تدشين مبنى أبحاث متطور لنقلة نوعية في قطاع التنقيب والإنتاج

تدشين مبنى أبحاث متطور لنقلة نوعية في قطاع التنقيب والإنتاج

يواصل مركز الأبحاث المتقدمة في إكسبك السيرَ بخطىً حثيثة في طريقه لتبوّءِ مكانة مركز الأبحاث والتطوير الأبرز في قطاع التنقيب والإنتاج، بما يتماشى مع رؤية أرامكو السعودية في أن تصبح شركة الطاقة والكيميائيات المتكاملة والرائدة على مستوى العالم. ويبتكر المركز تقنيات وحلولًا قادرة على إحداث نقلة نوعية تعود بعظيم الفائدة على أعمال الشركة.

وبهدف الارتقاء بمجموعة أعمال ومشاريع الأبحاث والتطوير لقطاع التنقيب والإنتاج وتوسيع نطاقها وتسريع وتيرة نموها، انتقلت فرق مركز الأبحاث المتقدمة في إكسبك إلى مبنى متطور وحديث الإنشاء في الظهران قبل بضعة أشهر، تزيد مساحته على 54,800 متر مربع مخصصة للابتكار، بما في ذلك 300 وحدة مخبرية توفر القدرة والمرونة اللازمتين للتعاطي مع التحديات التي تواجه قطاع التنقيب والإنتاج في الشركة عبر ابتكار حلول متطورة.

 

رحلة عمرها ستة أعوام

مرَّ المبنى برحلة استغرقت ستة أعوام لتصميمه وبنائه، وفي عام 2016م، زار أعضاء مجلس إدارة أرامكو السعودية الموقع خلال باكورة مراحل الأعمال الإنشائية، وكرروا الزيارة قبل بضعة أسابيع بعد الانتهاء من أعمال الإنشاء، واشتمل برنامج الزيارة على استعراض لنوع الأبحاث التي يجريها مركز الأبحاث المتقدمة في إكسبك وأثرها، حيث سُلِّط الضوء على الآلية التي تضيف تقنيات قطاع التنقيب والإنتاج من خلالها قيمةً للأعمال، والدور الذي تضطلع به في تعزيز الاستدامة، فضلًا عن دور تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في تسريع وتيرة التحوُّل الرقمي والسبل التي تمكّن المرفق الجديد من التوسع في الأبحاث والتطوير.

ويشتمل التصميم الإبداعي للمبنى على بيئة بحثية عالمية المستوى، مجهزة بأحدث المرافق وبإمكانات غير مسبوقة لتحقيق المرونة في جهود البحث والتطوير بما في ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، المختبرات ذات الأسقف المرتفعة ومختبرات التصوير ومختبرات العينات التي تسهّل التجارب المتقدمة، بدءًا بمستوى أصغر الذرات ، وصولًا إلى مستوى أكبر الحقول، وكل ذلك في إطار بيئة اختبار آمنة.

وتسمح المختبرات ذات الأسقف المرتفعة، على سبيل المثال، بإعادة تهيئة سهلة لتنفيذ التجارب المتقدمة والتوسعات المستقبلية التي ترفع مستوى الأبحاث والتطوير، فضلًا عن تنفيذ الاختبارات على مستوى ميداني داخل المبنى.

ومن جانب آخر، توفّر غرف متخصصة فائقة النظافة مجموعة كبيرة من بيئات دقيقة الضبط للإعداد والتصنيع. وعلاوة على ذلك، تستفيد المناطق الحاسوبية المتخصصة من أحدث تقنيات الثورة الصناعية الرابعة للإسهام في تذليل أصعب العقبات وضمان استمرار أرامكو السعودية في تلبية احتياجات العالم من الطاقة المستدامة والموثوقة بأسعار معقولة.

التكامل والانفتاح

ويُعَدُّ هذا المرفق الرائد من بين الأكبر من نوعه في المنطقة، كما تعزز فلسفة تصميمه ثقافة السلامة والمشاركة والتعاون والتبادل المعرفي والابتكار من خلال أجنحته المتعددة.

وتنطوي الفلسفة الأساس لتصميم المبنى على جانب رئيس يتمثل في التكامل والانفتاح بما يعزز الكفاءة ويتيح التفاعل والتواصل؛ بغية الارتقاء بالتعاون والتنسيق. وخير مثال على ذلك الجسور التسعة التي تربط أقسامًا بحثية مختلفة داخل المبنى، والنفق الأرضي الذي يربط مركز الأبحاث بمنطقة المكاتب المركزية في الظهران، بما يكفل الانسجام مع احتياجات أعمال قطاع التنقيب والإنتاج وتعزيز المشاركة في تطوير التقنية.

وفي هذا الصدد، قال مدير مركز الأبحاث المتقدمة في إكسبك، الأستاذ أشرف الطحيني: «يجمع المبنى الجديد تحت سقف واحد أغلى ما يملكه مركز الأبحاث المتقدمة في إكسبك، أي موظفيه وموظفاته، حيث يعملون على الارتقاء بالأبحاث متعددة التخصصات وإذكاء الشغف بالتميُّز في تطوير التقنيات الرائدة لمواجهة تحديات الأعمال في قطاع التنقيب والإنتاج».

وتعزز المكاتب المتكاملة والأجنحة المتطورة المخصصة للتعاون الجهود التشاركية بما يسمح للفرق بالعمل على مدار الساعة مع مراكز الأبحاث العالمية التابعة لمركز الأبحاث المتقدمة في إكسبك في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والصين وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية من أجل النهوض بالتواصل والتبادل المعرفي، وتعكف هذه المراكز باستمرار على تطوير التقنيات المبتكرة وتوفيرها من خلال الاستعانة بخبراتها العالمية ومنظوماتها العلمية الفريدة.

ويحافظ تضافر جهود فرق مركز الأبحاث المتقدمة في إكسبك في الظهران وحول العالم على مرونة المركز ويُسرِّع وتيرة الأبحاث والتطوير ويوفر القدرة والمرونة اللازمتين للاستجابة للتحديات المستجدة في قطاع التنقيب والإنتاج.

الاستدامة هي حجر الأساس

ومن جهته، قال المدير التنفيذي لهندسة البترول والتطوير، الأستاذ وليد الملحم: «نشأ مركز الأبحاث المتقدمة في إكسبك مركزًا رائدًا عالميًّا في مجال الأبحاث والتطوير في قطاع التنقيب والإنتاج، وما هذه إلا البداية فحسب، ونحن بإضافة هذا المبنى الجديد نوسِّع قاعدة قدراتنا لتسريع وتيرة تطوير التقنية المستدامة بشكل أكبر، مع التركيز على خفض الانبعاثات الكربونية الناتجة عن أعمالنا».

وبوجود هذا المبنى عالمي المستوى، ستظل الاستدامة حجر الزاوية للبرنامج البحثي في مركز الأبحاث المتقدمة في إكسبك، إذ يعكف القائمون على المركز على إرساء أسس اقتصاد الهيدروجين، ودفع عجلة التقدم على صعيد تقنيات استخلاص الكربون وتخزينه واستخدامه بما يخفض بشكل بارز من الانبعاثات الكربونية لأعمالنا في قطاع التنقيب والإنتاج، ويبرهن في ذات الوقت على ريادة الشركة والتزامها بخفض الانبعاثات، فيما تبذل الجهود لتحقيق طموحها المتمثل في صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2050م.

ولا يقتصر الأمر على ما تقدم، فالريادة التي يتمتع بها مركز الأبحاث المتقدمة في إكسبك في مجال الأبحاث والتطوير ستكون القوة الدافعة التي ستعمل على تسريع وتيرة الجهود المبذولة لتحقيق نقلة نوعية في أعمال قطاع التنقيب والإنتاج باستخدام التقنيات الرقمية. وتتضمن رؤية الإدارة تطوير حلول متكاملة لتصوير بيانات باطن الأرض وتفسيرها، إضافة إلى تهيئة منظومات استشارية وأنظمة تحكم ذاتية وذكية خاصة برصد المواد الهيدروكربونية وتحليلها والتنبؤ بها باستمرار، وستغطي هذه الأنظمة جميع مراحل سلسلة القيمة لقطاع التنقيب والإنتاج، بدءًا بتحسين التنقيب وزيادة معدلات الاستخلاص، وصولًا إلى ترشيد التكاليف وتعزيز أوجه الكفاءة.

من جانبه، أكّد النائب الأعلى للرئيس لقطاع التنقيب والإنتاج، الأستاذ ناصر خالد النعيمي، أن «الابتكارات التقنية المتقدمة ضرورية بلا شك لتحقيق الأهداف الإستراتيجية لقطاع التنقيب والإنتاج، وهذه الإضافة الأخيرة لمرافقنا سيكون لها أثر كبير في ضمان تبوّءِ قطاع التنقيب والإنتاج مكانة رائدة على خارطة تقنيات الثورة الصناعية الرابعة وتصدره بصفته أحد أبرز البنود على جدول أعمال الاستدامة الجديد».

Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge