احتفاءً بمرور عام على الاكتتاب الأولي العام للشركة..

أمين الناصر: علينا أن نكون مستعدين للتكيف مع مختلف بيئات الأعمال وظروف السوق

أمين الناصر: علينا أن نكون مستعدين للتكيف مع مختلف بيئات الأعمال وظروف السوق

بمناسبة مرور عام عقب الاكتتاب الأولي العام، الذي يُمثِّل محطة تاريخية في مسيرة أرامكو السعودية، قال رئيس الشركة، كبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين حسن الناصر، إن المملكة بشكل عام، وأرامكو السعودية على وجه الخصوص، ممثلة بإدارتها العليا وجميع موظفيها، تستشعر الفخر العميق إزاء ما أُنجز خلال العام الماضي الحافل بالتحوُّل، والزاخر بتحدِّيات لا مثيل لها، وتقدِّر ما تحقَّق خلاله حق قدره.

وفي ختام الاجتماع الأسبوعي للإدارة، من المقر الرئيس لأرامكو السعودية في الظهران، انتهز الناصر الفرصة لاستذكار عام مضى منذ الاكتتاب الأولي العام للشركة، وهو عامٌ كابد فيه الاقتصاد العالمي آثارًا وخيمة تسبَّبت فيها جائحة فيروس كورونا المستجد.

وخلال خطابه لأعضاء الإدارة من مختلف دوائر الشركة، تحدَّث الناصر حول الاكتتاب الأولي العام، قائلًا:

«إنها لحظة استأثرت باهتمام العالم بأجمعه، وصنعت تاريخًا جديدًا لأرامكو السعودية. وإلى جانب ذلك، فقد سلَّطت الضوء على التحوُّل غير المسبوق الذي تشهده المملكة».

وكان الحادي عشر من شهر ديسمبر الماضي قد شهد احتفاء الشركة باللحظة التاريخية، التي شهدت قرع جرس السوق المالية السعودية (تداوُل)، ليعلن عن بدء تداول أسهم أرامكو السعودية في السوق، ولتُصبح الشركة بذلك أكبر شركة مدرجة للتداول العام في العالم من حيث قيمتها الرأسمالية السوقية.

وكان اكتتاب أرامكو السعودية الأضخم على مستوى العالم، وتمت تغطيته من قبل المستثمرين بطلبات اكتتاب بلغت 4.65 أضعاف ما تم عرضه.

ما بعد الاكتتاب الأولي العام

ومع إدراج الشركة للتداول ضمن أسواق رأس المال، فإن ذلك يستلزم صنع القيمة على نحوٍ ثابت لمالكي الأسهم عبر مختلف مراحل دورة أسعار النفط الخام، إلى جانب تعزيز موقع أرامكو السعودية الرائد كمنتج رئيس للنفط، واستثمار القيمة الإضافية عبر كافة مراحل سلسلة القيمة الهيدروكربونية، وتنمية المحفظة الاستثمارية للشركة بما يُسهم في تعزيز الربح.

وكشركة مدرجة للتداول العام، فإن الشفافية وإصدار التقارير بشأن النتائج أمران لا غنى عنهما من أجل النجاح. وقد أسهم إنشاء مركز وظيفي لإصدار التقارير الخارجية، بالإضافة إلى علاقات المستثمرين، في التمكن من الالتزام بالمتطلبات التنظيمية، وبأفضل المعايير المعروفة في مجال إصدار التقارير

وقال الناصر إن عام 2020م شهد تحديات لا نظير لها، حيث عانى فيه قطاع الطاقة على مستوى العالم من تأثيرات جائحة كورونا المستجد.

وأضاف الناصر: «في ظلِّ جائحة كورونا، من السهولة بمكان نسيان هذا الإنجاز التاريخي، الذي قد يبدو لنا كما لو أنه كان منذ وقت طويل مضى».

استعدادٌ محكم

وقال الناصر: «بالنظر إلى ما مضى، فإن مرحلة الاستعداد المحكمة للإدراج العام أنجزت أمرين مهمين. فقبل الاكتتاب الأولي العام، قمنا بتحليل البيانات ومراجعة كافة العمليات من أجل إظهار الشركة للمستثمرين، وقد ساعدنا ذلك على إدراك مكامن القوة الحقيقية لدينا».

وأضاف الناصر: «كما أن ذلك سلَّط الضوء على الموقع الفريد الذي تحتلُّه هذه الشركة العظيمة، ليس على مستوى المملكة فحسب، بل أيضًا على الصعيد العالمي. إن معرفة أرامكو السعودية وتقديرها، بجميع ما تقوم به من أعمال، دخلا مرحلة جديدة عقب هذا الإنجاز».

وأوضح الناصر أن مرحلة الاستعداد للإدراج كانت بمثابة رسم لوحة فنية باستخدام ألف فُرشاة رسم مختلفة، وبواسطة ألف لون مميَّز.

وتضمَّنت أعمال التمهيد للاكتتاب الأولي العام عناصر شتى، بما في ذلك تقدير احتياطيات الشركة من قبل جهة مستقلة، ومراجعة انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري الناشئة عن مرافق الأعمال التي تعود ملكيتها إلى الشركة بشكل كامل داخل المملكة من قبل طرف ثالث.

وقبل انطلاق الاكتتاب الأولي العام، كانت أرامكو السعودية قد أكملت، في شهر أبريل من عام 2019م، إصدارها الافتتاحي للسندات، التي تلقَّت طلبًا قياسيًا تجاوز 100 مليار دولار، وهو ما تجاوز عشرة أضعاف التسجيل المُتاح، ليكون هذا الإصدار الأكبر من نوعه في سوق ناشئة.

وبينما كانت الشركة تمضي في طريقها نحو الاكتتاب الأولي العام، تعرَّضت مرافق أعمالها في خريص وبقيق لهجمات تخريبية، لكنها نجحت في تجاوزها باقتدار.
وفي هذا الصدد، قال الناصر: « كما تعلمون، فإن الاستجابة التي أظهرتها الشركة كانت لحظة فارقة، حيث أبانت للعالم مدى قوة أرامكو السعودية، وما تتمثَّله من قيم، وما هي قادرة على إنجازه».

المرونة أولًا وأخيرًا

وأشار الناصر إلى أن أرامكو السعودية، بفرقها الإدارية وموظفيها، ضربت على مدار عام 2020م أروع الأمثلة، التي تجلَّت من خلالها المرونة التي تتحلَّى بها الشركة.

وقال الناصر: «في عام تلقَّت فيه الأسعار ومعدَّلات الطلب ضربة موجعة جرَّاء الجائحة، أظهرنا إصرارًا على الاستمرار في التحلي بالمرونة لتجاوز أي تحديات تعترض سبيلنا».

وأضاف قائلًا: «علينا أن نكون أفضل استعدادًا، وأن نتكيَّف مع مختلف بيئات الأعمال وظروف السوق. وهذا يعني أن علينا الاحتفاظ بتركيزنا، والبقاء متحدين، وألا نسمح لأي أمر بأن يحطِّم معنوياتنا، أو أن ينقض إيماننا بأننا إذا ما عملنا معًا، فإنه ليس هنالك شيء لا نستطيع إنجازه».

وفي ختام حديثه، قال الناصر: «في الذكرى الأولى للاكتتاب الأولي العام، أود أن أقدِّم شكري لكم جميعًا، لأنكم كنتم متحدًا قويًا، ولاستمراركم في بناء شركة يحق لكل واحد منا أن يفخر بها».

وقال الناصر: «لقد أظهرنا للعالم ما تعنيه أرامكو السعودية وما هي قادرة عليه، وأننا بكل ما للكلمة من معنى، نمضي في سباق لا ينافسنا فيه أحد».

في ١١ ديسمبر ٢٠١٩م، أُدرج سهم أرامكو السعودية في (تداول) لتصبح بذلك أكبر شركة مدرجة للتداول العام في العالم من حيث قيمتها السوقية بطلبات اكتتاب بلغت ٤.٦٥ أضعاف ما تم عرضه

 

 
Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge