يعكس جهود الشركة لمواجهة تغير المناخ..

مشروع الاستخلاص المحسَّن للنفط بواسطة ثاني أكسيد الكربون يحصد جائزة رائدة في الاستدامة

مشروع الاستخلاص المحسَّن للنفط بواسطة ثاني أكسيد الكربون يحصد جائزة رائدة في الاستدامة

حصد مشروع أرامكو السعودية للاستخلاص المحسَّن للنفط بواسطة ثاني أكسيد الكربون في العثمانية، مؤخَّرًا، جائزة آسيا للمؤسسات المميَّزة والمستدامة عن فئة المبادرات الخضراء.

وتُعدُّ جائزة آسيا للمؤسسات المميَّزة والمستدامة منصة عالمية مرموقة تحتفي بجهود الاستدامة في القطاع الصناعي في جميع أنحاء آسيا، وهذه هي المرة الأولى التي تحظى فيها أرامكو السعودية بهذه الجائزة نظير جهودها في تعزيز الاستدامة من خلال مشروع الاستخلاص المحسن للنفط عن طريق حقن غاز ثاني أكسيد الكربون.

وقد نجح هذا المشروع حتى الآن في حصد ثماني جوائز عالمية خلال الأعوام الأربعة الماضية، ليكون خير شاهد على الجهود الحثيثة، التي تبذلها الشركة على صعيد الاستدامة.

لدينا التزام راسخ تجاه خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري" أمين الناصر

استخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه

ويُعدُّ استخلاص ثاني أكسيد الكربون وتخزينه في باطن الأرض خيارًا واعدًا لخفض الانبعاثات الكربونية على مستوى العالم بشكل كبير. وتشتمل هذه العملية على استخلاص انبعاثات هذا الغاز من مصادرها الرئيسة، من قبيل معامل الغاز ومحطات إنتاج الطاقة، وتخزينها في أعماق الأرض بحيث لا يمكنها التسرُّب إلى الجو.

وفي هذا الصدد، قال رئيس أرامكو السعودية، كبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين حسن الناصر، خلال إحدى مؤتمرات مبادرة شركات النفط والغاز بشأن المناخ: "لدينا التزام راسخ تجاه خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، من خلال التركيز على البحث والتطوير، وتمويل التقنيات ذات الأثر البالغ، التي من شأنها خفض التكاليف، وصنع فوائد بيئية ملموسة".

وتمثِّل مبادرة شركات النفط والغاز بشأن المناخ شراكة بين 13 شركة وطنية وعالمية في قطاع النفط والغاز، وتهدف إلى خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في هذا القطاع.

أول مشروع من نوعه في المملكة

وكانت أرامكو السعودية قد أطلقت مشروعها لاستخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه، وللاستخلاص المحسن للنفط بواسطة ثاني أكسيد الكربون في العثمانية، ليكون الأول من نوعه في المملكة. ويسعى هذا المشروع لتحسين استخلاص النفط، ومساندة جهود الاستدامة في الشركة من خلال تحسين البصمة الكربونية عبر استخلاص هذا الغاز واستخدامه، ويُعد أول مشروع من نوعه في منطقة الشرق الأوسط من حيث الحجم وطبيعة الأعمال، كما أنه من بين الأضخم على مستوى العالم في هذا الجانب.

وانطلقت أعمال حقن غاز ثاني أكسيد الكربون في شهر يوليو من عام 2015م. وتتضمن الأعمال احتجاز كميات كبيرة من هذا الغاز، يتم إرسالها في الجو في الأحوال المُعتادة، ومن ثمَّ رفع ضغط هذا الغاز، ونقله عبر خط أنابيب بطول 85 كيلومترًا، ثمَّ حقنه في نطاق خالٍ من الماء في حقل العثمانية، الذي يمثِّل جزءًا من حقل الغوار الضخم.

وقال النائب الأعلى للرئيس للتنقيب والإنتاج بالوكالة، الأستاذ ناصر النعيمي: "لطالما كان خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري أولوية قصوى بالنسبة لأعمال التنقيب والإنتاج على مدار الأعوام الماضية. ويشمل هذا تخفيض كميات الغاز المُحرق عبر الشعلات إلى الحد الأدنى، واحتجاز غاز ثاني أكسيد الكربون لتخزينه في حقولنا الضخمة للنفط".

ويجسِّد هذا المشروع روح العمل الجماعي في أبهى صورها، حيث انطلق أولًا من خلال إجراء الأبحاث داخل نطاق الشركة، ليعقب ذلك مرحلة تصميم مرافق احتجاز الكربون في معمل استخلاص سوائل الغاز الطبيعي في الحوية، ثم تصميم مرفق اختبار مُصغر، وإتمام أعمال الحفر لحقن الغاز والإنتاج ومراقبة الآبار، وربط هذه المرافق بمعمل فصل الغاز من الزيت. وتلا ذلك حقن غاز ثاني أكسيد الكربون، وتطوير برنامج مراقبة شامل لقياس أداء المشروع.

وقال نائب الرئيس لهندسة البترول والتطوير بالوكالة، الأستاذ عبدالحميد الرشيد: "الأهداف الرئيسة للمشروع تتمثَّل في الاحتجاز الدائم لقسم من غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يتم حقنه في أعماق الأرض، وتحسين استخلاص النفط دون الحاجة إلى حقن الماء، وهذ يمثِّل حلًا تقنيًا رابحًا على كافة الأصعدة".

وقد صُمِّم هذا المشروع بعناية ليكون بمثابة حقل ذكي، حيث زُوِّدت جميع مرافقه بالأدوات الرقمية التي توفِّر بيانات آنية لأغراض المراقبة وقياس الأداء، بما في ذلك معمل احتجاز ثاني أكسيد الكربون، وخطوط الأنابيب، ومرافق حقن الغاز، ومرافق الإنتاج، وآبار المراقبة، ومرافق الآبار، ومرافق معالجة الموائع المُستخلصة.

أحدث تقنيات الاتصال

ويسمح نظام الاتصال الحديث في المشروع لمهندسي المكامن بالاستفادة من البيانات التي تقيسها المجسات الإلكترونية على امتداد المرافق، لمراقبة أداء المشروع والتحكم فيه بشكل آني، وبالتالي تحسين الكفاءة والاستدامة والجودة والسلامة.

وقد أسفر هذا المنهج المتكامل عن نتائج مهمة؛ فمنذ انطلاق أعمال حقن غاز ثاني أكسيد الكربون في 2015م، تضخَّمت معدلات الإنتاج بأكثر من ثلاثة أضعاف، فيما تم احتجاز 60% من غاز ثاني أكسيد الكربون بشكل دائم في باطن الأرض.

ويُعدُّ المشروع مثالًا جليًا لجهود أرامكو السعودية في توفير وتطبيق حلول مبتكرة من شأنها الإسهام في معالجة التحدي العالمي المتمثل في تغير المناخ. وخلال الأعوام الأربعة الماضية، حصد المشروع ثماني جوائز عالمية.

وقال مدير مركز الأبحاث المتقدمة في إكسبك، الأستاذ أشرف الطحيني: "هذا المشروع التجريبي هو جزء من إستراتيجية أرامكو السعودية العامة وخططها لإدارة الانبعاثات الكربونية، وهو يجسِّد جهود الشركة المحورية للمبادرة إلى معالجة التحديات البيئية العالمية، وتحسين بصمتها الكربونية".

"أشعر بالفخر إزاء الجهود الجماعية الرائعة التي بذلها فريق المشروع من كافة أنحاء الشركة". أشرف الطحيني

وقد قاد المركز جهود الشركة في هذا المشروع، الذي تضمَّن عدة تقنيات تم تطبيقها للمرة الأولى، إما على صعيد المملكة، أو منطقة الشرق الأوسط، أو العالم.

تحسين البصمة الكربونية

ويمثِّل خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وإزالتها جزءًا من مبادرة جديدة لمركز الأبحاث المتقدمة في إكسبك على صعيد الاستدامة. وتركِّز المبادرة على تحسين البصمة الكربونية وكثافة الكربون عبر أعمال الشركة للإنتاج والتنقيب. والدافع الرئيس هنا هو خلق الموازنة بين الربح والاستدامة.

ويسعى البرنامج إلى تحديد الآثار المترتبة على التقنيات المستخدمَة حاليًا، واستكشاف الفرص الجديدة، وتطوير حلول تقنية جديدة وتطبيقها. ويتبنَّى البرنامج إطار عمل يرتكز على مفهوم الاقتصاد القائم على تدوير الكربون، بما يشمل ركائزه الأربع، وهي الخفض وإعادة الاستعمال والتدوير والإزالة.

ومن خلال تطبيق هذه الركائز على أعمال التنقيب والإنتاج، حُدِّدت أربعة جوانب رئيسة هي بمثابة التحديات التشغيلية، كما أنها، في الوقت نفسه، تُعدُّ فرصًا واعدة على صعيد الاستدامة. وهذه الجوانب هي: الاحتجاز الدائم للكربون في أعماق الأرض، وإدارة المياه، والوقت المُهدر في أعمال التشغيل، وترشيد استهلاك المواد.

Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge