"هل يظمأُ البحرُ؟" قالوا إذ حملتُ له
ماءً لأسقيهِ قلتُ: "البحرُ لا يظما!"
لكنه مدَّ لي كفًا ملوِّحةً
حتى هممتُ بهِ شوقًا كما همّا
"من يسكبُ الماءَ فوق الماءِ من سَفَهٍ
ومن بمغزاه أمسى يدّعي علما؟"
قالوا، فقلتُ: "أميطوا عن عيونكمُ
غشاوةً لم يفز إلا بها الأعمى
لتبصروا الماءَ في أبهى حقيقتهِ
وتدركوا جوهرًا، من كُنْهِهِ، أسمى!
الماءُ للماءِ مشتاقٌ وحسبي أنْ
كنتُ الرسولَ الذي لم يخطئ المرمى!
ضوء: مصلح جميل
حرف: عبدالوهاب أبو زيد