بحث سُبل التخلص من انبعاثات الكربون مع موظفي أرامكو السعودية..

السعي جديًا نحو إيجاد حلول لمواجهة تغير المناخ

السعي جديًا نحو إيجاد حلول لمواجهة تغير المناخ

يواجه العالم تحديًا مناخيًا هائلًا، فنحن لا نسير في مسار واحد سهل نحو خفض الانبعاثات الكربونية، بل إن رحلتنا نحو آفاق تسودها انبعاثات كربونية منخفضة تسير عبر طرق عديدة.

وسيلة تقليدية مُجدية

تتمثَّل إحدى السبل التقليدية لخفض الانبعاثات في الحد من الهدر والاعتناء بالأمور بحذر شديد.

وقد اكتسبت صيانة البنية التحتية أهمية متنامية في أرامكو السعودية، وأدَّت الصيانة المستمرة لخطوط الأنابيب والسفن والخزانات إلى وقف تسرب كميات كبيرة من الغازات المسببة للاحتباس الحراري إلى الغلاف الجوي.

خفض الاستهلاك لنتائج أفضل

ترى وكالة الطاقة الدولية أن وقف هدر الطاقة هو أفضل إجراء للحد من الانبعاثات. وبوسعنا أن نفخر أن أرامكو السعودية قد دشَّنت برنامج كفاءة الطاقة قبل نحو عشرين عامًا. ويُعدُّ الاستخدام الحصيف للموارد والاستثمار الرشيد في البُنى التحتية من بين الأسباب التي جعلت أرقام الشركة من حيث الانبعاثات من بين الأقل في قطاع الطاقة.

التقنية الملهمة

تُسهم التقنية في الإسراع بإيجاد سُبل جديدة للتخلص من الانبعاثات الكربونية. ومن الممكن لأبحاث أرامكو السعودية المثيرة للاهتمام في مجال إيجاد وقود بديل منخفض الانبعاثات الكربونية، مثل الهيدروجين، أن توفِّر منافع الطاقة الناتجة عن النفط والغاز، لكن من دون الانبعاثات الكربونية المصاحبة لها. كما ستمكِّن التقنية صانعي السيارات من الحد من الانبعاثات الكربونية، حيث تقوم الشركة بأبحاث تتعلق بمحركات الاحتراق الداخلي عالية الكفاءة، والوقود فائق النظافة.

الاستفادة من الطبيعة

من الأمور التي تحمل القدر نفسه من الأهمية هو ضرورة إيجاد التوازن بين البشر والطبيعة. وغالبًا ما نستلهم أفضل الطُرق لحماية الكوكب وإصلاحه من الطبيعة نفسها، حيث توفر الحلول التي ترتكز على الطبيعة نتائج ملهمة، ومنها إعادة التشجير. لذلك، بادرت أرامكو السعودية إلى زراعة أكثر من أربعة ملايين شجرة قرم على سواحل المملكة.

أرقام حول الغازات المسببة للاحتباس الحراري في التقرير السنوي لعام 2019م

أعلنت أرامكو السعودية، وهي الشركة التي يسري النفط والغاز في مرافقها منذ أجيال، أن إجمالي انبعاثاتها من الغازات المسببة للاحتباس الحراري (ضمن النطاقين الأول والثاني)، وهي أرقامٌ جرى تدقيقها، قد انخفضت في عام 2019م.

وتطبِّق أرامكو السعودية إرشادات دولية مقبولة على نطاق واسع تتعلق بالتقارير الخاصة بالانبعاثات ضمن النطاق الأول والنطاق الثاني، التي تشتمل على غازي ثاني أكسيد الكربون والميثان. وقال مشرف وحدة الهندسة البيئية، خالد البنعلي، إن أرامكو السعودية تواصل البحث ضمن شبكة أعمالها المترابطة لاستخراج النفط والغاز وتزويد العملاء بهما، من أجل تحديد سبل الحد من التأثيرات السلبية على البيئة.

 "نقوم بالحد من تسرب غاز الميثان إلى الغلاف الجوي، والتخلص من حرق الغاز بواسطة الشعل ضمن الأعمال اليومية، وإدخال المصادر المتجددة والطاقة الكهربائية منخفضة الكربون في المشاريع القائمة والجديدة" خالد البنعلي

وتُعدُّ الطاقة عنصرًا رئيسًا ضمن الحياة العصرية، وفي الوقت الذي يسير فيه العالم نحو التحول في الطاقة، فإن قطاع النفط والغاز يُعدُّ جزءًا من الحل.

أكثر من مجرد وظيفة

تتميَّز أرامكو السعودية، التي تُعدُّ شركة رائدة على مستوى العالم من حيث إنتاج النفط الخام ذي الكثافة الكربونية الأكثر انخفاضًا في العالم، بوجود علماء وباحثين وأخصائيي تشغيل موهوبين ضمن طاقاتها البشرية.

وفيما يلي، يناقش خمسة من هؤلاء الإجراءات الخاصة بالنفط والغاز، التي تدعم بفاعلية تحوُّل العالم نحو التخلص من الانبعاثات الكربونية.

احتواء الانبعاثات لمنفعة الجميع

جنبًا إلى جنب، تسير أعمال إنتاج النفط الخام والغاز وإدارة انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري؛ فبالنسبة لقطاع النفط والغاز، يُعد رصد الغازات المتسربة إجراءً مهمًا يتعلق بمواجهة تغير المناخ، كما يعود بالمنفعة على البيئة وقطاع الأعمال.

وتؤدِّي زيادة الاحتواء لهذه التسربات الغازية لصنع منتجات أكثر فائدة، وبالنتيجة، فإن خفض هذه التسربات يعني انخفاض الغازات التي تُطلق في الغلاف الجوي لكوكبنا.

وأثناء جولة تفقدية في أحد مرافق الأعمال التابعة أرامكو السعودية ضمن برنامج فحص التسربات وإصلاحها، قال المهندس عبدالعزيز الدوسري: "كلما أسرعنا في تحديد التسرب بدقة، كلما قمنا بالحد من الانبعاثات بصورة أفضل". ويقول الدوسري، وهو خريج الهندسة البيئية من جامعة (كولورادو بولدر) الأمريكية، إن غاز الميثان له أثر أكبر على الاحتباس الحراري مقارنة بثاني أكسيد الكربون، كما أنه يُعدُّ أيضًا سلعة مهمة للتحول في قطاع الطاقة.

 "يمكن للغاز الطبيعي أن يُسهم بشكل كبير في الحد من انبعاثات الكربون، وهو يتكون بصورة رئيسة من غاز الميثان".

ويقول الدوسري: "يمكن لغاز الميثان التسبب بأثر أشد بـ 28 ضعفًا تجاه الاحتباس الحراري في العالم مقارنة بثاني أكسيد الكربون، لذلك يجب أن نُبقيه في أنابيب المعالجة لحماية البيئة ضمن جهودنا للتصدي للتحديات المناخية".

العمل للحد من الآثار في المستقبل

تُعدُّ المهندسة الكيميائية، زينب الإسماعيل، من بين علماء أرامكو السعودية، الذين يدرسون الهيدروجين كناقل طاقة نظيف وذي كلفة معقولة. ويُعدُّ الهيدروجين، وهو العنصر الأخف والأكثر وفرة في الطبيعة، خيارًا منافسًا للحد من انبعاثات الكربون في مختلف قطاعات الطاقة.

تقول زينب، وهي خريجة جامعة ليدز البريطانية: "يمكن لوقود الهيدروجين أن يضطلع بدور مهم في التخلص من انبعاثات الكربون في قطاع النقل".

وتضيف قائلةً: "تُطلق المركبات، التي تعمل بخلايا الوقود الهيدروجيني، بخار الماء فقط من خلال أنبوب العادم، ويمكن إعادة تزويدها بالطاقة بطريقة أسرع، كما أنها توفر مدًى طويلًا للقيادة".

ومنذ عام 2019م، تختبر أرامكو السعودية أسطولًا من المركبات التي تعمل بالهيدروجين، بعدما افتتحت أول محطة لتزويد المركبات بوقود الهيدروجين في المملكة. وتوضح زينب أن عملها في مجال إدارة الكربون يتضمن البحث في تركيب غلاف مكون من عنصر البلاديوم، وتحديد خصائصه لفصل الهيدروجين في المفاعلات الغشائية، كما أنها أيضًا تبحث في مجال استكشاف تركيبة الوقود الصناعي وتحديد خصائصه.

وتقول زينب: "يمكن لاستخدام الهيدروجين في قطاع النقل، إلى جانب تطبيق تقنية احتجاز الكربون واستخدامه وفصله، أن يأخذنا لمستقبل نحدُّ فيه من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون".

العودة إلى الطبيعة

بالنسبة لكوكبنا، الذي يتطلَّب فرض قيود فيما يرتبط بالانبعاثات الكربونية، يُعد الاستثمار في الحلول المرتكزة على الطبيعة عنصرًا رئيسًا في المحافظة على النظام البيئي.

وفي هذا الشأن، يقول عالم البيئة، هتان بلخي: "ستكون هناك مخاطر جدية إذا لم تمضِ دورة حياة الكوكب بشكل طبيعي". ويعمل بلخي، الذي درس علم المحيطات في جامعة ساوثامبتون البريطانية، مع فرق تستخدم العنصر البشري والأدوات الصناعية لمراقبة أعماق المياه في الخليج العربي.

يقول بلخي: "للخليج مدخل ومخرج واحد، ويجب علينا المحافظة عليه. ومن خلال التأكد من أن أنشطتنا البحرية تلتزم بالمتطلبات التنظيمية، يمكننا الحد من التأثيرات على التنوع الحيوي والسواحل".

ويوضح بلخي أن الخليج يمثِّل نظامًا بيئيًا بالغ الأهمية يحافظ على الحياة في الشرق الأوسط، وأن جهود أرامكو السعودية تُسهم في حمايته من الأضرار. ويضيف بلخي: "زرعنا أكثر من 3200 شعبة مرجانية اصطناعية ثابتة، وأكثر من أربعة ملايين شجرة قرم على سواحل الخليج العربي"

توفيرٌ ذكي للطاقة

تحقِّق كفاءة الطاقة إنجازاتها بهدوء؛ إنها تعمل بجد خلف الستار لتوفير طاقة أكثر نظافة في العالم. ويصف المهندس سامي المطيري كفاءة الطاقة بأنها حل منخفض الكلفة وكبير الأثر.

يقول المطيري، وهو خريج الهندسة الكيميائية من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن: "بكل بساطة، فإن الاستخدام الرشيد للطاقة يعني انبعاثات أقل من الغازات المسببة للاحتباس الحراري، ومصاريف أقل".

وتعني كفاءة الطاقة، التي صنفتها وكالة الطاقة الدولية كأهم إجراء للحد من تغير المناخ، استهلاكًا أقل للمياه أيضًا، وهو أمر مهم نظرًا للمناخ الجاف في الشرق الأوسط.

وخطت أرامكو السعودية خطوات كبيرة نحو إنتاج الطاقة بواسطة تقنية التوليد المشترك، التي تتضمن استثمار الحرارة التي لا تستخدمها مرافق الأعمال وتحويلها لطاقة مفيدة.

ويقول المطيري إن كفاءة الطاقة عامل مهم للتخلص من انبعاثات الكربون. ويضيف المطيري: "من خلال الفهم المشترك لأهمية كفاءة الطاقة في الحد من تغير المناخ، يمكننا العمل معًا للتوصل إلى حلول أفضل لمجابهته".

التقنية مفتاحًا للتحول إلى طاقة متوازنة

تدرس نوف أبوراس نتائج الأبحاث المتعلقة بالتحول في قطاع الطاقة. وفي ضوء هذا التحول، هناك تفكير جدي بتحقيق التوازن بين حماية الكوكب وإصلاحه، وبين المحافظة على حق الحصول على الطاقة.

وتدرس نوف، وهي مختصة بالتقنية الذكية، خيارات حيوية لتحقيق عالم أكثر نظافة، وهي تقول إن الحل قد يكمن في مزيج من حلول الطاقة المتسارعة.

وتقول نوف: "سواءٌ أكانت الطاقة من مصادر متجددة أم من وقود أحفوري، فجميع الحلول مُرحبٌ بها إذا أدَّت إلى الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بها، وعزَّزت مستويات الحياة للفئات الأقل حظًا، وحافظت على مستويات الحياة الجيدة للفئات الأخرى".

 

"لا يُعد الحل شاملًا إذا لم يستطع الناس تحمل كلفته". نوف أبوراس

وتؤكِّد نوف، خريجة الهندسة المدنية من جامعة نورث إيسترن الأمريكية، أن التقنية لها أهمية كبرى، وتضيف قائلة: "ستُسهم التقنية في توفير طاقة بدون كربون، وتوفير هذه الطاقة وبكلفة معقولة يعني أن جميع الدول بإمكانها الإسهام في تحقيق عالم أكثر نظافة".

وتوضح نوف أن النفط هو عامل رئيس في توفير الرعاية الصحية الحديثة والغذاء والتعليم والسكن والنظافة الصحية، إلى جانب دخوله في صناعة عديد من المنتجات، مثل الهواتف الذكية والمراتب وغيرها.

وتقول نوف: "نعلم أن المشكلة تكمن في الانبعاثات وليس في النفط بحد ذاته. يجب علينا استثمار خيارات التخلص من الانبعاثات الكربونية الناجمة عن النفط بدلًا من إبقائه في باطن الأرض".

Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge