حظيت استجابة أرامكو السعودية للهجمات ونجاحها في استعادة نظام النفط العالمي لما كان عليه بتقدير واسع في أوساط مجتمع الأعمال الدولي، وقوبلت جهودها بإشادة عالمية المستوى.
ويعود الفضل في تحويل الحادث الفظيع، الذي حدث العام المنصرم، إلى قصة نجاح إلى قدرات الموظفين، وتصميم المرافق، ووجود نظام راسخ مهيأ، حيث أثبت هذا النظام جدواه بكل ما للكلمة من معنى.
وفي هذا السياق، أعلنت منظمة (كونتنيوتي إنشورنس آند رسك) عن فوز عدد من الجهات في أرامكو السعودية، من بينها معامل بقيق، وإدارة الوقاية من الحريق، والأمن الصناعي، ومنع الخسائر، وإدارة المشاريع، وخدمات أحياء السكن، والخدمات الهندسية، والشؤون الحكومية، بجائزة استمرارية الأعمال العالمية المرموقة لعام 2020م.
وجاء الإعلان عن فوز معامل بقيق خلال حفل عُقد عن بُعد عقب تأهلها لتكون ضمن قائمة نهائية ضمَّت تسعة مرشحين من بين عشرات المرشحين الآخرين.
استمرارية الأعمال في مواجهة الشدائد
وعلى الرغم من الهجمات، التي تسبَّبت في نشوب 16 حريقًا طالت مصادر المواد الهيدروكربونية في مواقع مختلفة من مرافق الأعمال في بقيق، التي تعمل على قدم وساق تحت معدلات ضغط عالية، نجحت القوى العاملة في أرامكو السعودية في تنفيذ عملية العزل التام للمرافق، والخفض الكامل للضغط فيها على نحو آمن. وقد تم إخماد جميع الحرائق خلال سبع ساعات، مما أسهم في المحافظة على سلامة جميع العاملين في المعمل وسكان المنطقة المجاورة. واستعاد المعمل طاقته الإنتاجية جُزئيًا وعلى وجه السرعة خلال 48 ساعة، فيما عادت الطاقة الإنتاجية إلى ما كانت عليه خلال عشرة أيام، في جهود تُبرز الحرص على استقرار إمدادات الطاقة العالمية.
استجابة مميَّزة
ولعل ما جعل الاستجابة للحالة الطارئة إبان هجمات الرابع عشر من سبتمبر من العام الماضي أكثر تميزًا، هو تمكُّن فرق الطوارئ من تنفيذ إيقاف آمن وكامل لمرافق الأعمال الدقيقة والمعقَّدة، وذلك للمرة الأولى في تاريخ معامل بقيق، الذي يمتد على مدى 70 عامًا.
ولتنفيذ عملية الإيقاف التام، تمكَّنت خطط الاستجابة للطوارئ من إحراز المتطلَّبات، وقدَّمت الأدوات اللازمة لتنفيذ إجراء الإيقاف المعقد. وبوجود حرائق عديدة مستعرة في المرفق الهيدروكربوني، الذي كان العمل فيه قائمًا، تمكَّنت فرق العمل في معامل بقيق من عزل المرفق بأكمله على نحو آمن خلال أقل من ساعة واحدة، وذلك باستخدام نظام الإيقاف الطارئ، الذي كان له دور رئيس في السيطرة على الحادث والحد من تفاقمه.
وفي هذا السياق، قال نائب الرئيس لأعمال الزيت في منطقة الأعمال الجنوبية، الأستاذ خالد البريك: "جاءت الإدارة الفاعلة لاستمرارية الأعمال نتيجة لوجود موظفين على مستوىً رفيع من التدريب وكذلك التصميم المتين والمرن لمرافقنا".
وأضاف قائلًا: "هذه الإمكانات، التي يُضاف إليها استثمار استباقي اتُخذ استجابة لأنظمة مثل أجهزة التحكم بالطوارئ على أعلى طراز، أتاح إمكانية الاستجابة الحاسمة في الظروف الزاخرة بالتحديات بصورة استثنائية، وبالتالي استعادة آمنة وناجحة للإنتاج".
مرونةٌ راسخة
وهناك عديدٌ من الممارسات المثلى التي أسهمت جميعها في تبوء معامل بقيق لمكانة رائدة على خارطة استمرارية الأعمال، ومن بينها الاستثمار في الموظفين، والتدريب والشهادات، والتخطيط والاستعداد الفاعلين من خلال خطة استجابة للطوارئ، وتدرُّب فرق العمل باستمرار على تفعيل خطط الطوارئ، والتقييم الشامل لها على نحو سنوي، وتنسيقها مع النُظم الأخرى، مثل الجاهزية للحالات الطارئة، وخطط الطوارئ، وإدارة المخاطر العامة.
من جانبه، قال النائب الأعلى للرئيس للتنقيب والإنتاج بالوكالة، الأستاذ ناصر خالد النعيمي: "الاستجابة لحادث بهذا الحجم بأمان وسرعة هي خير شاهد على تركيز أرامكو السعودية الدؤوب على أن يقوم الموظفون المدربون جيدًا بتشغيل هذه المرافق، وكذلك على نظام معدٍّ إعدادًا جيدًا".
وأضاف: "هذه الجائزة نتيجة مباشرة للتعاون المدهش والكفاءة لدى كافة إدارات الشركة، وإنني لأشعر بالفخر بهذا التكريم العالمي الذي حظيت به أرامكو السعودية".
جديرٌ بالذكر أن معامل بقيق أصبحت المرفق الأول في المملكة، الذي يترشَّح إلى القائمة النهائية لجائزة استمرارية الأعمال العالمية وينجح في الظفر بها، وذلك خلال دورتها الرابعة والعشرين، حيث تُعد أرفع جائزة سنوية عالمية في هذا المجال.
"تأتي هذه الجائزة لتُشيد بخطط استمرارية الأعمال الوقائية والمرافق المهيأة، للتأكد من سلامة الموظفين والمرافق، وكذلك التأكيد على بقائنا موردًا عالميًا موثوقًا للطاقة". ناصر النعيمي