المحرق.. نبض التراث الثقافي في قلب البحرين

المحرق.. نبض التراث الثقافي في قلب البحرين

إلى جانب العمارة الحديثة، تحتفظ البحرين بشيء من عبق الماضي في عاصمتها القديمة، المحرق، التي تُعد ثالث أكبر مدينة هناك، وتمتلك تاريخًا عريقًا يرتبط بحضارات شعوب مختلفة، بما فيها الحضارة الفينيقية واليونانية والنسطورية والبيزنطية والبرتغالية والفارسية.

وعلى مدى العقد الماضي، أعاد مشروع الشيخة مي بنت محمد آل خليفة الحياة إلى المنازل التقليدية في المنطقة، حيث يُبرز كل واحد من تلك المباني جانبًا من جوانب التراث الثقافي للبلاد. وبينما احتفظت بعض المباني بغرضها الأصلي، تم تعديل البعض الآخر ليُستفاد منها في أغراض جديدة.

مسار صيد اللؤلؤ

عند وصولك إلى المحرق، بإمكانك العثور على المنازل ذات العمارة الإسلامية التقليدية تتوزَّع في ممرات ضيقة ومتعرجة، حيث يسود اللون الأبيض المكان. هذه المنازل تُعد جزءًا من (مسار صيد الؤلؤ)، الذي اعتُمد كأحد مواقع التراث العالمي من قبل منظمة الأمم المتحدة. وتستحق المنطقة الاستكشاف سيرًا على الأقدام، وقد أصبحت موقعًا مهيَّأ لقضاء استراحة قصيرة، لكن الأهم من ذلك أنها بدأت تحظى بمكانتها المناسبة ضمن النسيج الثقافي للبلاد.

عِمارة الخليج

ويُعد بيت الشيخ عيسى بن علي آل خليفة مثالًا رائعًا للهندسة المعمارية الإسلامية الخليجية، حيث يمكنك رؤية الأفنية الداخلية والأروقة التقليدية والمنحوتات الجدارية. وتحتفظ غرفة الجلوس الرئيسة في الطابق السفلي بأسلوب التبريد القديم، حيث تبقى باردة في الصيف نتيجة الهواء النازل من "البادقير"، أو مسرب الهواء، فيما يمكن حفظ الدفء من خلال إغلاق مصاريعه في الشتاء.

بيت التراث المعماري

تضم المحرق أيضًا بيت التراث المعماري، الذي يهدف إلى المحافظة على التراث المعماري وعرضه للزوار من خلال معرض مصمَّم بطريقة مميَّزة. وقد صمَّمت نورا السايح هولتروب وليوبولد بانشيني الأرشيف المعماري ومساحة العرض في موقع فارغ في مدينة معروفة بالنسيج العمراني الكثيف، والعمارة البحرينية التقليدية.

ويستضيف المعرض مجموعة أرشيفية من الأعمال الفنية والرسومات والصور المعمارية للمهندس المعماري جون يارود. وبدلًا من تقليد العمارة المحلية القديمة، قرَّر فريق المشروع تقديم تعبير معماري معاصر يعكس التطور المستمر للمدينة.

تراث الصحافة

ويُعد بيت عبدالله الزايد للتراث الصحفي منزل الشخص المؤسس لأول صحيفة أسبوعية في البحرين والخليج، انطلقت تحت اسم جريدة البحرين. ويحتوي المنزل، الذي جُدِّد بناؤه، على نسخ قديمة من المجلات والصحف وبعض المراسلات الشيقة، وفيه ملحق يحتوي على كتب ووثائق أخرى تلوح على جدار نحاسي مذهل ثلاثي الحجم يتلألأ تحت كوة حديثة.

 

بيت الكورار

تم إنشاء "بيت الكورار" للمحافظة على فن تطريز "الكورار"، وهو فن بحريني فريد من نوعه يُوشك على الاندثار، حيث تُستخدم فيه خيوط ذهبية لحياكة "الزري". ويوفِّر المبنى مكانًا للسيدات البحرينيات المتمكنات من هذا الفن لنقله إلى الأجيال الشابة.

الحوار مع الثقافة

يقع مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث في قلب مدينة المحرق، وقد تأسس ليكون بمثابة مركز للحوار مع الثقافة البحرينية، حيث كان للشيخ إبراهيم دورٌ رائد في عقد المجالس الثقافية. وفي ليالي الإثنين، يستضيف المركز المثقفين والفنانين لإلقاء المحاضرات وأداء العروض في قاعة مصممة على أحدث طراز.

Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge