برنامج سلسلة لقاءات المتحدثين التنفيذيين يواصل تعزيزه للابتكار في جلسته الثالثة

أُقيمت الجلسة الثالثة من برنامج سلسلة لقاءات المتحدثين التنفيذيين، في 21 ديسمبر 2021م، تحت عنوان (الإستراتيجيات في فترات الغموض)، وذلك في إطار السعي لتوفير منصة فريدة لمشاركة المعرفة، باستضافة نخبة من المتحدثين من قادة الفكر والخبراء من عدد من شركاء العمل العالميين، مثل كلية هارفارد للأعمال، وكلية لندن للأعمال، وجامعة وارتون.

الإستراتيجيات وتثمين الإمكانات

وفي بداية الجلسة، قدَّم المدير التنفيذي للإستراتيجية وتحليل الأسواق في أرامكو السعودية، الأستاذ أشرف الغزاوي، نظرة عامة حول إستراتيجية الشركة طويلة الأجل، ومجالات الاهتمام الرئيسة التي تؤثر في عملية صنع القرار، ومن بينها الربحية والمرونة والنمو والاستدامة.

وقال الغزاوي: «يُشكل الفهم العميق لبيئة الأعمال مصدرًا مهمًا لمعرفة الخيارات المتاحة وتوليد الفرص، مما يُسهم في صياغة الإستراتيجيات ومن ثم صنع القرار».

وأردف قائلًا: «خلال عملنا على تطوير الإستراتيجيات، يتعين علينا أن نثمن القدرات الفريدة التي تتمتع بها الشركة، وما يميِّزها عن غيرها في هذا المجال».

ويتولَّى الغزاوي قيادة تطوير الإستراتيجيات في الشركة، وتقييم وتخطيط الاستثمارات، وتحليل أسواق الطاقة العالمية والمحلية، وجوانب الاستدامة وإدارة المخاطر المؤسسية.

التكيُّف مع عالم سريع التغيُّر

وانضم أحد كبار الشركاء في شركة الاستشارات الأمريكية (إنُّوسايت)، السيد سكوت أنثوني، للجلسة عن بُعد، حيث تحدَّث عن تطوير إستراتيجيات النمو، والابتكارات النوعية، وإدارة التحول الإستراتيجي.

وقال أنثوني: «إننا نعيش في عصر تخيِّم عليه حالة من انعدام القدرة على التنبؤ، وفي عالم يتطلب مستوى عاليًا من القدرة على التكيف، وفي زمن أصبح فيه التغير السريع هو الأمر المعتاد؛ وبالتالي فإن التحدي الأكبر الذي نواجهه حاليًا يتمثَّل في اتخاذ القرارات بوعي وعلى أسس مدروسة».

وأضاف قائلًا: «أثناء تطوير أي إستراتيجية يجب أن نأخذ عنصر المفاجأة دائمًا في الحسبان، وأن نتعايش معه ونسلِّم بأنه حقيقة من حقائق الحياة».

ويقدِّم أنثوني إسهامات كثيرة في دار النشر التابعة لكلية هارفارد للأعمال، وهو الخبير الأشهر في برنامج التعليم المؤسسي في كلية هارفارد للأعمال، وقد اختاره مرصد مؤسسة (ثينكرز 50) ضمن أكثر عشرة مفكرين تأثيرًا في مجال الإدارة على مستوى العالم في عام 2019م، كما منحه جائزته للابتكار في عام 2017م.

عبور الضباب

ومن أجل التغلب على العقبات في ظل حالة عدم الوضوح، أكَّد أنثوني ضرورة التحلي بالقدرة على التكيف، موضحًا أن ذلك ممكن بالاستفادة من مجموعة من الأساليب التي يمكن تصنيفها تحت عنصرين رئيسين:

• أولًا: أن تتحلَّى بحس الفضول الإيجابي، من خلال النظر نحو كل شيء بعيون «الاستكشاف المفعم بالفرح»، مع عدم التغافل عن الجوانب السلبية المحتملة، حيث من الممكن أن يتحقق هذا العنصر من خلال «تجربة أن تعيش المستقبل»، عبر قضاء الوقت مع اليافعين، وخوض تجارب جديدة. ويكمن الهدف النهائي في القدرة على تجسيد هاتين الحالتين في الوقت نفسه، للوصول إلى حالة من القبول لما هو سلبي، والتعامل معه بفضول عِوضًا عن الإحباط.

• ثانيًا: التحلي بالتفاؤل المتشكك، من خلال تبني العقلية الإبداعية مع المحافظة على الدقة العلمية، التي يمكن تحقيقها من خلال التجارب والابتكارات والتعلم. وهنا، شدَّد أنثوني على أهمية العمل بسرعة، واتخاذ قرارات جريئة لتجنب الخسائر الكبيرة، قائلًا: «إن لم تتصرف بالسرعة الكافية أو ارتكبت خطأً فستواجه وضعًا في غاية الصعوبة، فالأبطال الحقيقيون هم أولئك الذين يتخذون قرارات شجاعة في وقت مبكر».

تجدر الإشارة إلى أن سلسلة المتحدثين التنفيذيين تتضمن جلسات شهرية، ترعاها الإدارة التنفيذية، وتركز على أهم الموضوعات المتعلقة بعالم الأعمال، مثل الاستدامة والابتكار والتحول الرقمي وغيرها.

وصف الصورة في أعلى الصفحة: أشرف الغزاوي أثناء حديثه في الجلسة الثالثة ضمن سلسلة لقاءات المتحدثين التنفيذيين، حيث أكد أهمية تثمين القدرات الفريدة التي تتمتع بها الشركة ومعرفة ما يميزها عن غيرها عند تطوير الإستراتيجيات.