إنجاز آخر في مسيرة التحول الرقمي..
نظامٌ آلي لمراقبة الوقود وتتبع السفن
في إطار برنامج التحول الرقمي في الشركة، الذي تدفع عجلته الثورة الصناعية الرابعة، تعكف إدارة المشاريع على تسريع وتيرة استخدام أنظمة مراقبة الوقود وتتبع السفن، لمساندة رؤية الشركة الطموحة المتمثلة في تحقيق الريادة في استخدام التقنيات الرقمية على صعيد قطاع الطاقة.
وكانت إدارة المشاريع البحرية، التابعة لإدارة المشاريع في قطاع التنقيب والإنتاج، أول من يستخدم نظامًا لمراقبة الوقود والأداء في كامل أسطولها من السُفن.
وفي هذا الصدد، قال نائب الرئيس لإدارة المشاريع، الأستاذ عبدالكريم الغامدي: «استخدام نظام مراقبة الوقود وتتبع السفن يمثِّل خطوة ضمن مسيرة الجهود المستمرة لإدارة المشاريع نحو تحقيق التميُّز، من خلال إدراج أحدث التقنيات في مشاريعها الرامية لتعزيز سلامة الأعمال، وترشيد التكاليف، والحدِّ من الانبعاثات، وكفاءة الأداء».
تقنيات رقمية حديثة
ويجمع نظام مراقبة الوقود وتتبع السفن بين عدة تقنيات رقمية حديثة في بوتقة واحدة لضمان الشفافية ومساندة عملية صنع القرار.
وتقوم منصة تقنية إنترنت الأشياء الموجودة على متن السفينة بجمع بيانات رقمية متسلسلة زمنيًا بمعدل واقعي من جميع المصادر المتاحة على السفينة. بعد ذلك، تُضغط هذه البيانات وتُشفَّر وتُرسل إلى مركز بيانات على اليابسة، لتخضع لمعالجة وتحليلات متقدمة.
وتُنقل هذه البيانات بشكل آني ومباشر، بما يمكِّن الفريق الموجود على اليابسة من الاطلاع على سير العمل في السفينة مثل طاقمها تمامًا.
وفي هذا الصدد، قال المدير العام لإدارة مشاريع التنقيب والإنتاج، الأستاذ فهد العماري: «جمع البيانات آليًا يمنع وقوع الأخطاء البشرية، التي يمكن أن تحدث أثناء أداء الأعمال يدويًا، ويُسهم ذلك أيضًا في الحدِّ من العبء الإداري على الفرق. كما يسمح لنا هذا المستوى الأعلى من جودة البيانات بإجراء تحليلات أكثر موثوقية، ويؤدي إلى اتخاذ قرارات مدروسة بعناية أكبر».
ويتم الاستفادة من الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي في بلورة تصورات دقيقة من البيانات الأولية. ويمكن إعداد التقارير بحيث تُقيِّم الأداء السابق، أو تقدِّم النصائح حول تحسين الأداء المستقبلي
كما يفيد أيضًا قياس مستوى أداء السفن في مقارنة المواقف المتشابهة، وتطبيق أفضل الممارسات بين صفوف الطواقم.
وتتميَّز هذه المنصة الشبكية بنظام مفتوح على المصادر الأخرى يمكِّنها من ضم بيانات من مصادر خارجية أخرى، مثل نشرات الأحوال الجوية، وهي معلومات ذات أهمية قصوى فيما يرتبط بتفسير أداء سفينة ما. كما تستطيع المنصة أيضًا إرسال بيانات لنظام خارجي من أجل تشجيع التعاون، وزيادة مستوى الأتمتة في إجراءات العمل.
«نعمل على تحويل جميع السفن في المشاريع البحرية إلى سفن ذكية بعد تجهيزها بأحدث التقنيات الذكية. وقد نتج عن ذلك تطبيق تقنيات عديدة في المشاريع البحرية للشركة منذ عام 2019م، فيما نعكف حاليًا على تحقيق ما هو أكثر من ذلك خلال عام 2021م وما بعده». مدير إدارة المشاريع البحرية، الأستاذ عبدالعزيز الدليجان
سفينة الزامل 301 تُمهِّد الطريق
وتُعدُّ سفينة الزامل 301 أول سفينة تجهَّز بنظام مراقبة الوقود وتتبع السفن، الذي تطوِّره شركة (آسنز).
وقد صعد خبراء من فرنسا وسنغافورة وألمانيا والإمارات العربية المتحدة على متن السفينة للاطلاع على تجربة التشغيل المبدئي للمرة الأولى. وسيجهَّز مركز المراقبة في إدارة الأعمال البحرية بلوحة مؤشرات لمراقبة السفن المتصلة ببعضها في الزمن الآني.
وبتعاون تام مع إدارة الأعمال البحرية، مهَّد نجاح تجربة استخدام نظام مراقبة الوقود وتتبع السفن، على إحدى سفن المساندة البحرية، الطريق أمام تعميم استخدامه، الذي سيصبح إلزاميًا في الأسطول بأكمله. ويُعد هذا النظام الأول من نوعه الذي تستخدمه أرامكو السعودية في مراقبة الوقود وتتبع السفن، وسيلبِّي الاحتياجات التي تتطلبها رؤيتها بعيدة المدى، المتمثلة في رقمنة أسطولها وأعمالها.