في الذكرى الـ 75 لمعهد الشرق الأوسط..

الرميان: الجهود التي تبذلها الشركة تتماشى مع أهداف الرؤية ومساندة مبادرة السعودية الخضراء

الرميان: الجهود التي تبذلها الشركة تتماشى مع أهداف الرؤية ومساندة مبادرة السعودية الخضراء

هنأ رئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية، معالي الأستاذ ياسر بن عثمان الرميان، معهد الشرق الأوسط، بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيسه، وذلك في كلمته الرئيسة التي ألقاها خلال حفل عشاء أقيم بهذه المناسبة في 21 أكتوبر الجاري في فندق ريتز كارلتون في واشنطن العاصمة. وأشار الرميان إلى التاريخ العريق، والمستقبل الواعد للشراكة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، مسلطًا الضوء على الآلية التي تنتهجها أرامكو السعودية للتعاون من خلال الشراكة الأمريكية من أجل الوفاء بالتزامات المملكة على صعيد التحول في قطاع الطاقة. 

يُشار إلى أن معهد الشرق الأوسط هو مركز بحثي محايد تأسس عام 1946م في واشنطن، ويقدم خبراء في هذا المعهد تحليلات للسياسات، فضلًا عن الدور الذي يضطلع به كمركز للتعاطي مع فنون الشرق الأوسط وثقافته. وتتلخص رسالة معهد الشرق الأوسط في تعريف مواطني الولايات المتحدة الأمريكية بالشرق الأوسط بشكل أكبر، وتعزيز التقارب مع شعوب الشرق الأوسط. 


كرّم معهد الشرق الأوسط بواشنطن، صاحب السعادة رئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية ومحافظ صندوق الاستثمارات العامة، الأستاذ ياسر بن عثمان الرميان، بمنحه جائزة "القيادة العالمية المرموقة لعام 2021"، وذلك تقديرًا لمضي أرامكو السعودية لأكثر من ثمانية عقود مستمرة في التطور الاقتصادي والثقافي والاجتماعي، وتعزيز السلام الإقليمي والعلاقات الأمريكية في الشرق الأوسط، فضلًا عن الإسهام في بناء مستقبل مستدام.
كما تعدّ هذه الجائزة تقديرًا وعرفانًا لما تقدمه أرامكو السعودية من دعم لتأسيس المجتمعات المحلية، وتمكين المرأة، ومؤازرة الفنون والثقافة والتعليم من خلال التبادل الثقافي والحوار، ولاستجابتها الكبيرة للتحديات العالمية التي تواجهها الإنسانية، ويشمل ذلك تصديها لجائحة كوفيد-19.
 

تاريخ حافل

وركّز الرميان في كلمته على التاريخ الحافل الذي تزخر به الشراكة السعودية الأمريكية، وقال: "أرى أنها ليست مجرد شراكة فحسب، فهي صداقة مبنية على الثقة والاحترام المتبادل، وهي شراكة قائمة على المصالح والأهداف المشتركة وتنطوي على مصلحة متبادلة تتمثل في استقرار أسواق الطاقة العالمية، وعلى مسؤولية مشتركة عن عالم يتمتع بالسلام والرخاء يتجاوز الحدود الجغرافية للطرفين".

وأضاف قائلًا: "تعود بدايات الشراكة السعودية الأمريكية إلى 29 مايو 1933م، وهو تاريخ اتفاقية الامتياز التاريخية بين الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، رحمه الله، وشركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا، وهي من الأعضاء المؤسسين للشركة التي أصبحت لاحقًا أرامكو السعودية.  

ومضى الرميان ليقول: "بشّرت اتفاقية الامتياز هذه بفترة من الازدهار والتنمية التي حسنت حياة المواطنين السعوديين، وجعلت من أرامكو السعودية الشركة النفطية الأكثر قيمة في العالم". 
وفي سياق دوره كمحافظ لصندوق الاستثمارات العامة، وهو صندوق الثروة السيادي للمملكة، قال الرميان: "حان الوقت لتنمية القطاع الخاص وتنويعه في المملكة العربية السعودية خارج إطار النفط والغاز بما يكفل إنتاج المزيد من السلع والخدمات في الداخل، وجذب المزيد من الأشخاص إلى المملكة، بمن فيهم المستثمرون ورواد الأعمال والمبدعون، والحجاج، والسياح".

العلاقات الأمريكية السعودية تقترب من بزوغ فجر عصر جديد، فنحن ننتقل من علاقة قائمة على النفط إلى شراكة قائمة على الإمداد بالطاقة النظيفة بجميع أشكالها، وتجارة متنامية في المواد، وتبادل متزايد للأفكار، فهي شراكة لا تقوم على استخراج الموارد فحسب، بل على تحقيق النفع والفائدة على المدى البعيد. ياسر الرميان.

 

 مستقبل منخفض الانبعاثات

وفي معرض حديثه عن الطاقة والتقنية، قال: "تواصل أرامكو السعودية إمداد العملاء العالميين بالطاقة، وهي تتحول في الوقت ذاته وبوتيرة سريعة إلى شركة رائدة في مجال التقنية بفضل شبكة مختبراتها البحثية في الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول. وإلى جانب ذلك، فإن أرامكو السعودية لا تزال ملتزمة بسجلها العريق باعتبارها الشركة المنتجة للطاقة الأقل من حيث كثافة الانبعاثات الكربونية في قطاع النفط والغاز، في وقت تستعد فيه المملكة لمستقبل منخفض الانبعاثات".

وبالإضافة إلى تحسين أرامكو السعودية المستمر لأعمالها الصناعية من أجل خفض الانبعاثات، فإن الجهود التي تبذلها الشركة تتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030، وتساند  مبادرة السعودية الخضراء، وهذا من شأنه أن يعزز الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة مثل محطة سدير للطاقة الشمسية بقدرة تبلغ 1.5 غيغاواط، وإنشاء أكبر محطة لتوليد الكهرباء بالهيدروجين الأخضر على مستوى العالم، وزراعة 10 مليارات شجرة في العقود المقبلة. 
وقال الرميان: "عدونا ليس الكربون الذي يشكّل واحدًا من اللبنات الأساس للحياة على الأرض، بل إن عدونا يتمثل في الانبعاثات الكربونية غير المنضبطة. ولكي نكسب هذه المعركة علينا تقييم جميع الخيارات وجميع الجهود المبذولة وجميع التقنيات التي تعمل على الحد من انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري إلى غلافنا الجوي. لذا، دعونا نقدم هذا الطرح ونثبت صحته معًا".

واختتم الرميان كلمته قائلًا: "العلاقات الأمريكية السعودية تقترب من بزوغ فجر عصر جديد، فنحن ننتقل من علاقة قائمة على النفط إلى شراكة قائمة على الإمداد بالطاقة النظيفة بجميع أشكالها، وتجارة متنامية في المواد، وتبادل متزايد للأفكار، فهي شراكة لا تقوم على استخراج الموارد فحسب، بل على تحقيق النفع والفائدة على المدى البعيد. 

"ورغم أننا لا نستطيع التكهن بالمستقبل، إلا أنني على ثقة من أمر واحد بغض النظر عما سيحدث في الأعوام المقبلة، وهو أن الشراكة الأكثر أهمية في مجال الطاقة على مستوى العالم ستكون شراكًة أمريكية سعودية".

 
Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge