مريض السرطان في حاجة للمعلومة الصحيحة

مريض السرطان في حاجة للمعلومة الصحيحة

التقت "القافلة الأسبوعية" بالبروفيسورة سامية العمودي، وهي مؤسسة مبادرة التمكين الصحي، ورئيسة وحدة التمكين الصحي والحقوق الصحية بكلية الطب في جامعة الملك عبدالعزيز، واستشارية النساء والولادة. كما أنها إحدى أهم مؤسسي مركز التميُّز لرعاية مرضى سرطان الثدي، والرئيسة التنفيذية السابقة له. وسبق للعمودي أن أصيبت بمرض السرطان ونجت منه بحمد الله، فدونت تجربتها في كتاب. في هذا اللقاء نلقي الضوء على تجربتها ورؤيتها لما حدث لها.

- مررتِ بتجربة قاسية حين أصبتِ بمرض السرطان، وخلال رحلتك دونتِ كتابًا حول تجربتك. ترى ما كان الهدف؟
عندما استلمت نتيجة العينة التي تؤكد إصابتي بسرطان الثدي، كان أول رد فعل صدر من بعض من حولي قولهم لي: "الآن أصبتِ، وعلينا أن نكتم الخبر، فلا داعي لأن يعرف من حولك بهذا". كان هذا غريبًا علي، وسألت نفسي إن كان ما أصابني مرضًا أم وصمة عار؟ ولماذا هذا التعتيم والخوف من أن يعرف أحد؟ وشعرت حينها أن هذا أمر غير مبرر، بل يزيد الضغط على المصاب حينما يخاف أن يطلع أحدًا على إصابته.

وفي الوقت نفسه، أدركت حجم الجهل والخوف والأفكار الخاطئة تجاه مرض السرطان، فشعرت بمسؤوليتي الطبية والشرعية والإنسانية في كسر حاجز الصمت والخروج بقصتي للعلن، لتمكين المجتمع وإزالة الخوف ودعم المصابين، فبدأت في نشر قصتي في عمودي الأسبوعي في صحيفة المدينة آنذاك عام 2006م، وكتبت ما يقارب ثلاثين مقالة تطرقت فيها لثنايا تجربتي خطوة بخطوة، فلا شيء أقوى من المثال الحي في نشر الوعي والتمكين.

- تُصاب عديدٌ من النساء حول العالم بمرض السرطان، ما رسالتك لهن؟
رسالتي للنساء ألا ينتظرن حتى يُصبن بالسرطان، بل يبدأن بالوقاية والفحص المبكر. وفي حالة سرطان الثدي أنصح السيدات بعمل أشعة الماموغرام من سن الأربعين بشكل سنوي. أما من لديهن عوامل خطورة، أي تاريخ أُسري قوي لسرطان الثدي، فهنا يبدأ الفحص مبكرًا حسب الحالة. والهدف من هذا الفحص والاكتشاف المبكرين هو أن يتم التشخيص في مراحل أولية، حتى يصبح العلاج أكثر سهولة، وتبقى نسبة الشفاء عالية مقارنة بما لو تأخر التشخيص إلى مراحل متقدمة.

- هل مرض أحد الأبوين يمكن أن يضعف روابط الأسرة نتيجة إصابة أحد أركانها؟
من تجربتي وتجارب الآخرين فإن الإصابة تقوي العلاقة بين أطراف الأسرة، وتظهر المشاعر التي قد لا نراها في الأحوال العادية. كما يحدث تبادل للأدوار في الأسرة، فيشعر الزوج بالمسؤولية أكثر ويتعاطف الأبناء، وتتحول الإصابة إلى تجربة إيمانية تقوي الرضا والصبر، وتتبلور حتى في تربية الأبناء وصلابتهم وإدراكهم للأزمات.

- ماهي التحديات التي يواجهها مريض السرطان تحديدًا؟
مريض السرطان لا يزال يفتقد للمعلومة التي تزيد من تمكينه الصحي، وتساعده على اتخاذ قراراته. ولا تزال هناك معتقدات خاطئة يتناقلها المصابون بهذا المرض، وتؤثر على نفسية المريض وتعاونه وانتظامه في أخذ العلاج.

مثلًا، هناك أشخاص يعتقدون أن العلاج الكيماوي قاتل ويرفضونه، وينتهي بهم الأمر إلى انتشار المرض ووصوله إلى درجة متقدمة غير قابلة للعلاج. وهناك أيضًا جهل بعض النساء بحقوقهن الصحية في حالة الإصابة، ومن أهمها الحق في معرفة التشخيص، وحقهن في عدم إخبار الآخرين، وأيضًا حق المصابة وحدها في الإذن الطبي والتوقيع بالموافقة على العلاج الجراحي أو الكيماوي أو الإشعاعي، وهذا الحقوق تخصها وحدها إن كانت عاقلة بالغة ولا يمتلكها أحد غيرها.

Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge