خلال لقاء افتراضي كبير ضمَّ قادة قطاع الطاقة في البلدين..

تعزيز الشراكات السعودية الأمريكية في مجال الطاقة في عالم ما بعد جائحة كورونا

تعزيز الشراكات السعودية الأمريكية في مجال الطاقة في عالم ما بعد جائحة كورونا

ضمَّ لقاء افتراضي عُقد في مطلع ديسمبر مجموعة من قادة قطاع الطاقة في كلٍّ من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، وذلك للنظر في عالم ما بعد جائحة كورونا، ولتبادل رؤيتهم حول اقتصاد الطاقة وما طرأ على العالم من متغيرات

استضافت الغرفة التجارية الأمريكية هذا اللقاء لتوفير منصة لمناقشة الشراكات التجارية بين البلدين، وخصوصًا فرص العمل مع أرامكو السعودية والتوسع في الاستثمار في المملكة.

وكان من ضمن نخبة المتحدثين رئيس أرامكو السعودية، كبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين حسن الناصر، وكذلك النائب الأعلى للرئيس للتكرير والمعالجة والتسويق، الأستاذ محمد يحيى القحطاني، إلى جانب ممثلين آخرين من أرامكو السعودية وأرامكو الأمريكيتين. وخلال البرنامج، قدّم كبار المسؤولين التنفيذيين من المتخصصين في الطاقة وغيرهم من مسؤولي الحكومة الأمريكية آراءهم  حول اقتصاد ما بعد جائحة كورونا وتوقعاتهم المستقبلية بشأن الطاقة.  

وشارك سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى المملكة الجنرال المتقاعد جون أبي زيد في «محادثة افتراضية غير رسمية»، تحدّث فيها عن التحول الاقتصادي منقطع النظير الذي شهده بنفسه في المملكة - في قطاع الطاقة وكافة القطاعات الأخرى - قائلًا إنها إشارة واضحة تدل على ما حققته رؤية 2030 من نجاح حتى الآن. 

اشترك في المنتدى أكثر من 700 ضيف مدعو، إلى جانب ممثلين لشركات صغيرة ومتوسطة وكبيرة، ممن يبحثون عن فرص أعمال مع رغبتهم في معرفة كيفية المشاركة.

«مستقبل باهر ينتظرنا»

ألقى المهندس أمين الناصر كلمة ترحيبية في اليوم الأول للمنتدى، إلى جانب الرئيس التنفيذي للغرفة التجارية الأمريكية، السيد توم دونوهيو. وأكد كلاهما على صعوبة التحدي الذي مر بنا هذا العام، وعبّرا معًا عن توقعهما بانفراج قادم يشهده العالم مستقبلًا.  

وقال الناصر: « أعتقد أنه بات بإمكاننا رؤية مزيدٍ من الضوء في نهاية النفق، مما يعني أنه يتوجب علينا أن نفكر في عالم ما بعد جائحة كورونا ونكون على أهبة الاستعداد له».

«لعل الجانب الإيجابي لهذا العام أنه جعلنا أكثر مرونة وتكيفًا. وهذه هي مزايا المرونة التي ترسم ملامح هويتنا في أرامكو السعودية، والتي نراها أيضًا لدى شركائنا الأمريكان». أمين الناصر

وقدّم الناصر نظرة عامة عن العلاقات التاريخية بين البلدين، والتي يعود تاريخها لعام 1933م عند توقيع امتياز التنقيب عن الزيت في المملكة، والذي أدى في نهاية الأمر إلى تأسيس شركة أرامكو، وقال: «نريد أن نبني على هذه العلاقات المتأصلة بين أرامكو والولايات المتحدة الأمريكية لنحقق النمو ونستكشف كذلك فرصًا جديدة».

وأضاف: «في الوقت الراهن، ستجد الشركات الأمريكية ومقدِّمو الخدمات فرص أعمال واستثمار في المملكة العربية السعودية أكثر من أي وقت مضى في تاريخ بلادنا، وعلى مستويات لم يشهدها العالم من قبل»، مشيرًا إلى أن أمام هذه الشركات فرص متاحة لإيجاد نشاط لها في المملكة، من خلال المشاركة في برنامج تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في المملكة (اكتفاء). 

وتشمل استثمارات أرامكو في الأمريكيتين مصفاة موتيفا المملوكة بالكامل للشركة في بورت آرثر بولاية تكساس؛ وحصة الأغلبية في سابك؛ ومراكز الأبحاث والتطوير في هيوستن وبوسطن وديترويت؛ وبرامج رعاية الطلاب في الكليات والجامعات الأمريكية. وأضاف الناصر أن جهود السعوديين والأمريكيين مستمرة في العمل جنبًا إلى جنب لتعزيز العلاقات وتشجيع استدامة الطاقة.

حلقات نقاش: «مستقبل أسواق الطاقة العالمية»

كان الأستاذ محمد القحطاني أحد أعضاء حلقة النقاش حول مستقبل أسواق الطاقة العالمية، إلى جانب رئيس شركة سيمبرا إنيرجي وكبير إدارييها التنفيذيين، جيفري مارتن، ورئيس شؤون الشركة وشؤون المناطق لشركة بيكتل، السفير ستو جونز.

وقال القحطاني في كلمته الافتتاحية: «ما تزال جائحة كورونا هي القضية الأكثر إلحاحًا على الصعيد الدولي، وقد تركت آثارها على الجميع، وفي كافة القطاعات. ولم يسلم من ذلك قطاع الطاقة. إلا أنه باستخدام اللقاحات والعلاجات الجديدة، فإن العالم سيشهد مواصلة الأسواق العالمية لتعافيها، وخصوصًا قطاع الطاقة».

وانضم القحطاني إلى أعضاء حلقة النقاش الآخرين لبحث مستقبل مزيج الطاقة العالمي، والتغيُّر المناخي، والاستدامة، وقال إن خبراء هذا القطاع يتوقعون استمرار سيطرة النفط على المزيج، لأنه ما يزال مصدر الطاقة الأفضل من حيث السعر والوفرة، وخصوصًا في الدول النامية.  

وتطرق للنجاح الذي حققته أرامكو السعودية حتى الآن في جعل النفط أنظف وأكثر فاعلية، من خلال الشراكات الإستراتيجية في الأبحاث والتطوير، واستحداث التقنيات والتفكير الإبداعي. وقال: «إن العالم يشيد الآن بقطاع التنقيب والإنتاج في الشركة باعتباره واحدًا من القطاعات المتميّزة بأقل مستويات كثافة الكربون في العالم، في حين أننا ما نزال نعمل على تقليل الانبعاثات».

واتفق القحطاني مع أعضاء حلقة النقاش الآخرين على التركيز على الأهمية المتنامية للغاز الطبيعي وسوائل الغاز الطبيعي في مزيج الطاقة، والحاجة للعمل على مصادر الطاقة المتجددة لجعلها أكثر تكيفًا وذات تكلفة تنافسية.  

تطوير شراكات مربحة للجميع

من جانبه، ألقى رئيس مكتب أرامكو الأمريكيتين وكبير إدارييها التنفيذيين، الأستاذ نبيل العفالق، كلمة ترحيبية في اليوم الثاني للمنتدى، إلى جانب الملحق التجاري لسفارة المملكة العربية السعودية في واشنطن، العاصمة، الأستاذ أحمد أبو زناده؛ والنائب الأعلى للرئيس لشؤون الشرق الأوسط، الغرفة التجارية الأمريكية، كوش تشوكسي، حيث أكدوا جميعًا على العلاقات التاريخية السعودية الأمريكية والفرص المناسبة للاستثمار في شراكات مربحة للجميع.

وأثنى العفالق على الغرفة التجارية الأمريكية لدعمها المتواصل «ليس فقط للتجارة الأمريكية وإنما للتجارة العالمية، وعلى العلاقة الخاصة التي نتمتع بها في أرامكو السعودية مع الغرفة التجارية».

وأشار العفالق إلى الفرص المتاحة أمام الشركات الأمريكية، قائلًا إن أرامكو السعودية تستقبل من الموردين مجموعة واسعة من المواد لدعم أعمالها للنفط والغاز في كل سلسلة القيمة، وكذلك في مشاريعها الضخمة.

ودُعي المشاركون لزيارة موقع إكتفاء لمعرفة المزيد عن البرنامج، كما دُعوا أيضًا لزيارة موقع أرامكو الأمريكتين للاطلاع على قائمة مواد التوريد وتسجيل أنفسهم كموردين مؤهلين. 

 

شرح الصورة أعلى الصفحة: نبيل العفالق يلقي كلمة ترحيبية في ثاني أيام فعاليات المنتدى.

 

Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge