كيف نتغلب على الإجهاد؟

كيف نتغلب على الإجهاد؟
مع مرور ما يقرب من العام على بدء جائحة كوفيد-19، تلاحظ الشركات وجود جائحة أخرى مرتبطة بها، تتمثَّل في شعور الموظفين بالإجهاد. فمنذ أن أصبحت زيادة أعباء العمل، وترتيبات العمل البديلة، والاجتماعات على تطبيق (زوم)، أمورًا شائعة في بيئة العمل، أصبح عديد من الموظفين يعانون من الإجهاد على الصعيدين النفسي والجسدي.
وفي إحدى المقالات الحديثة في مجلة هارفارد للأعمال، تطرَّقت جنيفر موس، المؤسسة المشاركة وعضوة مجلس الإدارة في شركة (بلاستيسيتي لابز)، التي تعمل في مجال تقديم الاستشارات حول ما يرتبط ببيئة العمل، إلى مناقشة بعض أسباب الإجهاد، وبعض الطرق التي تمكِّن المؤسسات من العثور على حلول للحد منه.
وقد خلص المقال إلى أن هناك عوامل متى ما توفَّرت في المؤسسات، فإنها ستحظى بقدر أقل من الإجهاد لدى موظفيها. وفيما يلي نستعرض هذه العوامل:

ربط أعمالنا اليومية برسالة الشركة

وجدت الدراسات الحديثة أن الأشخاص الذين يمتلكون فهمًا أكبر للهدف من عملهم يتمتعون بمستويات أقل من الإجهاد. وعلى الرغم من أن هذه الدراسات قد تكون أكثر صلة بالعاملين في مجال المعرفة من أولئك الذين يقدمون الاستجابة الأولية أو العاملين في الصفوف الأمامية، فإن هنالك بيانات كافية تشير إلى أن القوى العاملة التي تفهم أهمية عملها للمجتمع أو الاقتصاد، تتمتَّع بقدر أكبر من الشعور بالرضا الوظيفي.

إمكانية التحكم بعبء العمل

يمكن للمؤسسات إظهار قدر أكبر من التواصل حول الأولويات، والمهمات التي يمكن للموظفين التعامل معها بمرونة. بالإضافة إلى ذلك، فإن استبدال الاجتماعات المباشرة بالمكالمات عبر تطبيق (زوم) أو (سكايب) يمكِّن المؤسسات من معالجة «معضلة الاجتماعات»، وذلك من خلال مراعاة النقاط التالية:
■ اسأل: هل هذا الاجتماع ضروري؟
■ إذا كان كذلك، فهل ينبغي أن يكون مكالمة مرئية؟ وهل ينبغي أن يستمر لأكثر من 30 دقيقة؟ ومن يتوجَّب عليه الحضور؟ وهل بالإمكان إغلاق الكاميرات لبعض الوقت من أجل الاستراحة؟
■ ابدأ المكالمة بالاطمئنان على المشاركين، واسأل: كيف حال الجميع؟ وهل يحتاج أحدٌ إلى مغادرة هذا الاجتماع مبكرًا؟

الشعور بإمكانية مناقشة ما يتصل بصحتك النفسية

في استطلاع حديث للرأي، أعرب ما يقرب من نصف المشاركين عن عدم اعتقادهم بإمكانية مناقشة ما يرتبط بصحتهم النفسية في بيئة العمل، فيما أعرب %65 من هؤلاء عن أنهم يعانون من الإرهاق «في كثير من الأحيان».
إن الخطوة الأولى تكمن في خلق ثقافة تراعي الجوانب النفسية في بيئة العمل، من قبيل تجنب ردود الفعل الغاضبة في حال وجود الأخطاء، أو فوات موعد تسليم بعض الأعمال، بل بدلًا من ذلك، ينبغي التركيز على الحلول البنَّاءة لكيفية إعادة المشروع إلى مساره.
كما يمكن للمؤسسات أن توفر للموظفين إمكانية الحصول على الدعم الصحي النفسي، بما في ذلك تقديم موارد التوعية اللازمة عبر الإنترنت، وتفعيل نظام ساعات العمل المخفضة أو المرنة، وبرامج التوعية الفردية.
كما أن اطمئنان المديرين على الموظفين من خلال التقارير التي تقدَّم مباشرة عند حدوث الأزمات هو أمر مهم. إن مجرد السؤال عن الحال، أو عن الطريقة التي تستطيع بها تقديم المساعدة، يمكن أن يكون له تأثير كبير على صحة الموظف النفسية.

وجود المدير المتعاطف

إن الاستماع إلى التقارير المباشرة، والتواصل بشكل متفهم، يزيدان من الرضا الوظيفي، ويقلِّلان من الإرهاق، ويعزِّزان الصحة النفسية. إن الاستماع هو المفتاح، فالمديرون الذين يعطون الموظفين مساحة للمشاركة، والذين يثبتون استماعهم من خلال العمل على إفادات موظفيهم، ينجحون في توطيد شعور أقوى بالثقة. وسيتمثل تأثير ذلك في أن القوى العاملة ستكون أكثر صحة وقدرة على الصمود.

تعزيز أواصر الارتباط بالأسرة والأصدقاء

لطالما كانت أماكن العمل مكانًا لبناء الصداقات. ومع إدخال الشركات لمزيد من ترتيبات العمل المتنوعة، وتقنيات الاجتماعات عن بُعد، أصبحت بعض الشركات تُعنى بأهمية الروابط الاجتماعية فيما يتعلق بالصحة النفسية. وتقوم بعض الشركات الآن بتطوير حلول هجينة تسمح للموظفين بالتواصل والتعاون شخصيًا وافتراضيًا، والسماح للموظفين باتخاذ القرار فيما يتعلق بترتيبات العمل المناسبة لهم، والتي تعطيهم القدرة على الإنجاز والإبداع.
إن الدرس الأهم هو أن الشركات بحاجة إلى التعلم من أزمة كوفيد-19 للتحضير لأي أزمة مقبلة. فمن الواضح أن الشركات التي كانت تعالج بالفعل مشكلة الإرهاق كانت ذات السبق في توقع المشكلات التي قد يواجهها الموظفون أثناء أوقات الحظر وفرض التدابير الاحترازية. والآن، بعد أن اكتسبت الشركات عامًا من الخبرة، فقد حان الوقت للتكيف والنمو لتصبح أقوى وفق ما تمليه التجربة.


عوامل تحد من الإجهاد في بيئة العمل

■ ربط أعمالنا اليومية برسالة الشركة
■ إمكانية التحكم بعبء العمل
■ الشعور بإمكانية مناقشة ما يتصل بصحتك النفسية
■ وجود المدير المتعاطف
تعزيز أواصر الارتباط بالأسرة والأصدقاء



عندما يعاني الناس من الإجهاد، فإنهم يجنحون إلى العزلة والنأي عن الأُسرة والأصدقاء. وكموظفين أو مسؤولين، يمكننا جميعًا التواصل مع أولئك الذين انقطعت أخبارهم مدة من الزمن.
وقد وضعت دائرة التدريب والتطوير دورات للتعلُّم الإلكتروني حول الصحة النفسية والعاطفية، فيما قدَّم مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي موارد عبر الإنترنت تتمثل في دليل الصحة النفسية، كما قدَّم برنامجًا تدريبيًا تفاعليًا يُعدُّ الأول من نوعه، وهو متاح باللغتين العربية والإنجليزية عبر الموقع الإلكتروني للمركز.
وللحصول على المساندة فيما يرتبط بالصحة النفسية خلال جائحة كوفيد-19، يمكن الاتصال بمركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي على الرقم: 0138701919
تُقدَّم هذه الخدمة من الأحد إلى الخميس من الساعة الثامنة صباحًا وحتى الثالثة عصرًا.
 
Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge