نجاحٌ يتجاوز الصعاب في خريص..
جولة السلامة تشهد على المرونة والتصميم في وجه التحديات غير المسبوقة
أعرب رئيس أرامكو السعودية، كبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين حسن الناصر، عن تقديره للجهود التي بذلها موظفو إدارة الإنتاج في خريص في مواجهة التحديات الكبرى، وذلك في إطار جولة للسلامة أجرتها الإدارة التنفيذية مطلع الأسبوع الحالي في مرافق الشركة في خريص.
وكما هو الحال بالنسبة لبقيق، كانت مرافق الشركة في خريص قد تعرَّضت لهجمات في شهر سبتمبر من عام 2019م، لكنها تجاوزتها بنجاح منقطع النظير، قبل أن تنطلق إدارة الإنتاج في خريص في رحلة التصدي لجائحة كوفيد-19 العالمية العام الماضي، دون تسجيل أي حالة نشطة للإصابة بالفيروس.
وقال الناصر: «ما تحقَّق في أعقاب تلك الهجمات من خلال هذا الفريق كان أمرًا رائعًا، فقد جعلتمونا جميعًا في غاية الفخر. إنها قصةٌ تستحق أن تُروى للأجيال المقبلة».
٢٠٢٠م عام التحديات
وخلال الجولة، أوضح الناصر أن 2020م كان عامًا زاخرًا بالتحديات، ولكن الموظفين تمكنوا من صنع الفارق.
وأكمل الناصر حديثه حول العام الماضي مشيرًا إلى أنه كان أحد أكثر الأعوام صعوبة على الإطلاق، وأنه ألحق ضررًا بالغًا بصناعة الطاقة، مؤكِّدًا التزام أرامكو السعودية تجاه تنويع أعمالها وخفض الانبعاثات.
كما تحدَّث الناصر عن برنامج الشركة الداخلي لتقديم اللقاح ضد كوفيد-19 من خلال شريك الرعاية الصحية، مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي، حاثًّا جميع الموظفين على مواصلة الاهتمام بصحتهم وصحة من حولهم خلال الجائحة.
وفي ختام حديثه، قال الناصر إن الشركة تسعى إلى تعزيز الاستفادة من التقنيات الرقمية في أعمالها، مما سيساعد على تحقيق أهدافها وتطلعاتها، مضيفًا أنه يتطلع إلى رؤية مزيد من التقنيات وهي تدخل حيِّز التطبيق.
استعراض الإنجازات
وقد رافق الناصر في جولته كلٌّ من نائب الرئيس لأعمال الزيت في منطقة الأعمال الجنوبية، الأستاذ خالد البريك، والمدير العام لإنتاج الزيت في منطقة الأعمال الجنوبية بالوكالة، الأستاذ عبدالعزيز الصالح، ومدير إدارة الإنتاج في خريص، الأستاذ صلاح الجعيدان، إلى جانب نائب الرئيس للسلامة والأمن الصناعي، الأستاذ عالي الزهراني، والمدير التنفيذي للخدمات الهندسية، الأستاذ معتز المعشوق.
وخلال العرض الافتتاحي، أوضح الجعيدان الإنجازات الرئيسة للمنشأة خلال الأوقات العصيبة الماضية، بما في ذلك إعادة مرفق المعالجة المركزية في خريص إلى حاله الذي كان عليه قبل هجمات 2019م، والفوز بعديد من الجوائز المحلية والعالمية، بما فيها تكريم المنتدى الاقتصادي العالمي للمنشأة بوصفها منارة صناعية في مجال تبنِّي تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، وجائزة الملك عبدالعزيز للجودة من الفئة الذهبية.
كما جاءت الإشارة إلى إتمام مشروع زيادة الإنتاج في خريص بنجاح، حيث يُعدُّ أحد المشاريع الرئيسة في المنشأة، وقد أسهم في رفع الإنتاج في خريص بمقدار 300 مليون برميل في اليوم، وقد جاء ذلك على الرغم من توقف المشروع مرتين، أولاهما خلال عام 2016م، والثانية أثناء الجائحة.
إلى جانب ذلك، أوضح الجعيدان أن الإدارة قد نجحت في تخطي هدفها فيما يرتبط بالالتزام بالأمن السيبراني بنسبة بلغت %2.
عروضٌ تقديمية
وتضمَّنت الجولة سلسلة من العروض، حيث قدَّم ملاحظ الأشغال، بدر البابطين، عرضًا تركَّز حول الجهود المبذولة لتحقيق أعلى مستويات التميُّز في جوانب الصحة والأمن والسلامة. وشملت نقاط القوة التي تم التطرُّق إليها: استمرارية الأعمال، ونظام إدارة المخاطر، وشراء المواد وإدارتها، والتوطين. كما تمت الإشارة إلى التزام الإدارة تجاه البيئة.
كما قدَّم محمد العبدالمحسن، وهو مستشار أعلى لأعمال التشغيل، لمحة عامة عن (السلامة في عصر التحوُّل الرقمي)، حيث أشار إلى الأعمال الذكية في مجال إنجاز الآبار، والاستفادة من الروبوتات المتقدمة وتطبيقات تعلُّم الآلة، كما قدَّم نبذة عن مركز الثورة الصناعية الرابعة التابع لأعمال الزيت في منطقة الأعمال الجنوبية.
وكانت حلول إنترنت الأشياء لتحسين أعمال الإنتاج وتعزيز السلامة موضوع العرض الذي قدَّمه مهندس الإنتاج، فارس طلبه.
كما قدَّم مهندس أعمال التشغيل، حاتم باجعيفر، عرضًا مختصرًا حول سلامة الأعمال عند الحاجة إلى تجاوز وحدة تركيز النفط، فيما تحدَّث مهندس أعمال التشغيل، عبدالله الزهراني، عن العزل الآمن لإحدى وحدات تركيز النفط المصنوعة من سبائك معدنية تحتوي على التيتانيوم.
إلى جانب ذلك، استعرض معاذ محمود، المنسق البيئي في خريص، رحلة الإدارة نحو خفض انبعاثات الغازات الدفيئة، بينما قدَّم مهندس أعمال التشغيل، ياسر الشعلان، شرحًا عن جهاز لموازنة الرافعة الشوكية.
واستعرض بندر الحربي، خبير أعمال اللحام، جهازًا متنقلًا يُساعد في قلب ألواح العزل للأنابيب، فيما أعطى المهندس، عمر الجلال، نُبذة عن تطبيقات المواد اللامعدنية وسير الأعمال.
التصميم
وأوضح الجعيدان للإدارة التنفيذية أن إتمام مشروع زيادة الإنتاج في خريص خلال الجائحة كان شاهدًا على التصميم والمرونة اللذين تتحلَّى بهما الشركة وموظفيها.
وقال الجعيدان: «هذه الإنجازات كانت أيضًا شاهدًا على التزام وتفاني الجميع في مواجهة التحديات».
وأضاف الجعيدان: «نجحنا في بلوغ سقف جديد من خلال الفوز بجائزتين مرموقتين العام الماضي، هما جائزة الملك عبدالعزيز للجودة، وجائزة المنتدى الاقتصادي العالمي».
وقال الجعيدان: «أود أيضًا أن أشير إلى أن خريص هي الموطن الأم لعديد من النباتات والحيوانات البرية، في ظل امتداد نطاق أعمال الشركة ليشمل المناطق البيئية ومناطق التنوع الحيوي في المملكة. ولذا، فإننا نأخذ بعين الاعتبار حماية واستدامة البيئة الطبيعية للأجيال المقبلة، حيث إن ذلك يمثِّل جزءًا من نجاحنا المستمر».
يمثِّل إتمام مشروع زيادة الإنتاج في خريص خلال الجائحة شاهدًا على التصميم والمرونة اللذين تتحلَّى بهما الشركة وموظفوها، حيث يُسهم المشروع في زيادة الإنتاج بمقدار 300 ألف برميل من النفط يوميًا.