أرامكو السعودية تعرض رؤيتها للاقتصاد العالمي في مؤتمر أسبوع سيرا للطاقة

لقد تم حجب هذا الفيديو عن المشاهدة

الرجاء منح الموافقة
ناقش كبار المسؤولين التنفيذيين في أرامكو السعودية الاتجاهات الاقتصادية واتجاهات قطاع النفط والغاز والتحول في قطاع الطاقة في دورة مؤتمر أسبوع سيرا للطاقة لعام 2021 الذي يعد واحدًا من أبرز مؤتمرات الطاقة على مستوى العالم. 

نُظمت هذه الدورة من المؤتمر عن بعد في أعقاب سنة 2020 الاستثنائية الصعوبة التي أفرزت جائحة كورونا خلالها تداعيات عميقة طالت الاقتصاد العالمي وقطاع الطاقة، ولكن أرامكو السعودية حققت في هذه السنة عددًا من الإنجازات المتمثلة بالاستحواذ على حصة تبلغ 70% في شركة سابك، والوصول إلى مستوى إنتاج تاريخي، ومواصلة إمداد العالم بالطاقة التي يحتاجها بموثوقية وأمان. 


وشارك معالي رئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية، الأستاذ ياسر بن عثمان الرميان، ورئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، الأستاذ أمين بن حسن الناصر، في المؤتمر الذي ينظم هذا الأسبوع من 1 إلى 5 مارس، كما يشارك في المؤتمر مسؤولون تنفيذيون بارزون ومسؤولون حكوميون وقادة فكر وأكاديميون ورواد في ابتكارات التقنية وقادة من القطاع المالي. 

مزيد من الفرص في الاستثمار

وأشار الأستاذ ياسر الرميان خلال جلسة أسئلة وإجابات جمعته مع دانييل يرقن، نائب رئيس مجلس إدارة شركة "آي إتش إس ماركت" ورئيس مؤتمر أسبوع سيرا للطاقة، إلى أن الطرح العام الأولي لأرامكو السعودية عام 2019 يمكن أن يكون مجرد البداية لدخول الشركة إلى الأسواق العالمية باعتبارها شركة مدرجة في السوق المالية. 
وقال الرميان: "كان الطرح العام الأولي لأرامكو السعودية عام 2019 هو الأكبر، وأعتقد أنه لا يزال الأكبر في تاريخ عمليات الطرح العام الأولي،  كما أعتقد أنه حال تلمسنا لتحسن الأوضاع الاقتصادية ولزيادة إقبال المؤسسات والمستثمرين على الاستثمار فإننا سندرس بيع المزيد من أسهم أرامكو السعودية، والقرار بشأن ذلك يعود لحكومة المملكة".

يأتي المؤتمر في وقت ينطوي على تغيرات كبيرة بالنسبة للاقتصاد العالمي ولمكانة قطاع الطاقة باعتبارها من العوامل التي تدفع عجلة النمو، فالتقنيات المتقدمة والقطاعات الجديدة والناشئة والتحول في أنماط الاستهلاك وتزايد الطلب على الحلول المنخفضة الانبعاثات الكربونية تسهم جميعها في تغيير المشهد الذي يجب على قادة قطاع الطاقة اتخاذ قرارات في إطاره. وقد أسهمت جائحة كورونا في إبراز هذه المسائل لأنها دفعت قادة قطاع الطاقة إلى التكيف والابتكار حتى تستمر حركة العجلة الاقتصادية العالمية.  


مواجهة الجائحة بالمرونة والرقمنة

وقد قال الأستاذ أمين الناصر خلال حلقة نقاش نظمت عن بعد مع مايك ويرث، رئيس شركة شيفرون وكبير إدارييها التنفيذيين، أدار يرقن دفتها: "فرضت الجائحة على العالم واقعًا ينطوي على جوانب قاسية، ولكنها مكنتنا من التركيز بشكل أكبر على المرونة التي منحتنا القدرة على التكيف بما يكفل التجاوب السريع مع التقلبات التي تشهدها الأسواق. فنحن نواجه أكبر أزمة خلال قرن من الزمن، ولكن قطاع أعمالنا معتاد على الظروف الصعبة. دفعت الجائحة المؤسسات إلى تحسين الطرق التي تمارس بها أعمالها وتسريع وتيرة المضي في خططنا المتمثلة بالتحول إلى التقنيات الرقمية في أعمالنا باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة وإنترنت الأشياء في القطاع الصناعي".
ولحسن الحظ فإن الابتكار التقني من بين نقاط القوة التي تتمتع بها أرامكو السعودية. ففي السنة الماضية، على سبيل المثال، انضم معمل خريص إلى معمل الغاز في العثمانية، ليكون منارة صناعية بحسب تصنيف المنتدى الاقتصادي العالمي، نظير اعتماده لتقنيات الثورة الصناعية الرابعة مثل مجسات الآبار الذكية وتقنية تعلم الآلات وروبوتات التفتيش عن بعد، وبالإضافة إلى ذلك استخدمت الشركة تقنيات مبتكرة أخرى مثل الخوذة الرقمية للمفتشين التي تتيح إمكانية استقبال البث المباشر من المفتشين في الميدان وتجنب تعرض عدد أكبر من كوادر فرق التفتيش للمخاطر.    
"فرضت الجائحة على العالم واقعًا ينطوي على جوانب قاسية ولكنها مكنتنا من التركيز بشكل أكبر على المرونة التي منحتنا القدرة على التكيف بما يكفل التجاوب السريع مع التقلبات التي تشهدها الأسواق. فنحن نواجه أكبر أزمة خلال قرن من الزمن ولكننا معتادون على الظروف الصعبة.  وقد دفعتنا الجائحة إلى تحسين الطرق التي نمارس بها أعمالنا وتسريع وتيرة المضي في خططنا المتمثلة بالتحول إلى التقنيات الرقمية." أمين الناصر

فرص التعافي تشع في الأفق

وعلى الصعيد الاقتصادي، عبر الناصر عن هاجس يشغل باله وهو التعافي من مشكلة فقد العديد من الناس لوظائفهم خلال فترة الجائحة، ولكنه أشار إلى وجود مؤشرات تدل على التوسع الاقتصادي ونمو الطلب على النفط ليصل إلى المستويات التي كان عليها قبل ظهور جائحة كورنا في الصين وشرق آسيا وفي الهند على وجه الخصوص. وأضاف الناصر: "اقتصادات أوروبا والولايات المتحدة تتعافى بوتيرة أبطأ، ولكن الانتشار السريع للقاحات مدعاة للتفاؤل". 
واستطرد في حديثه قائلًا: "بعد الانخفاض الذي شهده العام الماضي في الطلب على النفط فإن هناك مؤشرات إيجابية حاليًا تدل على أن السوق تتحسن اليوم".

مواصلة الالتزامات البيئية 

"أرامكو السعودية كانت ولا تزال مستمرة بالوفاء بالتزاماتها المتعلقة بحلول الوقود النظيف الذي سيسهم في الحد من الانبعاثات الكربونية بما في ذلك زيادة إنتاج الغاز الطبيعي باعتباره مصدر وقود أنظف لأسواق الطاقة المحلية والعالمية.   ستتمتع الشركة "بإمكانات كبيرة" على صعيد تطوير الهيدروجين كمصدر للوقود. وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار شحنات الأمونيا الزرقاء غير المسبوقة التي وردتها لليابان في شهر سبتمبر الماضي فسنرى أن أرامكو السعودية تمكنت من تحقيق مستويات جديدة في الحد من انبعاثات الكربون".   
وما الإنجازات التي تحققت في مجال أنواع الوقود النظيفة سوى مثال واحد فقط على الطريقة التي تضطلع الشركة من خلالها بدورها الجاد كشركة رائدة في قطاع الطاقة العالمي، فخططها المتعلقة بالقضايا البيئية والاجتماعية والحوكمة معدة لتحقيق آثار إيجابية على مستوى العالم وفي المناطق التي تمارس فيها أعمالها. 
وقال الناصر: "تشكل القضايا البيئية والاجتماعية والحوكمة جزءًا لا يستهان به من إستراتيجية أرامكو السعودية. ولطالما انصب تركيزنا على مصالح الأطراف ذات العلاقة".
"ندعم جميعًا القضايا البيئية والاجتماعية والحوكمة، ولكن وجود إطار عمل واحد يُعتقد أنه يناسب الجميع أو عددٍ كبير من أطر العمل لن يجدي نفعًا، إذ يجب أن يُركز إطار العمل على الأطراف المعنية، وأن يكون شاملاً بالدرجة الأولى، فعلى سبيل المثال؛ لدينا قاعدة عملاء عالمية ولكن ثلاثة أرباع عملائنا تقريبًا موجودون في الأسواق الناشئة، وهذا هو السبب الذي يدعو للتوازن عند إعداد إطار عمل مشترك".
جلسات ومحاور دورة مؤتمر أسبوع سيرا للطاقة لعام 2021 مستوحاة من  كتاب يرقن الجديد الذي جاء بعنوان: "الخارطة الجديدة: الطاقة والمناخ وصدام الأمم".
Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge