التقنية الحديثة تضطلع بدور محوري في مستقبل الطاقة المستدامة

التقنية الحديثة تضطلع بدور محوري في مستقبل الطاقة المستدامة

خلال مؤتمر (إغنايت) العالمي، الذي انعقد لمدة ثلاثة أيام مؤخَّرًا على المنصة الافتراضية، أشار النائب الأعلى للرئيس للخدمات الفنية، الأستاذ أحمد السعدي، إلى أن التقنية وفاعلية البحث والتطوير سيُسهمان في تقليل مستويات انبعاثات الكربون حول العالم، ورسم ملامح مزيج الطاقة المستقبلي.

وكان السعدي قد شارك في جلسة رئيسة، إلى جانب كبير الإداريين التنفيذيين لشركة (بريتش بتروليوم)، السيد برنارد لوني، في مُستهل المؤتمر الذي يستضيف القادة والمبتكرين في عالم التقنية الرقمي.

وعُقدت الجلسة تحت شعار «الخطوة التالية نحو تحول عالمي في مجال الطاقة: التقنية لإحداث تغيير جذري».

الطاقة المستدامة

وتناول السعدي في حديثه جانبًا من أكثر تحديات قطاع الطاقة إلحاحًا، ومن بينها تغير المناخ وتحديات الاستدامة، مؤكدًا الأهمية البالغة للتقنية في سبيل تحقيق مستقبل مستدام للطاقة.

وفي هذا السياق، قال السعدي: «أكثركم سيوافقني الرأي بأنه في ظل عالم مثالي، ستكون الطاقة متاحة على نطاق واسع، وستتسم بموثوقية كافية، كما ستكون معقولة التكلفة؛ إلى جانب أنها ستكون مستدامة بالطبع».

وأضاف السعدي: «إلى جانب ذلك، سيوافقني أكثركم أننا في حاجة إلى أن نضع تحدِّيات تغير المناخ على رأس أولوياتنا».

في ظل عالم مثالي، ستكون الطاقة متاحة على نطاق واسع، وستتسم بموثوقية كافية، كما ستكون معقولة التكلفة؛ إلى جانب أنها ستكون مستدامة بالطبع. أحمد السعدي

وأشار السعدي إلى بُطء عجلة التقدم في تطوير تقنيات بديلة للحد من انبعاثات الكربون، وبالتحديد في مجال السيارات الكهربائية، التي تمثِّل أقل من ٪1 من مجموع المركبات في العالم، وكذلك في مجال مصادر الطاقة المتجددة.

وتولِّد الطاقة الشمسية والرياح أقل من %10 من الكهرباء في العالم، ويمثِّلان معًا أقل من %3 من إجمالي مصادر الطاقة الرئيسة في العالم.

وقال السعدي: «في حين أن كلا هذين البديلين سيكون لهما أثر إيجابي، تؤكِّد هذه الأرقام أن التحديات، التي تواجهها السيارات الكهربائية ومصادر الطاقة المتجددة، تعني أنهما وحدهما لن يكونا كافيين لإحداث تقدم سريع».

وأضاف السعدي: «وجود إستراتيجيات أكثر فاعلية وشمولية أمرٌ مطلوب بلا شك».

وأوضح السعدي أنه لتسريع وتيرة التقدم نحو تحقيق أهداف اتفاقية باريس بشأن المناخ، فإنه ينبغي أن نولي اهتمامًا أكبر للحد من الآثار الكربونية لمصادر الطاقة الحالية.

التقنية

وستلعب التقنية والبحث والتطوير دورًا محوريًا في تحقيق الهدف الذي ترمي إليه الجهود المبذولة في قطاع النفط والغاز بتقليل الانبعاثات الكربونية. وفي هذا الصدد، قال السعدي: «تشمل الجوانب، التي نعمل عليها، الشراكة مع الجهات المصنعة للسيارات لتطوير أنظمة وقود محركات متكاملة، تمكِّن المركبات من قطع مسافات طويلة بكمية الوقود نفسها في المستقبل، إضافة إلى تحسين الكفاءة للاستخدامات المتعددة للنفط والغاز بشكل عام».

وكمثال على جهود البحث والتطوير الناجحة في الشركة، استشهد السعدي بالشحنة الأولى لأرامكو السعودية من الأمونيا الزرقاء عالية الجودة إلى اليابان، لاستخدامها في إنتاج الكهرباء دون انبعاثات كربونية. وقال السعدي: «إضافة إلى مبادرات البحث والتطوير، فقد أعددنا أيضًا برنامجًا للتحول الرقمي يشمل جميع مراحل سلسلة القيمة لأعمالنا».

وأضاف السعدي: «إحدى الركائز الإستراتيجية لهذا البرنامج هي تعزيز المكانة الريادية، التي حققتها الشركة في أدائها في المجال المناخي والبيئي، مع الاستمرار في تحقيق تقدم في إنشاء حقول نفط رقمية للمستقبل». إلى جانب ذلك، تركز الشركة أيضًا على تعزيز تقنيات استخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه.

وتسعى أرامكو السعودية للتحول إلى شركة طاقة رقمية تعتمد اعتمادًا كبيرًا على التقنيات الرقمية، من خلال انتهاج رؤية تتمثل في أن تصبح الشركة الرائدة على صعيد الرقمنة في مجال الطاقة من حيث خلق القيمة وابتكارها بحلول عام 2022م.

الثورة الصناعية الرابعة

ويمثِّل مركز الثورة الصناعية الرابعة في الظهران أيقونة التحول الرقمي لأرامكو السعودية.

وأشاد السعدي بمرفق خريص كأكبر حقل نفط ذكي في العالم، قائلًا: «خلال الشهر الماضي، احتفى منتدى الاقتصاد العالمي بمرفق خريص لتميُّزه في تبني التقنيات الصناعية الرائدة للثورة الصناعية الرابعة».

وذكر السعدي أن رحلة التحول الرقمي للشركة نشأ عنها تعاون أكبر مع الجامعات الرائدة في العالم، وكذلك مع مؤسسة (أوشن داتا) في النرويج.

إدارة المخاطر السيبرانية

من جانب آخر، شارك كبير إداريي أمن المعلومات في أرامكو السعودية، الأستاذ خالد الحربي، في مؤتمر (إغنايت)، حيث تحدَّث خلال جلسة بعنوان «إدارة المخاطر: تصنيف وإدارة المخاطر السيبرانية على أصول الشركة التقنية».

وقال الحربي خلال الجلسة: «نسعى للتحول الرقمي عبر الاستفادة من التقنيات الحديثة في مجالات عديدة، لجني منافع سنشهد آثارها في أعمال أكثر نظافة وأمانًا، وفي توفُّر القدرات الذكية وتعزيز الكفاءة».

وأضاف الحربي: «المثال الذي تجدر الإشارة إليه في هذا الصدد، هو تكريم منتدى الاقتصاد العالمي لمعمل الغاز في العثمانية وحقل خريص للنفط التابعين لأرامكو السعودية، لتميزهما في تبني الثورة الصناعية الرابعة، حيث أُدرجا ضمن قائمة المنارات الصناعية العالمية». وقال الحربي: «في إطار التزامنا بأهداف الاستدامة وخفض معدل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، استخدمنا تقنيات متعددة، مثل الطائرات المسيرة لرصد تسرب غاز الميثان». وأضاف الحربي: «تزيد مثل هذه التقنيات في حجم شبكة أصول الشركة، وبالتالي ينتج عنها كميات كبيرة من البيانات التي تتطلَّب الحماية».

تعليق الصورة في أعلى الصفحة: النائب الأعلى للرئيس للخدمات الفنية، الأستاذ أحمد السعدي، وكبير الإداريين التنفيذيين لشركة (بريتيش بتروليوم)، السيد برنارد لوني، يشاركان خلال جلسة افتراضية في مؤتمر (إغنايت) ناقشت دور التقنية في إحداث تغيير جذري في قطاع الطاقة.

 

Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge