إمدادات الطاقة تُعانق جَمال "محمية ريدة" في عسير

إمدادات الطاقة تُعانق جَمال "محمية ريدة" في عسير
لأول وهلةٍ ستبدو الطبيعة والصناعة على طرفي نقيض في تعارض واضح لا سبيل للتهوين من شأنه أو الحد من أثره، ولكن الزائر إلى منطقة عسير سيتكشف له وجه آخر من أوجه هذه العلاقة الملتبسة، وهو على النقيض مما هو سائد، ويتجلى ذلك في بعض ما تديره أرامكو السعودية من أعمال هناك، وتحديدًا في خط الأنابيب التابع لإدارة الأنابيب شرق-غرب بالمنطقة الرابعة، الذي يسلك دروب الطبيعة في منطقة عسير، ويمتدُّ محاذيًا لمحمية ريدة، إحدى المحميات الطبيعية الخلابة في المملكة.

تحسين جودة الحياة

وبحسب تقارير المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، تم إنشاء محمية ريدة عام 1989م، وتبلغ مساحتها 9.95 كيلومترًا مربعًا. وبوصفها جزءًا من بيئة عسير الجبلية، تكتنز المحمية بين جوانبها أكثر من 351 نوعًا من النباتات، و125 فصيلة مختلفة من الطيور، بالإضافة إلى 13 نوعًا من الحيوانات الثديية.

وتُعد هذه المحمية شاهدًا حيًا على ذلك الاندماج الساحر ما بين الطاقة وإمدادتها من جهة، والطبيعة ومواردها من جهة أخرى؛ حيث يعبرها خط الأنابيب الذي يزيد طوله على 247 كيلومترًا، ليزوِّد مدن منطقة عسير وأريافها بالطاقة، دون المساس بما تهبه الطبيعة للحياة والإنسان، في لوحة متكاملة وفريدة تتمازج فيها المجالات الحيوية والتنموية في أفق الطبيعة الخلابة.

يقول مدير إدارة الأنابيب شرق-غرب، الأستاذ فيصل النعيمي: «أرامكو السعودية، ممثلة في إدارة الأنابيب شرق-غرب، حريصةٌ كل الحرص على اتباع أعلى اشتراطات السلامة، وتنفيذ أفضل إجراءات حماية البيئة وتنمية مواردها، وذلك للإسهام في المحافظة على حياة الإنسان وتحسين جودتها؛ وهي مسؤوليةٌ كبرى تحثنا باستمرار على بذل أقصى ما لدينا من جهود لتعزيز تلك الموارد الطبيعية الحيوانية والنباتية».

وتجتاز شبكة أنابيب الطاقة جبال عسير الشاهقة نحو منطقة جازان، وهي تحاكي بتفاصيلها ما تحتويه الطبيعة من تفاصيل دقيقة، لتصل بنا في كل ملمح منها إلى حقيقة راسخة، هي أن أوعية الطاقة هذه تُسهم في تغذية ما تكتنفه الطبيعة من تنوُّع، كما ترسم الجمال في أفق الطبيعة الخلَّاب.

يقول الناظر الإداري بالمنطقة الرابعة لإدارة الأنابيب شرق-غرب، علي الأسمري: «حقيقة عملنا في بيئة تزخر بكل هذا التنوع البيئي تُضيف بعدًا مختلفًا لأعمالنا الاعتيادية، وتحفِّز لدينا حس المسؤولية للقيام بواجبنا تجاه المكان وثرواته الطبيعية».

Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge