لأن «الحاجة أم الاختراع»..
التحديات تدفع عجلة الابتكار والملكية الفكرية في أعمال التنقيب والإنتاج
حتى الجائحة العالمية ليس بإمكانها تقييد روح الإبداع والابتكار لدى مركز الأبحاث المتقدِّمة في إكسبك؛ ففي وقت سابق من هذا الشهر، نجح المركز في تخطي حاجز 1000 براءة اختراع ممنوحة من قبل مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو إنجاز تكمن أهميته في أن المركز أمضى زمنًا ليس بالطويل منذ إنشائه في عام 2006م.
ويُبرز هذا الإنجاز المكانة الرائدة لأرامكو السعودية في مجال البحوث والتطوير لأعمال التنقيب والإنتاج، كما يشير إلى البيئة الخصبة للإبداع والابتكار التي تسعى الشركة لتعزيزها من أجل مساندة أعمالها.
ويسعى مركز الأبحاث المتقدِّمة في إكسبك على العمل مع شركائه من أجل صنع الحلول وتطويرها، لمواجهة التحديات الميدانية الفريدة التي تعترض الشركة عبر مختلف نطاقات الأعمال في قطاع التنقيب والإنتاج. ومن منطلق هذه الحاجة، ومن خلال مساندة مختلف دوائر الأعمال في القطاع، نجح المركز في خلق بيئة منتجة لتحقيق الاختراقات البحثية وتطوير التقنيات المبتكرة، من أجل معالجة تلك التحديات.
وقد نجح الباحثون في المركز في تأمين الحماية لهذه الأفكار والطرق والحلول المطوَّرة بواسطة براءات الاختراع، التي تلعب دورًا بارزًا ضمن دورة حياة التقنيات، بما من شأنه أن يمكِّن أرامكو السعودية من الاستفادة بشكل حصري من المنتجات والعمليات التي تحظى بمزايا تنافسية، وبالتالي صنع القيمة عبر تقنياتها المبتكرة.
وفي هذا الصدد، أشار مدير إدارة مركز الأبحاث المتقدمة في إكسبك، الأستاذ أشرف الطحيني، إلى أن النتائج تؤكد ريادة أرامكو السعودية في مجال البحث والتطوير لقطاع التنقيب والإنتاج، وتوضح البيئة الخصبة للإبداع والابتكار التي ترعاها الشركة لدعم أعمالها.
«يُعد تطوير التقنية أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق أهداف الشركة الإستراتيجية في قطاع التنقيب والإنتاج». أشرف الطحيني
وأضاف قائلًا: «إننا من خلال براءات الاختراع نحمي أصول الملكية الفكرية الخاصة بالشركة، وندعم تقدمها التنافسي، كما نحافظ على موقعنا القيادي في مجال البحث والتطوير فيما يرتبط بأعمال التنقيب والإنتاج».
شغفٌ والتزام
وفي عام 2010م، كانت أرامكو السعودية قد احتفت بحصولها على براءة الاختراع رقم 100 من قبل مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية في الولايات المتحدة الأمريكية. أما بعد عشرة أعوام، فقد نجحت الشركة في استلام أكثر من 650 براءة اختراع سُجلت عبر هذا المكتب في غضون عام 2020م وحده، لتُصبح بذلك إحدى أكثر شركات النفط والغاز العالمية ابتكارًا.
أكثر من نصف براءات الاختراع هذه هي نتاج لأنشطة ترتبط بقطاع التنقيب والإنتاج، حيث يقف مركز الأبحاث المتقدمة في إكسبك، وبمشاركة قوية من مراكز الأبحاث العالمية التابعة للشركة في أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا، خلف أكثر من ثلث براءات الاختراع المملوكة للشركة في مكتب براءات الاختراع الأمريكي.
وفي عام 2020م، نجح مركز الأبحاث المتقدمة في إكسبك في الحصول على معدل ست براءات اختراع كل أسبوع.
وأكد نائب الرئيس لهندسة البترول والتطوير بالوكالة، الأستاذ عبدالحميد الرشيد، أن ما حققه مركز الأبحاث المتقدِّمة في إكسبك يؤمِّن موقعًا رائدًا لقطاع التنقيب والإنتاج في مجال الابتكار.
وقال الرشيد: «حينما تنافس على الريادة، لا يمكنك الاكتفاء بأمجادك السابقة، لذا فإن براءات الاختراع هذه تظهر شغفنا والتزامنا تجاه تطوير التقنية».
ريادةٌ على صعيد القطاع
ولا تزال محفظة مركز الأبحاث المتقدمة في إكسبك في مجال التقنية والملكية الفكرية تتطوَّر باستمرار، وتتوسع لتعالج التعقيدات المتغيرة باستمرار في أعمال الشركة.
ويظهر ذلك جليًّا من خلال تزايد التقنيات التي تجني فوائد الثورة الصناعية الرابعة، مثل البيانات الضخمة، والذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والمحاكاة المتقدمة، والحواسيب فائقة القوة، حيث يُعد المركز أحد رواد القطاع عندما يتعلق الأمر بتطوير هذه التقنيات وتفعيلها على أرض الواقع.
وبالمثل، وكجزء من التزام الشركة تجاه البيئة، فقد ازداد التركيز بشكل كبير على التقنيات التي تتناول الاستدامة والحلول الخضراء في السنوات القليلة الماضية.
وفي هذا الصدد، قال النائب الأعلى للرئيس للتنقيب والإنتاج، الأستاذ ناصر النعيمي: «إن الاستثمار في هذه المجالات الناشئة هي شهادة على المرونة التي يتحلى بها مركز الأبحاث المتقدمة في إكسبك في تنويع محفظة البحث والتطوير الخاصة به، لدعم أعمال التنقيب والإنتاج مع تحسين بصمتها الكربونية».
وأضاف النعيمي: «إن دورة حياة أصول الملكية الفكرية على المدى الطويل، وقيمتها المحتملة للأعمال التجارية، تفرض علينا اتباع إستراتيجية محكمة ومرنة لحماية تقنياتنا».
لا شك أن الابتكار جزء من الحمض النووي لأرامكو السعودية. ولهذا، يمضي مركز الأبحاث المتقدمة في إكسبك في جهوده لدعم أعمال التنقيب والإنتاج في الشركة، وتعزيز مكانته كمنظومة رائدة في البحث والتطوير، من خلال تسجيل حلول مبتكرة جديدة.
حاضنةٌ للأفكار.. منصة للابتكار
- خلال عام 2020م، حصل مركز الأبحاث المتقدمة في إكسبك على براءة اختراع واحدة كل يوم تقريبًا.
- تتحول ابتكارات المركز إلى تقنيات يمكن تطبيقها على أرض الواقع لتصنع القيمة في أعمال التنقيب والإنتاج.
- تضمَّنت القائمة القصيرة لمجلة (وورلد أويل) لعام 2020م عددًا من الأفكار الابتكارية التي قدَّمها المركز، ليتمكن من تسجيل رقم قياسي على صعيد مشاركته ضمن هذه المسابقة.
- حصل أحد الابتكارات التي سجلها المركز على جائزة (آي أو تي وورلد)، متفوقًا على عمالقة التقنية في وادي السيليكون في ولاية كاليفورنيا الأمريكية.