليارات الدولارات.  
 ويوضح التقرير، على مستوى مجالات التأثير الأربعة هذه، آلية تماشي أنشطة أرامكو السعودية مع مختلف جوانب أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة ورؤية المملكة 2030 وآلية مساندتها. 

 

الطريق نحو تحقيق المحصلة الصفرية للانبعاثات  

بالنظر إلى ما أشار إليه معالي رئيس مجلس الإدارة حول أولوية التحدي المناخي، فإن جوهر التقرير يسرد وصفًا لدور أرامكو السعودية في التحول في قطاع الطاقة واستجابتها لتحدي التغير المناخي.
عندما تعهدت أرامكو السعودية علنًا في شهر أكتوبر عام 2021م بتحقيق محصلة صفرية للانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري ضمن النطاقين 1 و2 على مستوى جميع أصولها التي تديرها وتملكها بالكامل بحلول عام 2050م، فإنها كانت تدرك أن الأطراف المعنية الداخلية والخارجية تتوقع من الشركة أن تشرح السبل التي ستنتهجها في تحقيق ذلك. ويتضمن تقرير الاستدامة بعض الأهداف المرحلية التي تمتد حتى عام 2035م، وترمي هذه الأهداف المرحلية إلى قياس التقدم الذي تحرزه الشركة وتوجيهه لتحقيق طموحها الأسمى لعام 2050م.

وأعلنت أرامكو السعودية على وجه التحديد عن هدفين مرحليين تأمل تحقيقهما بحلول عام 2035م، وهما: أولًا، خفض كثافة الانبعاثات الكربونية في قطاع التنقيب والإنتاج بنسبة %15 على الأقل بحلول عام 2035م، مقارنة بالمستوى المرجعي لعام 2018م. ثانيًا، تسعى الشركة لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري ضمن النطاقين الأول والثاني لأعمالها في قطاع التنقيب والإنتاج، وفي قطاع التكرير والمعالجة والتسويق بمقدار 52 مليون طن متري من مكافئ ثاني أكسيد الكربون مقارنة مع توقعات الحالة الأساس لعام 2035م.  

لمعرفة المزيد عن كل هذه الجهود، والعديد من الخطوات الإيجابية الأخرى التي تتخذها الشركة، يمكنكم الاطلاع على التقرير كاملًا هذا الرابط 


Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge