بوصفه‭ ‬رمزًا‭ ‬من‭ ‬رموز‭ ‬هوية‭ ‬المملكة‭..‬

وزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬تحتفي‭ ‬بالخط‭ ‬العربي‭ ‬وفنونه‭ ‬وتمد‭ ‬فعالياته‭ ‬حتى‭ ‬نهاية‭ م 2021‭ ‬

وزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬تحتفي‭ ‬بالخط‭ ‬العربي‭ ‬وفنونه‭ ‬وتمد‭ ‬فعالياته‭ ‬حتى‭ ‬نهاية‭ م 2021‭ ‬

لما للخط العربي من أهمية واتصال وثيق باللغة العربية، ولما يمتلكه من تاريخ وجمال في هندسته وتفاصيله وأشكاله، التي تُبرز مخزونا ثقافيًا إبداعيًا يعكس ثراء الثقافة العربية، وبوصفه رمزًا من رموز هوية المملكة، فقد أتى إعلان صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، وزير الثقافة، عن تسمية عام 2020م بـ«عام الخط العربي» فرصة للاحتفاء بهذا الفن العربي الأصيل، وتقديرًا لما يُمثله من إلهام لعديد من الفنانين والمعماريين محليًا وعالميًا.

وعلى الرغم من تنفيذ عدد من فعاليات «عام الخط العربي 2020م»، إلا أن جائحة كورونا ألقت بظلالها على كثيرٍ من مناشط الحياة، مما أدى إلى تأجيل عديد من الفعاليات والبرامج، ومنها بعض الفعاليات الخاصة بهذه المناسبة؛ لذا صدر، مؤخرًا، قرار وزير الثقافة بتمديد الاحتفاء بالخط العربي عامًا إضافيًا ليشمل عام 2021م. ويمنح هذا القرار فرصة أكبر للاحتفاء بالخط العربي، وتعزيز حضوره في المجتمع، كما يسمح بابتكار وتنظيم فعاليات أكثر في هذا الصدد، بالتعاون مع أفراد المجتمع ومؤسساته.

خطاطون سعوديون يحتفون بالمبادرة

«القافلة الأسبوعية» التقت عددًا من الخطاطين السعوديين للحديث حول هذه المبادرة وما تعنيه لهم، وكيف يمكنهم الإسهام في إنجاحها. وتحدَّث الخطاط حسن آل رضوان قائلًا: «إن إطلاق هذه المبادرة من قبل وزارة الثقافة كأولى مبادرات الوزارة يعني لنا الشيء الكثير كخطاطين؛ لأنها تُعيد إلى فن الخط والخطاطين مكانتهم بوصفهم حاملين ومبرزين لهويتنا العربية والإسلامية. كما أن تمديد المبادرة عامًا ثانيًا له دلالة كبرى، فهناك إصرار كبير من القيادة على أن تؤتي هذه المبادرة أُكُلها».

وأضاف آل رضوان: «أدعو مؤسسات المجتمع الأهلي والخطاطين للاستفادة من هذه المبادرة والمشاركة في إنجاحها، كلٌّ حسب ما يملكه من وسيلة لنشر هذه الثقافة وهذا الفن، سواء من خلال الصفحات الشخصية، أو من خلال تبني مشاريع فنية وتنموية محفزة للظهور بهذه الهوية الوطنية».

أمَّا الخطاط سراج علاف، فقال إن هذه المبادرة تُعدُّ خطوة مهمة في سبيل تمكين الفنون العربية والإسلامية من التحول إلى فنون عالمية تنافس مثيلاتها حول العالم، لتعبِّر عن المعاني والقيم الجمالية المتصلة بها، وتُبرز ما وصل إليه الخطاط في المملكة من مستوى فني عال.

وأضاف علاف قائلًا: «يُعدُّ الخط العربي السفير الأمثل للهوية العربية والإسلامية والوطنية، لما يحمله من رمزية عالية. والخطاط السعودي ينظر لهذا الحراك الثقافي بوصفه تتويجًا لجهود الخطاطين السعوديين المتقنين لهذا الفن، كما أنه يفتح المجال لعديد من المبادرات والبرامج المستحدثة، التي تقوم برعاية جيل جديد من ممارسي ومتذوقي هذا الفن، مما سيُسهم في توسيع دائرة استخدامه كعنصر جمالي وثقافي وحضاري في مختلف الأنشطة الفنية والعلمية والترفيهية».

وأوضح علاف أن رعاية المهتمين والموهوبين بهذا الفن من الأجيال الواعدة يضمن استمرارية الإنتاج، والقدرة على تطوير تطبيقات فنية وتقنية تواكب ما يشهده العالم من تحديات لنشر الثقافة والهوية.

من جانبه، قال رئيس نادي الخط العربي بالأحساء، الخطاط عباس بومجداد: «إن الاحتفاء بالخط العربي لفتة رائعة من وزارة الثقافة، وتوثيق للهوية العربية والإسلامية، مما ينعكس على القيمة الثقافية للمجتمع، ويُسهم في التعريف بهذا الفن، الذي يمثِّل مكونًا مهمًا من هوية الحضارة العربية والإسلامية؛ ومن الجميل أن ينطلق ذلك من مملكتنا الحبيبة». كما أشاد بومجداد بالأنشطة التي تتم تحت هذه المبادرة، كالمسابقات والمعارض، راجيًا أن يشمل الاهتمام المراكز المتخصصة في الخط العربي في المملكة، ويُسهم في إعادة تفعيل الجمعية السعودية للخط العربي.

وقال بومجداد إن هذه المبادرة، التي تتماشى مع رؤية المملكة 2030، وتهدف إلى تنمية وطنية وثقافية، تضع على عاتق الخطاطين السعوديين واجبًا للإسهام ضمنها، وأضاف قائلًا: «إن خطاطي المملكة متشوقون لفعاليات عام الخط العربي، ويتوجب عليهم الإسهام في نشر فنون الخط العربي في المجتمع، وتنبيه المؤسسات العامة والخاصة إلى قيمة وأهمية هذا الفن من خلال طرح الأفكار والورش الفنية، التي تؤصِّل ثقافة الخط العربي في كل مجالات الحياة اليومية؛ فالخطاطون هم أعرف بقيمة هذا الفن الرائع».

منصة إلكترونية لتعليم الخط

ومنذ بداية العام الحالي، دُشن عدد من المبادرات للاحتفاء بالخط، من قبل جهات حكومية ومراكز للفنون ومكتبات عامة، حيث شملت دورات تدريبية ومسابقات ومعارض فنية. وتُعدُّ «منصة الخطاط» من بين أهم المبادرات التي أطلقتها وزارة الثقافة، بدعم من برنامج جودة الحياة، وهي أول منصة إلكترونية لتعليم الخط العربي والزخرفة الإسلامية، بإشراف نخبة من الخطاطين المحترفين في المملكة والعالم العربي، حيث يقدِّمون من خلالها القواعد الرئيسة للخط العربي وفنونه وأساليبه، عبر دورات تدريبية ومشاريع وورش عمل احترافية.

وتأتي هذه المنصة ضمن المبادرات الفائزة بدعم وزارة الثقافة في «عام الخط العربي»، وهي توفِّر للراغبين بتعلُّم الخط العربي والزخرفة الإسلامية فرصة الحصول على دروس نوعية على يد محترفين ومتخصصين، كما تُتيح للمتدرب اختيار الخط الذي يرغب في تعلُّمه، والخطاط الذي يفضل التعلُّم على يديه، وسيحصل خلال ذلك على تطبيقات وتمارين يكتسب منها المهارات الفنية التي يحتاجها.

صفحة‭ ‬عام‭ ‬الخط‭ ‬العربي‭ ‬
منصة‭ ‬الخطاط‭ ‬

Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge