تحت شعار تحقيق الخير للبشرية..
القمة العالمية للذكاء الاصطناعي تنعقد بمشاركة أرامكو السعودية
شاركت أرامكو السعودية في القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، التي عُقدت عن بُعد في مدينة الرياض، وذلك خلال الفترة من 20 إلى 21 أكتوبر لعام 2020م.
القمة، التي استضافتها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) تحت شعار «الذكاء الاصطناعي لخير البشرية، وبرعاية رئيسة من صندوق الاستثمارات العامة في المملكة، أوضحت أن «الوضع الطبيعي الجديد» أصبح يُشكِّل ملامح عالم اليوم، الذي يقف الذكاء الاصطناعي في مركزه.
وشارك في القمة عدد من صناع القرار والتقنيين والمخترعين والمستثمرين البارزين عالميًا، فكانت منصة عالمية مميَّزة أتاحت الفرصة لاستكشاف ما تمثله الحقبة العالمية الجديدة للذكاء الاصطناعي، وتناولت أفضل السبل لتوظيف الإمكانات التحويلية التي يحملها الذكاء الاصطناعي في طياته لخلق مستقبل أفضل للجميع، بالإضافة إلى ما يعنيه الأمر بالنسبة لصناع السياسات والقرارات المهتمين بتوظيف هذه الإمكانات لتحقيق ما فيه خير للبشرية.
وسعت القمة من خلال مجموعة من المحادثات وجلسات النقاش واللقاءات المفتوحة إلى التوصل إلى توصيات عملية حول كيفية تطوير إستراتيجيات وطنية مؤثرة للذكاء الاصطناعي، لتلائم سياق مرحلة «ما بعد التعافي»، بالإضافة إلى تبادل المرئيات حول ابتكارات الذكاء الاصطناعي واتجاهات الاستثمار.
كما أوضحت القمة كيف تعمل البيانات والذكاء الاصطناعي على تحويل العالم الذي نعيش فيه جذريًا، بدءًا من الشركات إلى الصناعات، وانتهاءً بتحويل حياة الناس.
الاستفادة من التقنيات المتقدمة
وفي خطابه الذي ألقاه أمام المشاركين في القمة، أكَّد النائب الأعلى للرئيس للخدمات الفنية، الأستاذ أحمد السعدي، أن الدول التي تدرك القوة الكامنة في تحويل البيانات إلى معرفة بناءة هي التي ستتمتع بمستقبل قوي ومزدهر.
وقال السعدي: «في الواقع، هناك تنافس هو أشبه بسباق الماراثون، تشارك فيه القوى الاقتصادية الكبرى في العالم لتتولى زمام المبادرة في هذا المجال».
وأشار السعدي إلى أن المملكة تنعم بموارد هيدروكربونية هائلة، وقد أدركت أرامكو السعودية في مرحلة مبكرة أهمية الاستفادة من التقنيات المتقدمة لإدارة هذه الموارد بشكل أفضل.
وأضاف السعدي: «في ثمانينيات القرن الماضي، طوَّرت أرامكو السعودية جهاز محاكاة بارزًا، أطلقت عليه اسم (باورز)، بهدف محاكاة مكامن الشركة بأعلى دقة ممكنة. كان هذا المشروع، الذي نُفذ بمساعدة الحوسبة الفائقة (السوبر كمبيوتر)، مُنقطع النظير في ذلك الوقت. واليوم، لدينا نظام (تيراباورز)، الذي يستخدم تريليون خلية لمحاكاة نماذج المكامن عن طريق تقنيات الذكاء الاصطناعي، بهدف تعزيز معدل استخلاص المواد الهيدروكربونية واستكشافها؛ وقد دخل هذا النظام حيِّز الاستخدام بالفعل».
وفي السياق نفسه، أشار السعدي إلى أن استخدام أرامكو السعودية المُبكر للشبكات العصبية والنماذج الاستدلالية في أعمالها السطحية في المصافي هو ما زرع بذور التقدم الحديث، الذي نشهده اليوم في الشركة في استخدامها لتقنيات الذكاء الاصطناعي وتعليم الآلات.
ركائزٌ ثلاث
وأشار السعدي إلى أن أرامكو السعودية تواصل التقدم في رحلتها نحو التحول الرقمي، حيث تُشكِّل البيانات والبنية التحتية حجر الأساس لهذا التحول، الذي يقوم على ثلاث ركائز:
■ البيانات والبنية التحتية.
■ التقنية.
■ بناء القدرات.
البيانات
وأوضح السعدي أنه نتيجة لاستثمار أكثر من 100 ألف تقنية لإنترنت الأشياء والأجهزة الذكية، وحلول الواقع الافتراضي، وعمليات الأمن السيبراني، وتقنيات تحليل البيانات، ستتضاعف سعة تخزين بيانات الشركة أربع مرات بحلول عام 2025م. بالإضافة إلى ذلك، تستثمر الشركة في مركز بيانات عالمي المستوى وقابل للتوسع، كما ستتضاعف بنيتها التحتية للحوسبة بمقدار أربعة أضعاف.
التقنية
وقال السعدي: «على الصعيد التقني، نحن ندرك الحاجة إلى إنشاء بيئة تعاونية تُوفِّر التقنيات الملائمة لفرق العمل لمواصلة الابتكار في تقنيات الذكاء الاصطناعي»، مشيرًا إلى أن الشركة أنشأت مركز الثورة الصناعية الرابعة لتعزيز الابتكار، وتسريع تطوير حلول الذكاء الاصطناعي والاستفادة منها.
بناء القدرات
كما أشار السعدي إلى تركيز الشركة على بناء القدرات وتنمية المواهب، للاستفادة من الرقمنة على أكمل وجه. وقال السعدي: «لقد أنشأنا عددًا من البرامج في هذا السياق، منها رعاية الشركة لبرنامج درجات الماجستير مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ومعهد جورجيا للتقنية، وجامعة (آي إي) في إسبانيا».
وفي الختام، أشار السعدي إلى أن الشركة لديها إستراتيجية تقدمية للذكاء الاصطناعي وبرنامج تنفيذ فاعل، يؤديان إلى نتائج ملموسة، مع تحقيق قيمة اقتصادية.
وأضاف: «أشعر بالفخر لأن المملكة وأرامكو السعودية يسيران ضمن مقدمة الركب في ثورة الذكاء الاصطناعي».
الذكاء الاصطناعي في خريص
في خريص، نشرت أرامكو السعودية 40 ألف جهاز استشعار لتغطي أكثر من 500 بئر نفط على نطاق جغرافي شاسع. ومن خلال النماذج التنبؤية المصممة للتنبؤ بسلوك الآبار، يُمكن للشركة اتخاذ إجراءات آنية للتحكم في الإنتاج وتحسينه. وبفضل هذه التقنية تم تقليل الاستهلاك الإجمالي للطاقة بنسبة 18%، وخفض تكاليف الصيانة بنسبة 30%، وتقليل عدد مرات الفحص بنسبة 40%.
وأصبحت منشأة خريص، مؤخرًا، ثاني منشآت أرامكو السعودية التي تنجح في الفوز بجائزة المنتدى الاقتصادي العالمي للمنارات الصناعية الرائدة، إلى جانب معمل الغاز في العثمانية، وذلك نظير ريادتها في تبني أحدث تقنيات الثورة الصناعية الرابعة وتطبيقها في أعمالها.