بعد مسيرة تقرب من 40 عامًا مع أرامكو السعودية..

مسفر الزهراني يتقاعد من منصبه نائبًا للرئيس للتنقيب

 مسفر الزهراني يتقاعد من منصبه نائبًا للرئيس للتنقيب

تقاعد الأستاذ مسفر الزهراني من منصبه نائبًا للرئيس للتنقيب، بعد مسيرة استمرت قرابة أربعة عقود في أرامكو السعودية، عاصر خلالها فترات التحول في الشركة، واستهلَّها بتولي مهام أسهمت في تكوين نواة برنامج الغاز في أرامكو السعودية، والارتقاء به ليحظى بمكانة عالمية رائدة، بحيث لا يقتصر على تلبية الطلب المحلي على الطاقة، بل يساعد كذلك في تحقيق الخطط الوطنية الاقتصادية الطموحة ضمن رؤية المملكة 2030.

وبمناسبة حفل التقاعد الذي احتفى به، قال الزهراني مستذكرًا إحدى أبرز المحطات التي مرَّ بها: «في عام 1996م، تمحور السؤال حول وجود كميات كافية من الغاز تسوِّغ تطوير برنامج طموح للغاز، بمشاريع تبلغ ميزانيتها عدة مليارات من الدولارات».

وأضاف الزهراني، الذي عمل آنذاك ضمن فريق العمل لبرنامج الغاز في قطاع التنقيب: «وضع الفريق أول إستراتيجية للغاز في المملكة أكدت توفر موارد الغاز المطلوبة، ليُسهم عملنا في ذلك الوقت في تحقيق التحول الذي نشهده اليوم».

مسيرةٌ حافلة

وكان الزهراني قد التحق بأرامكو السعودية في عام 1982م بعد حصوله على درجة البكالوريوس في الجيولوجيا من جامعة الملك سعود في الرياض، ليبدأ عمله جيولوجيًا، ويشغل عدة أدوار قيادية في عدة أقسام من دائرة التنقيب، مُسهمًا في برامج التنقيب والإنتاج من خلال اكتشافات مهمة لحقول جديدة للنفط والغاز، يُعوَّل على بعضها اليوم في أعمال الإنتاج.

وبين عامي 2004م و2010م، كُلِّف الزهراني مديرًا لإدارة تحديد خصائص المكامن بالوكالة، ثمَّ سُمي لمنصب المدير في الإدارة نفسها. ومن خلال منصبه هذا، أدار مصالح أرامكو السعودية في المشاريع المشتركة للتنقيب عن الغاز في المملكة مع شركات النفط العالمية. كما قدَّم كذلك فكرة تأسيس أول مركز لتوجيه أعمال التنقيب في أرامكو السعودية.

وفي عام 2017م، انتُدب الزهراني لوزارة الطاقة للإسهام في صياغة إستراتيجية التعدين في المملكة، وذلك بعد أن كُلِّف في منصب المدير العام لتنمية موارد التنقيب.

قيادة أعمال التنقيب

وتسنَّم الزهراني منصب المدير التنفيذي لدائرة التنقيب في عام 2019م، قبل تعيينه نائبًا للرئيس للتنقيب في أبريل من عام 2021م.

وأثناء توليه هذا المنصب، اضطلع بمسؤولية مراجعة إستراتيجية التنقيب والإشراف على تنفيذها، من خلال تقييم المكامن الحالية والمستجدة للنفط والغاز، وإيجاد مزيد من الموارد الهيدروكربونية الواعدة، وتقديم اقتراحات بشأن المواقع الملائمة لتخزين ثاني أكسيد الكربون في باطن الأرض. كما نهض بدور الإشراف على مشروع إنشاء مختبر عينات التنقيب وقيادته، حيث يُعد هذا المختبر المرفق الأكثر تقدمًا من نوعه في العالم.

وإلى جانب تلك المناصب، شغل الزهراني عضوية عدة مجالس إدارة في مواقع مختلفة، ومنها المجلس الاستشاري لكلية البترول وعلوم الأرض في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ومجلس إدارة شركة أرامكو السعودية لبحوث وتقنيات التنقيب والإنتاج، والمجلس الاستشاري للجمعية الأمريكية لجيولوجيِّي البترول.

وكانت المسؤولية الأخيرة التي كُلف بها الزهراني هي قيادة فريق عمل تأسس بمبادرة من رئيس أرامكو السعودية، كبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين حسن الناصر، للمحافظة على التراث الجيولوجي للظهران. وسعى فريق العمل إلى تطوير وتنفيذ مبادرة للمحافظة على النتوءات الصخرية المهمة.

كما اقترح الفريق تأسيس (مركز منطقة الازدهار) بالقرب من بئر الدمام رقم 7، وهي أول بئر تُنتج النفط بكميات تجارية في المملكة العربية السعودية، ليستعرض المركز تفاصيل قصة استكشاف النفط في المملكة.

وبإسداله الستار على قرابة 40 عامًا أمضاها مع الشركة، يغادر الزهراني أُسرته الكبيرة في قطاع التنقيب وأرامكو السعودية، ليحظى بمزيد من الوقت مع أُسرته الصغيرة، بجانب زوجته وأبنائه الثلاثة وابنتيه وأحفاده الثلاثة.

 

وصف الصورة في أعلى الصفحة: رئيس أرامكو السعودية، كبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين الناصر، إلى جانب المُحتفى به، الأستاذ مسفر الزهراني، أثناء حفل تقاعده من منصبه نائبًا للرئيس للتنقيب.

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge