عالم الحاسب الآلي يتجه نحو مراكز البيانات الصديقة للبيئة

الظهران - بالتوازي مع النمو والتوسع المستمر في البيانات والمعلومات، لا يزال الطلب يتنامى على مزيد من خدمات الحوسبة في المجتمعات والمؤسسات. وقد أدَّى هذا الأمر بدوره إلى نمو هائل في الخدمات السحابية وخدمات التخزين، وبالتالي إلى زيادة كبيرة في استهلاك الطاقة لتلبية كل هذه المتطلبات.

ويمثِّل التأثير البيئي الناتج عن ذلك، والضغط المتزايد على مصادر الطاقة بسبب عدم الكفاءة، مشكلة كبيرة في بيئة تقنية المعلومات اليوم.

وفي هذا الصدد، لطالما اهتمت إدارة أعمال الكمبيوتر بتوظيف إستراتيجيات صديقة للبيئة لتشغيل مراكز حوسبة البيانات التابعة لتقنية المعلومات في الشركة، دون أن تغفل عن الآثار الكربونية التي تخلِّفها الخدمات التي تقدِّمها والمرافق التي تستضيفها، بالإضافة إلى العناية بالكفاءة التشغيلية للأعمال.

نحو مراكز بيانات صديقة للبيئة

ويُعرَّف مركز البيانات الصديق للبيئة بأنه مرفق يحتوي على أجهزة حاسب مركزية (خوادم) مصمَّمة وفق معايير كفاءة استخدام الطاقة، والتأثير المنخفض على البيئة. وبتعبير آخر، يسعى هذا المركز إلى أداء أعماله بالحد الأدنى من انبعاثات الكربون، حتى عندما يعمل على مدار الساعة.

ولتحقيق ذلك، يجب أولًا أن تُستبدل الخوادم وأجهزة التخزين وأجهزة الشبكة القديمة بأخرى أحدث، وأكثر قدرة وكفاءة من حيث استهلاك الطاقة. وتُعطي إدارة أعمال الكمبيوتر أولوية قصوى للمشاريع التي تتعلق بتطوير وتحسين مرافق مركز البيانات.

إلى جانب ذلك، يُعدُّ إجراء تدقيق أساس دوري لكفاءة الطاقة إحدى الممارسات التي تساعد في تحسين كفاءة تشغيل الأجهزة، كما أنه يوفِّر نظرة عامة ممتازة عند تخطيط الطاقة الاستيعابية في المستقبل.

وفي الوقت الحالي، يشكِّل اللجوء إلى الخدمات السحابية علامة فارقة نحو تحقيق مبادرة البيئة الخضراء، لأنها تسمح بتشغيل تطبيقات متعددة بواسطة خادم واحد، فيما كان تشغيلها يتطلب عشرات الخوادم سابقًا. ويقلِّل هذا من عدد المرافق العاملة، والمساحة المخصصة للأجهزة، مما يؤدي إلى انخفاض كبير في التكلفة، وترشيد لاستخدام مرافق استهلاك الطاقة.

كما أن التبريد هو عامل رئيس آخر يستنزف مصادر الطاقة في مراكز البيانات، وكان من الصعب دائمًا إيجاد مصادر تبريد بديلة تُسهم في زيادة كفاءة التكلفة التشغيلية لمركز البيانات، التي تؤثر بشكل كبير على استخدام الطاقة.

سعيٌ مستمر نحو التطور

ويسعى الباحثون والمحللون والمتخصصون باستمرار إلى تحقيق تقدم في مسار الحصول على حلول تبريد أكثر كفاءة وفاعلية من حيث التكلفة. ولطالما كان قطاع تقنية المعلومات يبحث دائمًا عن طرق لجعل مراكز البيانات صديقة للبيئة. وخلال العقود القليلة الماضية، تم اعتماد معدات أكثر كفاءة في استخدام الطاقة، مما أدى إلى تقليل العوامل البيئية الضارة.

ولكن الأهم من ذلك، أن تكون الدوائر التي تتبنى تحويل مراكز البيانات إلى مراكز صديقة للبيئة قادرة على إنشاء بنية تحتية أقل تكلفة، بالإضافة إلى إيجاد وسائل أكثر ترشيدًا لاستهلاك الطاقة، من أجل خلق مجتمع صديق للبيئة.

لطالما اهتمت إدارة أعمال الكمبيوتر بتوظيف إستراتيجيات صديقة للبيئة لتشغيل مراكز حوسبة البيانات التابعة لتقنية المعلومات في الشركة، دون أن تغفل عن الآثار الكربونية التي تخلِّفها الخدمات التي تقدِّمها والمرافق التي تستضيفها، بالإضافة إلى العناية بالكفاءة التشغيلية للأعمال.