في مركز أرامكو السعودية الجديد للتنقل..
التقنيات الرقمية تبقي مفاصل الشركة في حركة مستمرة
منذ أيامها الأولى، بنت أرامكو السعودية نجاحها على أعمدة راسخة، يتمثل أحدها في تعزيز إمكانات التنقل فيما يرتبط بأعمالها؛ وذلك يعني امتلاكها القدرة على تحريك موظفيها ومعداتها إلى المواقع المطلوبة متى ما دعت الحاجة إلى ذلك.
وقد بدأ كل ذلك بزوج من السيارات المستعارة في عام 1933م، وبطائرة من طراز (فيرتشايلد 7) في عام 1934م، ليجوب موظفو الشركة منذ ذلك الحين طول المملكة وعرضها، بحثًا عن الموارد التي حوَّلت المملكة إلى عملاق للطاقة.
واليوم، مع امتلاكها لعشرات الطائرات ومئات الحافلات والسفن، إلى جانب أكثر من 10 آلاف مركبة، افتتحت أرامكو السعودية مركزًا ذكيًا يجمع كل خدمات التنقل تحت سقف واحد.
وقد صُمِّم مركز أرامكو السعودية الجديد للتنقل في الظهران وفقًا لثلاثة جوانب رئيسة للأعمال، وهي: الاستجابة لحالات الطوارئ، والتميُّز التشغيلي، ورعاية العملاء. كما جُهز بأحدث المنصات الرقمية لتحقيق أقصى قدر من الكفاءة، وتحسين استخدام أصول النقل.
وفي هذا الصدد، قال المدير التنفيذي للخدمات الصناعية، الأستاذ فهد العبدالكريم: «يعطينا هذا المركز الرقمي المرونة اللازمة لإجراء تحول شامل في الطريقة التي ندير بها جاهزيتنا واستجابتنا للأحداث الطارئة».
وأضاف قائلًا: «من خلال جمع كل خدمات النقل تحت سقف واحد، من السفن والطائرات والحافلات والشاحنات، إلى جانب استثمار أحدث تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، يمكننا معرفة الموارد التي نمتلكها وتوجيهها إلى مواضع الحاجة، كما يمكننا أيضًا مراقبتها بشكل آني».
وبملاحظة ضخامة شبكة المواصلات الخاصة بالشركة، والمدى الجغرافي الذي تغطيه، يمكن القول إن مركز التنقل الجديد يأتي في توقيت مثالي.
وفيما يلي، نسلِّط الضوء في نظرة عامة على حجم أصول المواصلات الخاصة بالشركة، التي تديرها ثلاث إدارات مختلفة، هي: إدارة الأعمال البحرية، وإدارة الطيران، وإدارة خدمات النقل والمعدات.
إدارة الأعمال البحرية
■ تدير هذه الإدارة حركة السفن من خلال ميناءين بحريين عامين، وستة موانئ بحرية خاصة بأرامكو السعودية، من بينها المرافق البحرية في تناقيب، التي تُعد أكبر ميناء يعود لمنشأة مساندة للأعمال البحرية على مستوى العالم، حيث يدعم 300 ألف حركة انتقال للسفن سنويًا، كما ينقل مليون طن من الحمولات.
■ تشغِّل أسطولًا يشمل أكثر من 280 سفينة لمساندة الأعمال البحرية وأعمال الأمن الصناعي.
إدارة الطيران
■ تشغِّل الإدارة رحلاتها المجدولة من خلال 18 مطارًا تمتلكها أرامكو السعودية، وثمانية مطارات حكومية، بالإضافة إلى 500 مهبط للمروحيات، وذلك عبر أسطول يضم 18 طائرة و27 مروحية، ما يجعلها من بين أكبر المشغلين لخدمات الطيران في القطاع الخاص خارج الولايات المتحدة الأمريكية.
■ يُعد مطار تناقيب أكثر المطارات إشغالًا في الشرق الأوسط من حيث الهبوط والإقلاع، مع معدل يتراوح بين 40 إلى 60 مروحية تهبط وتقلع يوميًا.
■ تنقل خدمات الطيران حوالي مليون راكب سنويًا لدعم مختلف أعمال الشركة.
إدارة النقل وخدمات المعدات
■ تنفذ الإدارة أكثر من 60 ألف عملية رفع للمعدات والحمولات الحرجة، من خلال ست محطات للرافعات تتوزع حول منشآت الهيدروكربونات الرئيسة، وبأسطول يتألف من 200 رافعة.
■ تنقل سنويًا ما مجموعه سبعة ملايين طن من المواد والمعدات لمساندة أعمال الحفر، بواسطة أسطول يتألف من 1500 شاحنة نقل متخصصة، حيث تبلغ المسافة الإجمالية للتنقلات 170 مليون كيلومتر سنويًا.
■ تدير 500 حافلة تنقل تسعة ملايين راكب في السنة، بالإضافة إلى أسطول يتجاوز عدده 11 ألفًا من السيارات الخاصة بالشركة.
يعطينا هذا المركز الرقمي المرونة اللازمة لإجراء تحول شامل في الطريقة التي ندير بها جاهزيتنا واستجابتنا للأحداث الطارئة. فهد العبدالكريم
تعزيز الكفاءة لترشيد التكاليف
وتتيح التقنيات الرقمية للشركة فرصة إدارة هذه الأصول والتحكم بها بكفاءة أكبر، مما يمنح صناع القرار معلومات آنية عبر مختلف مفاصل الأعمال، بحيث يمكن الاستفادة منها في الوقت المناسب.
ومن خلال الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، يمكن الاستفادة من الكاميرات وأجهزة تحديد الموقع وأجهزة الاستشعار الأخرى، بحيث توفر فوائد المراقبة الآنية وإصدار التفاويض عن بُعد في السفن البحرية والطائرات ومركبات ومعدات النقل البري.
ويؤدي تعزيز الكفاءة في خدمات التنقل لدى الشركة إلى زيادة القدرة على التحكم بالتكاليف، وهو ما يساعدنا في البقاء قادرين على المنافسة في اقتصاد سريع التغير تحركه الطاقة.
وحتى الآن، أدى تحسين أسطول النقل لدى الشركة إلى تجنب التكاليف بشكل كبير، وقد شملت الجهود في هذا الإطار النقاط التالية:
■ بعد إدخال نظام التحديد الآلي للمواقع (أيه في إل) في عام 2014م، بهدف تتبع ومراقبة تحركات سيارات أرامكو السعودية، تمكنت الشركة من إطلاق منصة رقمية لمشاركة السيارات لتحل محل خدمة القيادة الذاتية، مما أسفر عن تحسن يُقدَّر بنسبة %18.
■ أدى التسيير الآلي للشحنات ودمجها في نظام موحد إلى تمكين سائقي الشاحنات من تلقي فواتير الشحن الجديدة على الأجهزة المحمولة، مما أدى إلى تحسين أداء أسطول الشاحنات بنسبة %23.
■ أسفرت إدارة خدمات حافلات الشركة بطريقة مركزية عن خفض السعة القصوى لركاب الحافلات بنسبة %50، بما يتوافق مع التوجيهات الصحية المرتبطة بجائحة كوفيد-19، وذلك من دون التأثير بشكل سلبي على جودة الخدمة المقدمة.
ومع تنامي الحاجة إلى الطاقة، فإن مركز أرامكو السعودية للتنقل يضع الأمور في نصابها الصحيح، من خلال توفير معلومات آنية حول أصول النقل، وهو ما يساعد الشركة في الوفاء بالتزاماتها لتزويد العالم بإمدادات الطاقة.