الناصر: أرامكو السعودية تواصل الوفاء بالتزاماتها التي تُسهم في تحقيق رؤية الصين الاقتصادية
في خطاب ألقاه خلال منتدى الصين للتنمية، أوضح رئيس أرامكو السعودية، كبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين حسن الناصر، أن رؤية الصين الاقتصادية، التي تهدف إلى دفع عجلة التطوير والابتكار وتحقيق الاستدامة، تنسجم تمامًا مع أهداف الشركة الإستراتيجية الرامية إلى توفير طاقة أنظف، وتحقيق تحول أسرع وأكثر سلاسة في قطاع الطاقة العالمي.
وعُقد المنتدى في الحادي والعشرين من شهر مارس الحالي، في وقت يوشك فيه الاقتصاد العالمي على الخروج من فترة الغموض التي تكتنفه، وفي ظل الحاجة إلى حلول طاقة أنظف تُسهم في تذليل عقبات التغيُّر المناخي.
وهنأ الناصر قيادة الصين على التعافي الاقتصادي السريع الذي شهدته البلاد، وعلى تحقيق أهداف خطتها المئوية الأولى المتمثلة في الحد من الفقر، ومضاعفة الناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد خلال أقل من عقد من الزمان، مبيِّنًا أن أرامكو السعودية ستعمل جنبًا إلى جنب مع الشركاء في الصين لتحقيق أهداف خطتها المئوية الثانية خلال العقد المقبل وما يليه. وقال الناصر: "سيظل ضمان استمرارية أمن الطاقة للصين على رأس أولوياتنا، ليس على مدى الأعوام الخمسة المقبلة فحسب، وإنما على مدى 50 عامًا مقبلًا وأكثر".
ومن شأن أهداف أرامكو السعودية الإستراتيجية أن تُسهم بدور محوري في المرحلة التالية من التنمية الاقتصادية للصين، فبوسع الشركة من خلالها أن تساعد البلاد في تحقيق أهدافها المرتبطة بالابتكار والتطوير المتسارع والاستدامة، وفي الوقت نفسه، إنجاز تحول أسرع وأكثر سلاسة على صعيد قطاع الطاقة العالمي من خلال التركيز على كافة الأولويات.
وكما هو الحال مع الصين، تظل أرامكو السعودية ملتزمة بأهداف اتفاقية باريس لمواجهة تحديات التغيُّر المناخي، انطلاقًا من الإيمان بأن قطاعات الصناعة العالمية والأطراف الموقعة على الاتفاقية لا بد أن تتعاون معًا وفق خطط عمل واقعية وأولويات عملية.
وفي هذا الصدد، قال الناصر: "يتوجب علينا خفض مزيد من الانبعاثات الكربونية الناجمة عن مصادر الطاقة الحالية التي لها أهمية كبيرة، فهذه مهمة عالمية رئيسة يجب إنجازها لما فيه خير الاقتصادات والمجتمعات ومستقبل الكوكب الذي نعيش عليه، وهذا بالضبط ما نعكف حاليًا على تحقيقه في أرامكو السعودية".
وأضاف قائلًا: " تتمثل إحدى الأولويات في تطوير بنية تحتية جديدة للطاقة، وتذليل العقبات الفنية والاقتصادية التي تواجهها مصادر الطاقة الجديدة. ولكن من منطلق واقعي، سيستغرق هذا الأمر بعض الوقت نظرًا لمحدودية بدائل النفط في عديد من المجالات، وهو ما يدفعنا إلى الاعتقاد بأن مصادر الطاقة الجديدة والحالية يجب أن تسير جنبًا إلى جنب لمدة ليست بالقصيرة. "
"سيظل ضمان استمرارية أمن الطاقة للصين على رأس أولوياتنا، ليس على مدى الأعوام الخمسة المقبلة فحسب، وإنما على مدى 50 عامًا مقبلًا وأكثر." أمين حسن الناصر
وقال الناصر إن استثمارات أرامكو السعودية في مشاريع التكرير والمعالجة والتسويق المتكاملة يمكن أن تُسهم في تلبية احتياجات الصين المرتبطة بقطاعي النقل الثقيل والكيميائيات، وكذلك الأمر بالنسبة لمواد التشحيم والمواد اللامعدنية، كما يمكن للشركة من خلال شبكة مراكز أبحاثها العالمية أن تساعد الصين في تحقيق أهدافها في مجالات الابتكار والتطوير والاستدامة.
وفي الوقت الراهن، هناك تعاون قائم بين مركز أبحاث أرامكو السعودية في بكين والجامعات والشركات الصينية في النواحي التالية:
– تطوير أنظمة مستقبلية أنظف لمحركات الوقود.
– تحويل النفط الخام إلى كيميائيات بالتحفيز الكيميائي.
– التركيز الكبير على خفض انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، وإعادة تدوير هذه الغازات وإزالتها.
وقال الناصر: "مع بزوغ فجر عصر جديد، نتطلع إلى زيادة إسهاماتنا وتعزيزها في مجال تحقيق التنمية الاقتصادية الصينية والرخاء المشترك، ونسعى مع كل خطوة نخطوها قدمًا إلى العمل جنبًا إلى جنب مع شركائنا الصينيين، لتبصر هذه الأولويات الإستراتيجية المتوافقة النور، وتعود بالنفع والفائدة. "
يُعقد منتدى الصين للتنمية (CDF) سنويًا منذ عام 2000م، وهو أحد أكبر المنتديات الاقتصادية التي تنظمها جمهورية الصين الشعبية، ممثلة في مركز بحوث التنمية التابع لمجلس الدولة. يشهد المنتدى حضورًا لكبار المسؤولين الحكوميين الصينيين والعالميين، وقادة الأعمال، وكبار الأكاديميين، حيث يجتمعون للتركيز على القضايا الاقتصادية الأكثر إلحاحًا التي تواجه الصين. كذلك يناقش الاتجاهات الحديثة في عالم الأعمال والتقنية حول العالم والتعاون الدولي. موضوع منتدى هذا العام هو (الصين في رحلة جديدة نحو التحديث)، واستضافه رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ، والرئيس الصيني شي جين بينغ.