نظَّمت إدارة الوقاية من الحريق، مؤخرًا، تحدي (واجه الحريق) لعام2021م، حيث استضافه مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء» على مدارثلاثة أيام. وقد أبرز التحدي القدرات الهائلة التي يتمتع بها رجال الإطفاء، الذين يُسهمون في حماية الأحياء السكنية على مدار الساعة، ليتوَّج الفائزون بالمنافسات بلقب «أكثر رجال الإطفاء صلابة».
مشاركةٌ واسعة
وشارك في التحدي 12 فريقًا ضمت 120 متنافسًا من رجال الإطفاء من جميع أنحاء المملكة، بمن فيهم رجال إطفاء من أرامكو السعودية، والدفاع المدني، إلى جانب آخرين من شركات المشاريع المشتركة التابعة للشركة، بما فيها شركة رابغ للتكرير والبتروكيميائيات (بترورابغ)، وشركة ينبع أرامكو سينوبك للتكرير المحدودة (ياسرف)، وشركة مصفاة أرامكو السعودية موبيل المحدودة (سامرف)، وشركة أرامكو السعودية توتال للتكرير والبتروكيميائيات (ساتورب).
وقد حفَّز التحدي، الذي نظَّمته إدارة الوقاية من الحريق، رجال الإطفاء في أرامكوالسعودية على التنافس فيما بينهم، حيث تضمَّن مشاركين من مختلف أقسام الإدارة في بقيق والظهران والرياض ومنطقة الأعمال الشمالية ورأس تنورة والعضيلية والمنطقة الغربية.
ومع عرض الإضاءة المذهل على مبنى مركز إثراء، كانت الأجواء تضج بالحيوية في ساحة التحدي، الذي افتتح فعالياته رئيس أرامكو السعودية، كبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين حسن الناصر، بحضور النائب الأعلى للرئيس للموارد البشرية والخدمات المساندة، الأستاذ نبيل عبدالله الجامع، ونائب الرئيس للسلامة والأمن الصناعي، الأستاذ عالي الزهراني، حيث حظي المشاركون من إدارة الوقاية من الحريق والدفاع المدني والمشاريع المشتركة بالترحيب، لينطلق بعدها الحدث بموكب مميَّز شارك فيه الإطفائيون واشتمل على سيارات الإطفاء والأعلام.
وأثناء حفل الافتتاح، قدَّم مدرب المهارات الصناعية، عبدالله العمري، المهندستين عبير الجبر وجازية الدوسري، بوصفهما أول موظفتين تحصلان على شهادة الاعتماد في إطفاء الحريق. وستحصل 21 موظفة أخرى في المستقبل على شهادة الاعتماد للعمل في مهنة مفتش حريق، في إطار التزام أرامكو السعودية بتعزيز التنوع والاندماج في بيئة العمل.
«واجه الحريق»
وشكَّل الحدث فرصة كبيرة لرجال الإطفاء للتواصل مع أفراد المجتمع، الذين يبذلون قصارى جهدهم بهدف حمايتهم. علاوة على ذلك، وفَّر هذا البرنامج لرجال الإطفاء من جميع أنحاء المملكة منصة لاستعراض مستويات لياقتهم البدنية المميَّزة، ولإظهار مهارات العمل الجماعي الاستثنائي والروح الرياضية، مع التنافس في الوقت نفسه على لقب «أكثر رجال الإطفاء صلابة».
وقد شهدت مرحلة الاستعداد للتحدي اجتياز أكثر من 100 رجل إطفاء لتدريبات مرهقة في مركز التدريب على مكافحة الحرائق في الظهران. بعد ذلك، أكملت مجموعة مختارة من المتنافسين برنامج تدريب شاق وضعته مجموعة الصحة والسلامة في إدارة الوقاية من الحريق، بهدف تحسين الأداء التنافسي والمهارات المتعلقة بالوقاية من الحريق.
وقد بدت مشاعر الفخر واضحة على وجوه جميع المتنافسين، الذين لم يتوانوا في تقديم الدعم بعضهم لبعض حتى في خضم المنافسات.
واجتاز رجال الإطفاء المشاركون، الذين تراوحت فئاتهم العمرية بين 20 و50 عامًا فأكثر، تحديات جسدية قاسية تتطلَّب التحلِّي بمهارة وسرعة كبيرتين. وخلال تحدي معدات الحماية الشخصية، تنافس المشاركون على ارتداء ملابس ومعدات الإطفاء في أسرع وقت، كما خاضوا تجارب مرهقة أظهرت مهاراتهم. أما تحدي الجري على السلالم، فشهد صعود رجال الإطفاء 13 طابقًا في مركز إثراء، بينما كانوا يحملون معدات يزيد وزنها على 34 كيلوغرامًا.
وشهد الجمهور الحاضر في المركز عروضًا استثنائية للقوة والسرعة والمهارات من المتنافسين، حيث بذل رجال الإطفاء غاية وسعهم من أجل الفوز ضمن الفعاليات الخمس للتحدي، لتبلغ المنافسات أوجها خلال مراحلها النهائية، حيث كانت أجزاءالثانية حاسمة في تحديد الفائزين.
ومع حضور ما يقرب من تسعة آلاف شخص على مدى ثلاثة أيام، أُتيحت للحضور فرصة ركوب سيارات الإطفاء والاستمتاع بالحدث المميَّز، الذي استهدف التوعية بالشروط البدنية والمعنوية الواجب توفرها في رجال الإطفاء لتحقيق مهمتهم المتمثلة في إنقاذ الأرواح وحماية الممتلكات، وذلك إلى جانب تعزيزالمنافسة الصحية وسط أجواء مرحة، وإذكاء روح الزمالة بين المتنافسين القادمين من مختلف أنحاء المملكة، بما من شأنه أن يلهم الأجيال المقبلة من رجال الإطفاء.
