مركز فهم للتدريب يفتح آفاقًا واعدة للعمل والتميُز

لقد حان وقت البناء والعمل! فعندما تكون ذا نظرة شاملة لما يدور حولك، معتمدًا بعد الله على قوة عزيمتك، واعتقادك أن الفرص كثيرة والمرعى خصب، فأنت لا شك على الطريق الصحيح، وابن هذا والوطن الذي يحبك. لقد بدأ جيل من الشباب السعودي يتجه إلى مهنٍ كانت لفترة ليست قصيرة مقتصرة على غير السعوديين للاعتقاد أنها بمستوى اجتماعي متواضع، ولا تناسب الشاب السعودي. كانت ثقافة العيب تسيطر على تفكير بعض الشباب فلا يقدمون على مهن مجزية ومتوفرة وانتظرتهم كثيرًا. لقد تغيرت هذه النظرة التي أسهمت أرامكو في تغيير صورتها النمطية بشكل لافت إذ دعمت وأسست الأكاديميات التي تؤهل الشباب السعودي إلى قطاعات أعمال خصبة، وذات مردود مادي مرتفع. تنويع الفرص وصناعتها هي التي جعلت الكثير من الشباب يغادرون تلك الدائرة التي يشعرون فيها بالارتياح في مدنهم وقراهم بين أسرهم ليتجهوا إلى مراكز التدريب الممتدة على رقعة المملكة. 

ومركز فهم للتدريب شكّل جزءًا مهمًا في هذه اللوحة الفسيفسائية في الوطن عندما احتضن آلاف المتدربين في قطاع مهم، وكانت البراعة في تأهيل الكوادر الوطنية وفق أعلى المعايير والشهادات المعتمدة بمختلف مجالات إدارة المنشآت والضيافة.

يهدف مركز التدريب الوطني لإدارة المنشآت والضيافة (فهم) إلى توطين المهن، وتطوير وتدريب القوى العاملة من أبناء المجتمع السعودي لدعم الاقتصاد والسوق المحليين، وتزويده بطاقات شابة مؤهلة تشارك في مسيرة التنمية المستدامة، وتحقيق رؤية 2030 التي جعلت من الشباب محورًا للتنمية.

ويذكر ان مركز التدريب الوطني تم أنشاؤه في منتصف عام 2017م من قبل وزارة السياحة، والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وأرامكو السعودية لتدريب وتأهيل أبناء وبنات والوطن لاستثمار الفرص الوظيفية في قطاعي إدارة الضيافة والمنشآت. ويعمل مركز فهم للتدريب من خلال مركزة الرئيس بالرياض وفرعة بالخبر على تقديم برامج الدبلوم، والدورات القصيرة، ودورات الاعتماد القائمة على الشهادات العالمية مثل مدير المنشآت المحترف، وسلامة الغذاء، ومحترفي الضيافة، ومحترفي فنون الطهي. 

مذكرة تفاهم مع جولف السعودية

ومن منجزات المركز، مؤخرًا، وسعيًا لاستثمار الفرص الوظيفية الناشئة عن تطور رياضة الجولف في المملكة العربية السعودية، وقع مركز التدريب الوطني لإدارة المنشآت والضيافة (فهم) مذكرة تفاهم مع جولف السعودية التي تهدف لتطوير الرأسمال البشري الوطني للعمل في دعم النشطات المرتبطة بهذه اللعبة مثل إدارة ملاعب ومنظومات الجولف، والضيافة، وإدارة المنشآت، والمرافق، والصيانة، وإدارة الفعاليات، وأعمال التشجير والتنسيق. 

وذكر نائب الرئيس لشؤون أرامكو السعودية، رئيس مجلس أمناء مركز فهم للتدريب، الأستاذ نبيل النعيم أن المركز يعمل، ومنذ انشائه، في نقل المعرفة وتمكين أبناء وبنات الوطن من المهارات الأساس لاستثمار الفرص الوظيفية الناشئة من مشاريع وبرامج رؤية 2030. فمركز فهم للتدريب ومن خلال الاعتمادات الدولية والشركات الدولية يعمل على تصميم وتنفيذ البرامج التدريبية لتتناسب مع احتياجات سوق العمل الحالي والمستقبلي.

رؤية وعزيمة وتخطيط

وفي حديث مع الرئيس التنفيذي لـ (فهم)، الدكتور طلال الحريقي، قال: "إن رياضات الجولف تعد من النشاطات الصاعدة في وطننا الحبيب وتوفر فرص وظيفية واعدة، وذات عائد مجزي إذا ما تم إتقان المهارات من خلال برامج تدريب نوعية وحسب معايير دولية". مضيفًا: "يسعى المركز إلى توفير فرص عمل للشباب السعودي وطرح الوظائف في واحد من أهم القطاعات الاقتصادية بعد التدريب والتأهيل" وأضاف قائلًا: نعمل على تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 من خلال توفير احتياجات المؤسسات الخدمية العامة والخاصة، التي تتطلب موظفين ماهرين في إدارة وتشغيل المنشآت والضيافة ".

وعن الهدف الإستراتيجي لمركز فهم، قال الحريقي: "يهدف المركز إلى تطوير وتهيئة الشباب السعودي للعمل في مجال إدارة وتشغيل المنشآت الخدمية العامة والخاصة، بالإضافة إلى وظائف قطاعات السياحة والفندقة على مستوى المملكة. حيث يقدم تدريباً أكاديميا مهنيا واحترافيا لتأهيل وتطوير كوادر وطنية عالية المهنية والاحترافية للعمل في مجالات السياحة وإدارة المنشآت والضيافة لتلبية متطلبات سوق العمل السعودي من القوى العاملة من الذكور والإناث المجهزين بأفضل ممارسات السلامة والانضباط والوعي، بالإضافة إلى القيم والأخلاق المهنية المطلوبة في هذه المجالات. والمشروع يعزز التوطين في أحد القطاعات الواعدة في المملكة والتي تستوعب أكثر من 28% من حجم الطاقة العمالية القائمة على الرأسمال البشر. ويتوافق ذلك مع رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى دمج الكوادر الوطنية بشكل أكبر في مجالات إدارة وتشغيل المنشآت والضيافة، في القطاعات الحكومية وشبه الحكومية والخاصة". 

الجدير بالذكر أن المركز يقدم ستة برامج إستراتجية، الأول منها مختص بإدارة السياحة، والثاني مختص بإدارة الضيافة والثالث مختص بإدارة فنون الطهي، والرابع مختص بإدارة المنشآت، والخامس متعلق بإدارة سلاسل الإمداد، والسادس والأخير مختص بإدارة الفعاليات المتخصصة سواء كانت فعاليات رياضية أو ترفيهية أو عامة. كما يعتمد المركز ثلاثة مسارات في تدريب الكوادر الوطنية، حيث يوفر مسار الدبلوم لخريجي الثانوية العامة بدون خبرة عملية سابقة، ومسار البرامج المتخصصة لتلبية احتياجات الشركات العاملة بقطاع السياحة والضيافة وتتراوح مدته ما بين ثلاثة أسابيع إلى تسعة أشهر، حسب الوظيفة، ومسار شهادات الاعتماد والتطوير لمن هم على رأس العمل أو ذوي خبرات متوسطة ، وأكبر مورد هو العنصر البشري المؤهل للعمل في قطاعات واعدة تمثل قيمة مضافة لاقتصادنا الوطني فقطاع الضيافة أحد أهم القطاعات المستهدفة في رؤية 2030 لتحقيق اقتصاد مزدهر، واعتماد هذا القطاع على العنصر البشري يوفر العديد من الوظائف للشباب والشابات من أبناء الوطن.