العالم أجمع احتفى قبل أيام باليوم العالمي للإذاعة

إذاعة أرامكو السعودية تكمل 64 عامًا من البث وتصل إلى مليون مستمع

 إذاعة أرامكو السعودية تكمل 64 عامًا من البث وتصل إلى مليون مستمع
إذا قمتَ بتشغيل الراديو في أي مكان من أرجاء المنطقة الشرقية، فمن المحتمل أن تستمع لأحدث الأغاني المنتشرة حاليًا على استوديو 1 إف إم، أو ربما تناهت إلى سمعك إيقاعات موسيقية آسرة في برنامج "وورلد ميوزك" على استوديو 2 إف إم.

تزود كلتا القناتين المستمعين بموسيقى خالية من الإعلانات على مدار الساعة، وبرامج معدة بعناية مع مراعاة ما يفضله المستمعون ويميلون إليه. تُبث هاتان القناتان إلى أكثر من مليون مستمع يوميًا، ويرافق بثهما الناسَ للعمل كل يوم صباحًا حيث تقدمان خدمة عالية الجودة للأخبار والترفيه. 

يعود تأسيس وتوفير الخدمات الإذاعية في أرامكو السعودية إلى عقود طويلة مضت، وفي حين يتم الاحتفال باليوم العالمي للإذاعة في 13 فبراير من كل عام، وبمرور أكثر من 110 أعوام على انطلاق خدمة الراديو عالميًا، يصادف هذا العام مرور 64 عامًا على الإطلاق الفعلي لقنوات أرامكو الإذاعية.

تطور إذاعة أرامكو

قطعت محطات إذاعة أرامكو السعودية شوطًا طويلًا منذ بدايات إنشائها في أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي. في ذلك الوقت، لم تكن هناك محطات إذاعية لكيلومترات عدة، وبناءً على طلب موظفي الظهران والمقيمين، تم تشغيل الموسيقى على مكبرات الصوت في بعض المرافق الترفيهية في الحي السكني التابع للشركة بالظهران. وبعد عدة عقود، وفي عام 1957م تحديدًا، بدأت المحطات البث على الهواء على نطاق الأيه إم، قبل أن تتحول إلى الإف إم في منتصف السبعينيات.

وحول تلك البدايات قال المشرف على خدمات البث الإذاعي في الشركة، جيمس بيكر، إن القنوات الإذاعية كانت في الأصل توفر الأخبار وتقدم ما تخفف به من وطء الغربة لدى الموظفين الأجانب وأفراد أسرهم أثناء سنوات عملهم في الغربة بعيدًا عن أوطانهم، ومن ثم اتسع نطاق تغطيتها ليشمل محيطًا أوسع في منطقة الظهران والمناطق المجاورة لها. وأضاف: "مر وقت كانت تستخدم فيه القنوات الإذاعية لبث الصوت الخاص بالقناة التلفزيونية المملوكة لشركة أرامكو باللغتين العربية والإنجليزية". وذكر أيضًا أنه عند انتهاء بث المحطة التلفزيونية كل يوم، تواصل قنوات الراديو خدمتها ببث الموسيقى الغربية.

ولم يكن يعرف الكثير من المستمعين أن تلك القنوات الإذاعية تنتمي إلى أرامكو حتى عام 2012م، عندما قررت الشركة وضع علامة تجارية لتلك القنوات والاستفادة منها كمنصة اتصالات للشركة. وقال بيكر: "لقد كانت فرصة لأرامكو السعودية لممارسة دور قيادي للمجتمع وتقديم وجه جديد لعلامة أرامكو السعودية التجارية، ففي نهاية المطاف يقضي المستمع معنا يوميًا وقتًا أكثر مما يقضيه في أي منصة أخرى".

 

محتوى جديد على مدار الساعة 

ربما كان هذا الإحساس بالانتماء لأرامكو السعودية هو ما أدى إلى زيادة أعداد المستمعين خلال السنوات القليلة الماضية. من جانبه، قال رئيس قسم الإنتاج الإعلامي، أسامة القاضي: "تُظهر استطلاعاتنا أن المستمعين السعوديين والشباب منهم على نحو خاص باتوا يتابعون قنواتنا أكثر من أي وقت مضى". كان "توطين" هذه القنوات الإذاعية على رأس قائمة مهام القسم منذ البداية، إلى جانب استطلاع آراء المستمعين لمعرفة المزيد عن اهتماماتهم، وتقديم عروض جديدة وجذابة للجمهور على مدار اليوم.

وأضاف القاضي: "لقد قمنا بتحديث كثير من المواد الموسيقية التي نبثها، وحاولنا أن نصبح أكثر معاصرة في استوديو 1، حيث قمنا بتطوير جميع إعلانات الخدمة العامة، ووظفنا كتابًا محليين متميزين، وبدأنا في توسيع شبكتنا وإضفاء طابع خاص على كل برنامج من برامجنا". في الآونة الأخيرة، قام الفريق أيضًا بتجديد استوديو 2 بالكامل من الموسيقى الكلاسيكية والجاز، وعلى مدى السنوات الست الماضية تحولت هذه القناة إلى واحدة من أفضل القنوات في المنطقة.

"تُظهر استطلاعاتنا أن المستمعين السعوديين والشباب منهم على نحو خاص باتوا يتابعون قنواتنا أكثر من أي وقت مضى". أسامة القاضي

ومن جانب آخر، قال المقدم في برنامج استديو 1 إف إم الصباحي ومدير استوديو 2 إف إم، سكوت بويز: "كانت مهمتنا إنشاء قناة تقدم لمستمعينا الموسيقى من جميع أنحاء العالم، ويسعدنا أن القناة لها هويتها الخاصة الآن". وبشكل أو بآخر، يمثل اتجاه المحطات الإذاعية انعكاسًا للثقافة المتنامية والتنوع في أرامكو السعودية. وفي هذا الصدد قال: "هناك دائمًا شيء جديد لتتعلمه عندما تتطلع إلى الخروج من دائرتك الثقافية".

 

شعور قوي بالانتماء للمجتمع


يُعد التعامل مع الجمهور جزءًا كبيرًا من العمل في الإذاعة، حيث أشارت مقدمة البرامج الإذاعية ومديرة وسائل التواصل الاجتماعي، دانة أبو خمسين، إلى أنها تعمل على إنشاء اتصال بنّاء مع الناس عوضًا عن مجرد التحدث إليهم. لذلك، بدلاً من الاكتفاء ببث معلومات حول أوقات البرامج والفقرات الغنائية، عملت على تحويل تركيز القناة لتصبح أكثر تفاعلية. وتشارك أبو خمسين حاليًا في استضافة برنامج "آل ريكويست" مع لميس العبودي. بدورها كشفت العبودي عن أن هذا العرض يتكون فقط مما يريد الناس سماعه عبر طلباتهم التي تصلنا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. وقالت: "لا شك أنه يمنحنا شعورًا رائعًا لأنك كمقدم للبرنامج تلمس من خلاله بوضوح أن هناك شخصًا ما منتبهًا لسماع برنامجك بكل تفاصيله، ونحن بالتأكيد لا نتعامل مع هذه المسؤولية باستخفاف".

قبل جائحة كورونا، بدأ هذا الثنائي الديناميكي في تغطية أحداث الشركة، ومنها مناسبات مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، وكذلك مهرجان الشرقية للموسيقى، حيث أجريتا مقابلات مباشرة مع عدد من الفنانين المشاركين. وحول ذلك، قالت أبو خمسين: "هناك الكثير من الموهوبين في المجتمع ونريد أن نمنحهم فرصة لمشاركة مواهبهم معنا. ولا شك أن تقديم فنانين محليين ناشئين هو بالتأكيد الخطوة التالية بالنسبة لنا".

شيء جديد كل يوم


تُعد الإذاعة من أقدم الوسائل التي صمدت بسبب بساطتها وفاعليتها. ويؤكد تلك الحقيقة بويز بقوله: "لقد حافظت الإذاعة على بقائها لأنها أعادت قولبة ذاتها بما يتناسب مع احتياجات المجتمع، وتقديم ما يهمه من موسيقى وأخبار طقس ومتابعات؛ فالناس يريدون أن يشعروا وكأنك جزء من مجتمعهم، وهذا ما نهدف إلى القيام به كل يوم".

لتحميل تطبيق استوديو 1 واستوديو 2 إف إم Google Play ِApp Store

Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge