أُحيلت سفينة الأعمال المميَّزة، رمثان-2، مؤخرًا، إلى التقاعد بعد أن خدمت أسطول أرامكو السعودية بإخلاص لأكثر من 40 عامًا.
السفينة المسماة باسم الدليل الشهير خميس بن رمثان، كانت قد بُنيت في حوض إيشيكاواجيما للسفن في اليابان عام 1979م، ودخلت في خدمة الشركة في العام نفسه.
وبينما قد يستعمل كثير من الناس في شتى بقاع الأرض عبارة "رحلت ولكنها لن تُنسى" حال انتهاء جائحة كوفيد-19، فإن هذه العبارة أصبحت ذات معنى خاص عند موظفي إدارة الأعمال البحرية، عقب احتفالهم بإحالة السفينة إلى التقاعد في 31 ديسمبر2020م.
سفينة بديلة بقدرات أفضل
وقد بُنيت سفينة الأعمال البحرية متعددة الأغراض، رمثان-2، لتلبي عديدًا من المهمات في البحر. ونظرًا لتزويدها بقدرات تدعم أعمال الغطس، فقد ساندت أعمال التشغيل والصيانة لعوّامات الإرساء الست ذات الرباط المفرد في فرضة الجعيمة على مدار الساعة، لتُسهم بذلك في ضمان عدم تعرض صادرات النفط لأي تعطيل.
ومثلت مهمة إيجاد سفينة بديلة ذات قدرات مشابهة لـرمثان-2 تحديًا كبيرًا، خصوصًا مع ضرورة اشتمالها في الوقت نفسه على أحدث التقنيات، وتحسينات تتعلق بشؤون السلامة، بالإضافة إلى معايير تشغيلية أفضل.
قد زادت القيود المفروضة حول العالم خلال جائحة كوفيد-19 من صعوبة هذه المهمة، فالخيارات الموجودة في السوق، القادرة على توفير المتطلبات التشغيلية والحركية اللازمة، كانت محدودة.
واستقر الأمر على سفينة التزويد البحرية، زامل-601، التي تم شراؤها من خلال مقاول محلي هو شركة "زامل أوف شور سيرفسز"، حيث خضعت السفينة الجديدة لتعديلات جوهرية في حوض للسفن في الدمام. وقد شملت التعديلات:
- إزالة 70 طنًا من الصلب من تدعيمات السفينة العلوية لسحب خرطوم الشحن بكفاءة أكبر.
- تركيب 33 طنًا من مقويات الصلب لزيادة سعة التحمل في ظهر السفينة.
- تزويد ظهر السفينة بملحق مسبق الصنع لزيادة مساحة العمل وتحسين استقرار السفينة.
- إضافة رافعة مزوَّدة بجهاز تثبيت موازن لتقليل تأثير الأمواج في أعمال الرفع.
إلى جانب ذلك، زُوِّدت زامل-601 بنظام إطفاء من طراز (كلاس-1) لتعزيز قدرات إدارة الأعمال البحرية على الاستجابة للطوارئ، كما تم تركيب رافعة صغيرة يتم التحكم بها عن بُعد على ظهر السفينة، وذلك لغرض التقاط الخراطيم من المياه، وبذلك انتفت الحاجة إلى اشتراك فريق الصيانة في أداء هذه المهمة بشكل يدوي.
وقد أثبتت زامل-601 قدرتها على أن تحل محل رمثان-2. ومع توفُّر أحدث التقنيات في مجال هذه الصناعة في السفينة البديلة، إلى جانب الالتزام الذي يحمله فريق العمل، والحافز والمعرفة والمهارات التي يتحلَّى بها، فإن عملية نقل الأعمال قد تمت بيسر.
ويتألف طاقم السفينة من أفراد يعملون في أدوار مختلفة تتضمن الملاحة، وأعمال ظهر السفينة، والأعمال الهندسية، والغوص، وكذلك الضيافة.
التخطيط للتغيير
زامل-601 تعمل أيضًا كعيادة طبية بحرية، فهي مزودة بمنشآت لتوفير العناية في حالات الطوارئ والإسعاف الأولي. ودائمًا ما يكون هناك طبيب على متن السفينة ليعتني بالطاقم على مدار 24 ساعة، ويقدِّم الإسعاف اللازم لأي حالة طارئة في منطقة الجعيمة للأعمال البحرية.
قصة نجاح السفينة الشابة زامل-601 في خلافة رمثان-2 هي تذكير بأن التغيير لا مفر منه، وبالنظر إلى صعوبته، فإن هذا التغيير يمثِّل شاهدًا على نجاح التوجه الإيجابي لدى إدارة الأعمال البحرية نحو توقع التغيير والتخطيط له على أكمل وجه. ويبقى التغيير مسعىً ضروريًا لاستثمار التقنيات الجديدة وبلوغ التميُّز المنشود.
جديرٌ بالذكر أن رمثان-2 يتم تجهيزها للبيع مع سفن متقاعدة أخرى من السفن التي تمتلكها الشركة، كجزء من إستراتيجية إدارة الأعمال البحرية لاستبدال أسطولها المتقدم في السن. ويُتوقع أن تسلَّم للمالك المستقبلي خلال الربع الثاني من عام 2021م.
وتمثِّل إدارة الأعمال البحرية جزءًا مهمًا من دائرة الخدمات الصناعية في أرامكو السعودية، حيث تمتلك الإدارة أسطولًا من السفن يمكن الاعتماد عليه في تقديم خدمات متنوعة لدعم أعمال التنقيب والإنتاج، ونقل النفط داخل مناطق الامتياز البحرية للشركة وحولها.