اختار اللغة

الذكرى 88

29 مايو.. إنطلاق رحلة أرامكو السعودية نحو التربع على عرش الطاقة العالمية

عالمي

ربما تبدو الـ 88 عامًا فترة ضئيلة بحساب الزمن، ولكنها ليست كذلك في وجدان ووعي من شهدوا ما شهدته المملكة العربية السعودية من تحولات جذرية حولتها من دولة تقبع تحت ركام هائل من الرمال التي لا تكسر وحشتها إلا واحات النخيل المتناثرة هنا وهناك لتصبح دولة صناعية كبرى يشار إليها بالبنان، شاقة طريقها بكل جدارة واستحقاق لتكون واحدة من أكبر 20 دولة صناعية على مستوى العالم أجمع.

ولتحقيق هذه المكانة، لم تكن الطريق معبدة، بل كان لا بد من تذليل كثير من العقبات والتغلب على عديد من الصعاب، وهو ما حدث بالفعل على يد رجال لم يعرف اليأس والكلل سبيلا إلى نفوسهم. ولأن لكل شيء ولكل حكاية بداية تنطلق منها، كان لا بد من العودة إلى البداية التي كانت بمثابة الشرارة التي أضاءت مسيرة النمو والازدهار التي ما لبثت تتسارع ويزداد زخمها مع مرور الزمن. 

صادف تاريخ 29 مايو الذي ودعناه قبل أيام قليلة الذكرى الثامنة والثمانين على توقيع اتفاقية الامتياز التي كان طرفاها كلٌّ من الحكومة السعودية وشركة ستاندارد أويل أوف كاليفورنيا (سوكال). كان ذلك في عام 1933م، وقد استمر التنقيب متأرجحًا بين الأمل واليأس لمدة خمسة أعوام حتى لحظة تدفق النفط من بئر الدمام رقم 7، المعروفة باسم "بئر الخير" عام 1938م. وفيما يلي نقدم بعضًا من المحطات التاريخية المهمة في تاريخ الشركة التي أصبحت في صدارة شركات الطاقة على مستوى العالم. 

وزير المالية السعودي، الشيخ عبدالله السليمان ولويد ن. هاملتون، محامي شركة سوكال ومفاوضها الرئيس، يوقِّعان اتفاقية الامتياز في قصر خزام الواقع في ضواحي مدينة جدة، في 29 مايو 1933م.
كان نجاح شركة الزيت العربية مرهونًا بأيدي الفرق العاملة على حفر البئر رقم 7 التي كانت مشروع الحفر القائم الوحيد في أواخر العام 1937م.
جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، يستعد لفتح الصمام الذي سيرسل الزيت الخام السعودي إلى الناقلة د. جي. سكوفيلد في 1 مايو 1939م، مدشنًا رحلة طويلة لا تزال فصولها تكتب من إمداد المملكة للعالم بما يحتاجه من الطاقة.
معمل فزر الغاز من الزيت يتخذ موضعه في حقل زيت المرجان المغمور في 1973م، وهو جزء من برنامج المشروعات الرئيسة في أرامكو التي زادت طاقة معالجة الزيت في المناطق المغمورة بواقع مليون برميل في اليوم.
في عام 1980م، أي بعد سنوات خمس من طلب الحكومة من أرامكو تصميم وبناء وتشغيل شبكة الغاز الرئيسة، اكتمل المشروع الضخم بنسبة 75%. وبدأت العناصر الرئيسة من شبكة الغاز بالعمل أو كانت مكتملة تلك السنة، ومنها معمل الغاز في شدقم، الظاهر في الصورة.
في عام 1985م، اكتمل معمل فرز الغاز من الزيت ومرافق أخرى في تناقيب، التي أصبحت المركز الجديد لأعمال التوسع البحرية، ومن ذلك العمل في معامل جديدة لفرز الغاز من الزيت في حقلي الظلوف والمرجان.
وسّعت أرامكو السعودية حضورها العالمي في أغسطس 1991م، عندما قامت شركة تابعة بشراء حصة بنسبة 35% في شركة تكرير الزيت سانق يونق (حاليًا إس-أويل) في جمهورية كوريا.
اكتشف حقل زيت الشيبة، الذي يقع في الربع الخالي على بعد 800 كلم جنوب الظهران، في عام 1968م، لكنه بقي ضمن الموارد الاحتياطية إلى أن حُلت التحديات التقنية وبعض المعوقات الأخرى حتى تم تدشين الإنتاج فيه عام 1999م.
إبان تشريفه لأرامكو السعودية بزيارة تارخية في 1 ديسمبر 2016م، أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، عددًا من مشروعات الطاقة العملاقة في كلٍّ من منيفة وواسط وخريص والشيبة. كما دشن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء).
في 11 ديسمبر 2019م، أعلن عن إدراج أسهم الشركة لأول مرة في السوق المالية السعودية (تداول)، عقب اكتتاب ضخم بلغت قيمته الإجمالية 96 مليار ريال، في حدث استثنائي في تاريخ الشركة، حيث استقطب الطرح أكثر من 5 ملايين مكتتب.
أعلن في 17 يونيو 2020م عن استحواذ أرامكو السعودية على حصة تبلغ 70% من شركة سابك، وذلك بهدف تعزيز الحضور العالمي للشركة في صناعة الكيميائيات، والتعجيل بنمو الإستراتيجية المستقبلية لقطاع التكرير والمعالجة والتسويق.