مبادرة رقمية تعزِّز كفاءة استهلاك الطاقة في مرافق الأعمال

مبادرة رقمية تعزِّز كفاءة استهلاك الطاقة في مرافق الأعمال

احتفت إدارة أساليب التصنيع والمراقبة، بالتعاون مع إدارة معمل الغاز في الحوية، مؤخرًا، بإضافة مبادرة جديدة إلى قائمة مبادرات أرامكو السعودية في مجال التحوُّل الرقمي، الزاخرة بالتقنيات التي تتبناها الشركة لتعزيز أعمالها في إطار سعيها لتحقيق التميُّز.

جاء ذلك عقب النجاح في تجربة حل رقمي متطور للتنبؤ بمعدل الطلب على الطاقة، من شأنه أن يساعد في وضع أهداف محسَّنة لاستهلاك الطاقة، حيث سيتم تطبيقه في مرافق الأعمال لتعزيز الأداء على هذا الصعيد.

وفي هذا الصدد، قال مدير إدارة أساليب التصنيع والمراقبة، الأستاذ وليد النعيم: "تأتي هذه المبادرة في إطار التزام أرامكو السعودية بالتحول الرقمي وتبنيها للثورة الصناعية الرابعة".

"إنها أداة رقمية أخرى يمكن لمرافق الأعمال استخدامها لإدارة استهلاك الطاقة؛ وذلك لمساندة جهود الشركة الرامية إلى تقليل الانبعاثات الكربونية". وليد النعيم

وكانت إدارة معمل الغاز في الحوية أول مرفق أعمال يستفيد من هذا الحل التقني، حيث عمل فريق من كلا الإدارتين على مدار عام كامل، بغية تطوير النموذج الرقمي داخليًا والتحقق من جدواه ووضعه في حيز التطبيق.

من جانبه، قال مدير إدارة معمل الغاز في الحوية، الأستاذ راشد الدوسري: "كان هذا الحل فرصة لإضافة مزيد من التميُّز على أعمالنا، وقد تكلَّل بالنجاح بفضل تعاون كافة المعنيين".

التنبؤ بالطاقة

ويعتمد الحل الرقمي المطوَّر على مبدأ تعلم الآلات، حيث يقوم بجمع البيانات المهمة من مرفق التشغيل، مثل معدلات استهلاك البخار والطاقة ومعدلات إنتاجهما. وباستخدام نموذج متطوِّر تُستخدم هذه البيانات بعد جمعها في معادلات لحساب الكثافة الحالية لاستهلاك الطاقة، وتقديم توقعات بشأن معدَّل استخدامها في الفترات المستقبلية.

وتمثِّل كثافة استهلاك الطاقة مقياسًا لكمية الطاقة المستخدمة في الإنتاج، وهي مؤشر يساعد على تقييم الأداء في مجال التشغيل، ويتيح استثمار الطاقة على النحو الأمثل. ومن شأن هذا الحل أن يقلل من الاعتماد على الحسابات البشرية في التنبؤ بهذا المؤشر، ويمكِّن من الوصول إلى نتائج أكثر دقة. ولزيادة جدواه وتسهيل استخدامه، تم تصميم هذا الحل بلوحة معلومات سهلة الاستخدام، وهو مزود بخاصية إعداد التقارير للتمكين من تحليل البيانات بسهولة.

تحسين الأداء وتقليل الوقت 

وقد صادقت اللجنة التوجيهية لإدارة الطاقة على هذه المبادرة، ومن المقرر تعميمها في مرافق الأعمال الأخرى خلال الأعوام الثلاثة المقبلة.

ومن خلال وضع أهداف طموحة وقابلة للتحقيق في الوقت نفسه، إلى جانب المحافظة على الأداء من خلال تطبيق معايير التميُّز التشغيلي، سيؤدي الحل إلى تحسين الأداء الإجمالي فيما يتعلق بكفاءة الطاقة، وبالتالي، تحقيق توفير مستقبلي مهم في معدَّل استهلاكها، مما يُسفر عن خفض التكاليف وتحسين الأداء البيئي.

وبذلك تنضمُّ هذا المبادرة إلى سلسلة الجهود الأخرى، التي تبذلها أرامكو السعودية بشكل مستمر لتحسين كفاءة استخدام الطاقة، وهو ما أسفر عن النجاح في خفض معدل كثافة استهلاكها على مدى السنوات الماضية.

كما تساعد هذه التقنية في خفض ساعات العمل المطلوبة لإجراء حسابات الطاقة بنسبة تقارب 60%، مما يتيح المجال لاستغلال الموارد الهندسية بكفاءة أعلى، إلى جانب تحسين معدل الدقة في تقدير الطلب على الطاقة بنسبة تصل إلى 99%.

النجاح بفضل العمل الجماعي

وتطلبت المبادرة أثناء العمل على تطويرها وتنفيذها عملًا جماعيًا شارك فيه فريق من مهندسي ومشغلي إدارة أساليب التصنيع والمراقبة، وإدارة معمل الغاز في الحوية.
وحقق الفريق من خلال إنجازهم للعمل، الذي مثل تحديًا تقنيًا، تقدمًا ساعدهم على تطوير قدراتهم ومعارفهم في مجالي تحليل البيانات وتعلم الآلات.

وفي هذا الصدد، قال قائد المشروع من إدارة أساليب التصنيع والمراقبة، موسى العمري: "كانت الصعوبة تكمن في التأكد من تضمين جميع المعطيات في لوحة المعلومات على نحو دقيق ومفهوم، بحيث يمكن استخدامها بسهولة".

وتلا مرحلةَ التطوير مرحلة الاختبار، التي استهدفت التحقق من دقة النتائج وفاعليتها. وقال مهندس التصنيع من إدارة معمل الغاز في الحوية، خالد البابطين: "كثافة استهلاك الطاقة أداة مهمة نستخدمها لمراقبة كامل أعمال التشغيل، وهذا الحل يساعدنا على متابعتها وتوقعها بدقة وكفاءة".

Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge