عقودٌ من ضمان الجودة لمنتجات النفط

معاينة أسرار الذهب الأسود

وعلى مدى عقود مضت، تولَّت المختبرات التابعة لأرامكو السعودية مهمة دراسة الأسرار العميقة للنفط العربي. وكل ستة أسابيع تقريبًا، تصل عينات قوامها 15 لترًا من النفط المُستخرَج من مكامن أرامكو السعودية إلى مركز البحوث والتطوير في مقر الشركة في الظهران.

وداخل أسوار المركز، يقوم علماء وفنيون من قسم الخدمات الفنية بفحص خصائص سوائل النفط البراقة المثيرة للاهتمام. وتبدأ عملية الفحص داخل مختبر التقطير، حيث يُصب النفط الخام في جهاز التقطير عبر التكسير، الذي يشبه مرفقًا مصغرًا للمعالجة والتكرير.

ويعتمد جهاز التقطير على وسائل الجاذبية والتسخين والتبريد في تحليل النفط بدقة إلى عدة منتجات هيدروكربونية تُعرف بالعناصر الجزئية. وتشمل هذه المنتجات، التي يصل عددها إلى 13 منتجًا، كلًا من البنزين والديزل والكيروسين والبيتومين.

تسويق النفط العربي للعالم

وعند الدخول إلى الممر الطويل بالقرب من مرفق التقطير، نجد خلف كل باب في الممر مختبرًا ضخمًا مصمَّمًا لفحص عنصر جزئي معيَّن من النفط. ويُخضِع كل مختبر العنصر الجزئي المخصص له إلى تحليل منهجي مكثف يفحص الخصائص الجزيئية والفيزيائية والكيميائية. وتسهم هذه النتائج مجتمعةً في إنجاز عملية المعايرة الشاملة، حيث يُعد هذا التحليل الكيميائي المعقد والمهم ركنًا رئيسًا في تسويق النفط الخام.

وتوضِّح رئيسة وحدة تحديد خصائص الزيت الخام والمنتجات بالوكالة، أماني مشارة، أن البيانات التي تُسفر عنها عملية معايرة النفط الخام تُسهم في تحديد كيفية استخدام اللقيم. تقول أماني: «بيانات معايرة اللقيم مهمة لاتخاذ القرارات فيما يتصل بأعمال التكرير».

وتوضِّح أماني أنه يمكن لاستخدام لقيم خاطئ في مصفاة معينة أن يتسبب في مشكلات تتعلَّق بالإنتاج والجودة والبيئة.

وتُضيف أماني: «نحرص في أرامكو السعودية على ضمان أن المنتج المطلوب من المستهلك يلبِّي احتياجاته».

سلامة مرافق الأعمال

وإلى جانب المساعدة في تسويق النفط الخام للمستهلكين، يُسهم فحص النفط الخام في المحافظة على سلامة مرافق الإنتاج والمعالجة. وتمر المنتجات الهيدروكربونية بتغيرات أثناء عملية الإنتاج، فقد ترتفع مثلًا نسبة الكبريت أو تنخفض في غضون فترات قصيرة، أو ربما يُصبح اللقيم مستحلبًا بما يعيق التدفق عبر خط الأنابيب.

يقول رئيس وحدة مساندة عمليات المعالجة، سعيد الشهراني: «يمكن لدفعة من النفط الخام التسبب بمشكلات لأعمال الإنتاج والمعالجة، ويوظف علماؤنا خبراتهم في مجال الكيمياء لحل مثل تلك المشكلات».

وتُشغِّل أرامكو السعودية 13 مختبرًا ميدانيًا تنتشر عبر كافة مرافق أعمالها، حيث تستلم هذه المختبرات عينات النفط الخام من المرافق وتفحصها كل يوم.

أمَّا بالنسبة للغاز المنتج في أرامكو السعودية، فإن معظمه يُستخدم في توليد الكهرباء محليًا، ويتميَّز بأنه أقل تعقيدًا من حيث التركيب، ويجري فحصه في الموقع في أكثر الأحيان.

النفط العربي استثنائي

تُنتج أرامكو السعودية بعض أفضل أنواع النفط الخام في العالم، وهي النفط العربي الممتاز، والعربي الخفيف جدًا، والعربي الخفيف، والعربي المتوسط، والعربي الثقيل.

وتتوافق هذه الأنواع الخمسة من النفط العربي، وأنواع المزيج التي يمكن إنتاجها منها، بدرجة كبيرة مع معظم المصافي في العالم.

وتُعد الكثافة العامل الأهم في تحديد القيمة السوقية للنفط الخام؛ فالكثافة العالية، التي تعني سوائل هيدروكربونية أخف، تُشير إلى قيمة أعلى لأنها تتيح المجال لإنتاج نسبة أكبر من المنتجات عالية الربحية.

ويُعد النفط الخام العربي منتجًا استثنائيًا نظرًا لمعدلات كثافته العالية، وانخفاض كثافة الانبعاثات الكربونية الناجمة عن أعمال التنقيب عنه وإنتاجه.

وتُعد أنواع النفط الخفيفة أهم المنتجات، حيث شكَّل النفط العربي الممتاز والعربي الخفيف جدًا والعربي الخفيف حوالي 69% من إنتاج النفط الخام الإجمالي في أرامكو السعودية في عام 2020م.

النفط العربي الممتاز
الكثافة تزيد على 40 درجة
المحتوى الكبريتي تقل نسبته عن 0.5%

النفط العربي الخفيف جدًا
الكثافة تتراوح بين 36 و40 درجة
المحتوى الكبريتي يتراوح بين 0.5 % و1.3%

النفط العربي الخفيف
الكثافة تتراوح بين 32 و36 درجة
المحتوي الكبريتي يتراوح بين 1.3 % و2.2%

النفط العربي المتوسط
الكثافة تتراوح بين 29 و32 درجة
المحتوي الكبريتي يتراوح بين 2.2 % و2.9%

النفط العربي الثقيل
الكثافة أقل من 29 درجة
المحتوى الكبريتي أعلى من 2.9%