خلال ٢٠ عامًا وفَّرت الشركة من الطاقة ما يكفي لتلبية الاحتياجات اليومية لـ 2.3 مليون منزل..
أرامكو السعودية تكرم الفائزين بجوائز كفاءة استهلاك الطاقة لعام 2020م
توفير الطاقة هو أحد أهم الأساليب للحد من ظاهرة تغير المناخ؛ ومن هذا المنطلق، أطلقت أرامكو السعودية برنامجها لكفاءة استهلاك الطاقة منذ أكثر من 20 عامًا.
وعلى مدى عقدين من الزمن، أدى الاستخدام الحكيم للطاقة، والسعي لاستثمار كميات أقل منها لتحقيق النتيجة نفسها، إلى تحقيق وفورات هائلة في هذا المورد الثمين.
يقول كبير المهندسين في أرامكو السعودية، ورئيس اللجنة التوجيهية لإدارة الطاقة في الشركة، الأستاذ جميل البقعاوي: «هذه الوفورات تكفي لتلبية الاحتياجات اليومية من الطاقة لـ 2.3 مليون منزل في المملكة».
ويضيف قائلًا: «يتضمن برنامج كفاءة استهلاك الطاقة في أرامكو السعودية ترشيد استهلاكها في منشآتنا، والتأكد من أن المنشآت الجديدة مصممة لتكون موفرة للطاقة».
أكثر من ٢٤٠ مبادرة
ويؤدي استخدام طاقة أقل إلى خفض التكاليف، والحد من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
وتتحقق وفورات الطاقة المؤثرة بقدر كبير عندما تعزز المنشآت الصناعية أداء الأنظمة المكونة لبنيتها التحتية، وتقلِّل من استهلاكها للطاقة.
وخلال عام 2020م، نفَّذت أرامكو السعودية 241 مبادرة للطاقة في منشآتها داخل المملكة، مما أدَّى إلى توفير كميات كبيرة من الطاقة.
أربعة مجالات تركِّز على الطاقة
وتكرِّم اللجنة التوجيهية لإدارة الطاقة الإدارات التي تحقق نتائج عالية ضمن أربعة مجالات محدَّدة، وذلك خلال حفل الجوائز السنوية لكفاءة استهلاك الطاقة.
وتشمل مجالات التركيز الأربعة كلًا من: أداء الطاقة، ومبادرات كفاءة استهلاك الطاقة، وبرامج إدارة الطاقة في الموقع، وتطوير الكفاءات وتبادل المعرفة والتواصل مع الجمهور.
إلى جانب ذلك، تُمنح جوائز للأفراد والفرق عن أفضل مبادرات الطاقة في الفئتين الصناعية وغير الصناعية، بالإضافة إلى فئة الطاقة المتجددة.
وعلى الرغم من التحديات العالمية التي شهدها عام 2020م، استمرت جهود الابتكار في أرامكو السعودية في مجال كفاءة استهلاك الطاقة، لتشمل تطوير حلول لترشيد استخدامها خلال فترات انخفاض الطلب على الإنتاج.
كثافة استخدام الطاقة.. انخفاضٌ مستمر
خمس إدارات فائزة
توَّجت جوائز كفاءة استهلاك الطاقة لعام 2020م إنجازات خمس إدارات فائزة، بالإضافة إلى تكريمها لمبادرات الأفراد والفرق عن الفئتين الصناعية وغير الصناعية، وتُشجع جوائز أرامكو السعودية لكفاءة استهلاك الطاقة على استخدام هذا المورد الثمين بحكمة في المرافق الصناعية وغير الصناعية على حد سواء. وقد نُظِّم حفل التكريم لعام 2020م افتراضيًا في أواخر شهر مارس من العام الجاري.
1/ إدارة التوزيع في المنطقة الغربية
أفضل أداء في مجال كفاءة استهلاك الطاقة لعام 2020م بين إدارات أرامكو السعودية كان من نصيب إدارة التوزيع في المنطقة الغربية، التي نفَّذت 16 مبادرة لترشيد الطاقة، أسفرت عن توفير كميات كبيرة من براميل النفط المكافئة على مدار العام.
وتتولَّى الإدارة مسؤولية ضخ منتجات الوقود وتخزينها في غرب المملكة، من خلال شبكة كبيرة تمتد من الشمال إلى الجنوب. ومن أبرز مبادراتها على هذا الصعيد، تقليل الإضاءة عند منطقة السياج في خمس من محطات التوزيع، واستخدام الإطارات القديمة لرصف الطريق ضمن مشروع توسعة محطات التوزيع شمال جدة.
ومن غير تكاليف تُذكر، ودون خفض الإضاءة إلى ما هو أدنى من المستوى المطلوب، أدَّى تقليل إضاءة السياج إلى توفير آلاف الدولارات.
وقال مدير إدارة التوزيع في المنطقة الغربية، الأستاذ عبدالله الغامدي، إن تقليل إضاءة السياج واستخدام المطاط الأسفلتي أسهم بقرابة %55 من وفورات الطاقة للإدارة.
وقال الغامدي: «عملنا مع إدارة مساندة الأمن الصناعي ومركز الطوارئ 911، لتقليل الإضاءة من مصباح واحد لكل عشرة أمتار إلى مصباح واحد لكل 20 مترًا، مع إبقاء مستويات الإضاءة ووضوح الرؤية الليلية ضمن اشتراطات التميُّز التشغيلي».
وأضاف الغامدي: «كان للاستفادة من الإطارات القديمة في صنع المكونات الرئيسة اللازمة لرصف طريق جدة الجديد فوائد كبيرة في إطار الاقتصاد الدائري، ومن بينها توفير استهلاك الطاقة».
2/ إدارة مصفاة الرياض
نفَّذت إدارة مصفاة الرياض عدة مبادرات للمحافظة على الطاقة خلال عام 2020م، حيث حققت انخفاضًا كبيرًا في إجمالي استهلاك الطاقة بلغ أكثر من 34 مليون وحدة حرارية بريطانية في الساعة.
وأدَّى اكتمال مشروع تطوير المعالجة الهيدروجينية بنجاح خلال العام الماضي إلى تحسين كفاءة استهلاك الطاقة في المصفاة، عن طريق تحقيق خفض كبير في إجمالي استهلاكها من الوقود، وفي انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون.
وقد حظيت المصفاة بالتكريم من قبل شركة (سولمان أسوشييتس) المتخصصة في أنظمة تحليل قطاع الطاقة، بوصفها من أكثر المصافي كفاءة في استهلاك الطاقة على مستوى منطقة الشرق الأوسط، حيث صنَّفتها ضمن الشريحة الربعية الأولى من حيث الأداء على مدار أربعة تقييمات متتالية.
3/ إدارة الإنتاج على اليابسة في السفانية
تميَّز أداء إدارة الإنتاج على اليابسة في السفانية بتحقيق توفير كبير في الطاقة، مع المحافظة على مستويات الإنتاج.
وأوضحت مؤشرات أداء الإدارة لعام 2020م تحسنًا إجماليًا بنسبة %2 في كثافة استخدام الطاقة، وانخفاضًا بنسبة %20 في متوسط استهلاك الطاقة الشهري مقارنة بمستويات عام 2019م، بالإضافة إلى انخفاض استهلاك غاز الوقود بنسبة %9.
وكانت مرافق إدارة الإنتاج على اليابسة في السفانية قد صُمِّمت بحيث تعمل جميع أفرانها في الوقت نفسه، ولكن مع انخفاض الطلب على الإنتاج خلال عام 2020م، خضعت الحسابات الهندسية ومعادلات حفظ المادة والطاقة إلى المراجعة، مما أسفر عن إغلاق فرنين اثنين لمدة 250 يومًا متتاليًا، وهو ما حقَّق وفورات طاقة بمقدار 215 مليون وحدة حرارية بريطانية في الساعة على مدار العام.
4/ إدارة الإنتاج في جنوب الغوار
في إطار التزامها بتحقيق أفضل إنتاج نفطي صديق للبيئة قدر المستطاع، قامت إدارة الإنتاج في جنوب الغوار باستشارة خبراء من داخل الشركة وخارجها، من أجل إجراء دراسات مفصلة لإيجاد طرق جديدة لتوفير الطاقة.
ومن بين أهم الأسباب، التي أدت إلى تحقيق الإدارة لمستويات أداء عالية في مجال كفاءة استهلاك الطاقة لعام 2020م، هو ابتكارها لخوارزمية رياضية استُخدمت في تطوير حل رقمي يمكنه تحديد وضع التشغيل الأكثر كفاءة من حيث استخدام الطاقة.
وخلال فترة انخفاض الطلب على الإنتاج في عام 2020م، استخدم الفريق هذا الحل الرقمي لإغلاق ثلاثة معامل من أصل 14 معملًا لفرز الغاز من الزيت بنجاح.
5/ إدارة الإنتاج في شمال الغوار
من بين العوامل، التي ساعدت إدارة الإنتاج في شمال الغوار على توفير الطاقة، تطبيق نموذج السلوكيات الأساسية الأربعة، التي تشمل الحوار بين الأفراد، والتمكين، والتعاون، واتخاذ القرار.
ومن خلال التعاون والتنسيق مع النظراء في جميع أنحاء الشركة، واستخدام تقنية الثورة الصناعية الرابعة، استطاعت الإدارة تحسين نظام التوزيع عبر مرافقها.
وقد استفاد فريق العمل من مفهومي الابتكار والاقتصاد الدائري للتوصل إلى طريقة التشغيل الأكثر كفاءة في استهلاك الطاقة أثناء فترة انخفاض الطلب على الإنتاج بسبب جائحة كوفيد-19.