رجال الإطفاء في الشركة يخوضون غمار برنامج تدريبي شاق بعيدًا عن الوطن

رجال الإطفاء في الشركة يخوضون غمار برنامج تدريبي شاق بعيدًا عن الوطن
نُشرت هذه المقالة بنسختها الأصلية في مجلة (آيتشيفس) في العدد الصيفي لعام 2020م 

شكَّلت الرابطة العالمية لرؤساء الإطفاء بالتعاون مع أرامكو السعودية برنامج الزمالة الدولية في عام 2016م. ويدرِّب البرنامج رجال الإطفاء السعوديين في إدارات رائدة لمكافحة الحرائق في الولايات المتحدة الأمريكية على مدى ستة أشهر، لتعلم الثقافة الأمريكية في مكافحة الحرائق، وكذلك أفضل الممارسات في هذا المجال.

ومنذ انطلاق البرنامج، تخرجت منه بنجاح أكثر من 17 مجموعة، بعدد إجمالي يبلغ 132 رجل إطفاء من أرامكو السعودية.

ونظرًا لالتزام أرامكو السعودية في كافة أقسامها بسلامة بيئة العمل ومنع حدوث الحرائق، فإن رجال الإطفاء المشاركين يكتسبون الحد الأدنى من الخبرة العملية في المملكة، التي تسمح لهم بالالتحاق بالبرنامج. وكجزء من رؤية الشركة الإستراتيجية لتكون شركة رائدة ومتكاملة في مجال الطاقة والكيميائيات، فإن إدارة الوقاية من الحريق قد عملت بجد لجعل موظفيها يتحدون الصعاب ويكتسبون مهارات قيادية جديدة، مع تحديث طرق مكافحة الحرائق.

تتكون المجموعة من ثمانية رجال إطفاء موزعين على إدارات مكافحة الحرائق، التي تعمل بخطى سريعة وعدد مرتفع من النداءات في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية. ويتحدى هذا الأمر قدرات المجموعة على التكيف مع بيئة أجنبية، كما يختبر معرفة رجال الإطفاء ومهاراتهم وقدراتهم. وبعد إتمام أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من أجل التحقق من مهارات المجموعة، ينتقل رجال الإطفاء إلى قسم العمليات، حيث يلتحقون بمجموعات تتضمَّن الحد الأدنى من عدد رجال الإطفاء، ليستقلوا شاحنة ضخمة تحمل معدات الإنقاذ. وتقوم المجموعة برفع التقارير إلى الملازم أو الكابتن المناوب ويُتوقع منهم محاكاة ما يقوم به رجال الإطفاء في الإدارة المضيفة، من حيث المساءلة والمسؤولية.

ويكون التحقق بمثابة تعزيز لكفاءاتهم الرئيسة في مكافحة الحرائق، وتطوير مجال معرفتهم ومهاراتهم وقدراتهم، واكتساب الأسس القيادية لنموذج مكافحة الحرائق الأمريكي شبه العسكري، وفهم وتطبيق ثقافة وقيم الأسرة الثانية والمنزل الثاني والأخوة، الخاصة بمهنة مكافحة الحرائق الأمريكية.

شعور تام بروح الفريق

وأشار منسق المجموعة 17 والرئيس المساعد لخدمات الإسناد بإدارة أتلانتا للإنقاذ من الحرائق، فاليري جاكسون، إلى أن الأمر يتطلب العمل بروح الفريق لنجاح البرنامج. يقول جاكسون: «وجدت على الفور أنني لست وحدي من يعمل على إنجاح برنامج الزمالة. إن ما جعل العملية سلسة هو خدمات العملاء المثالية التي يقدمها فريق الرابطة العالمية لرؤساء الإطفاء، خطوة بخطوة، والمشاركة العملية والاحترافية». من جانبه قال الكابتن ميشيل مكلوفلين، من إدارة أتلانتا للإنقاذ من الحرائق، الذي درَّب عددًا من المجموعات، إنه منبهر من قدرات رجال الإطفاء. يقول مكلوفلين:

«لقد عملوا بجد؛ فهم جاؤوا للعمل مستعدين للتدريب ولم يتذمروا إطلاقًا. لقد أكد برنامج الزمالة أنه بغض النظر عن إدارة مكافحة الحريق التي نعمل فيها، فنحن جميعًا نسعى لتحقيق الهدف نفسه لمجتمعاتنا، وهو أن نكون رجال إطفاء مدربين على أعلى المعايير، وأن نحفظ الأرواح ونحمي الممتلكات».

ورغم أن هدف الجميع كان مشتركًا، فقد كانت هناك بعض التحديات ولحظات التعلم على طول الطريق لكل من رجال الإطفاء والإدارات المضيفة والرابطة العالمية لرؤساء الإطفاء. ويضيف مكلوفلين: «كان التحدي الأول هو جهلنا بما نخوضه؛ لم نكن نعلم عن ثقافتهم، وكان اليوم الأول للتدريب هادئًا. كل شخص كان يحاول الوصول لحالة من الارتياح». ويوضح مكلوفلين إنه مع استمرار التدريب، بدأ رجال الإطفاء وفريق التدريب بالتعرف على بعضهم بعضًا، وبدأت بيئة التدريب تصبح كأي يوم آخر في الأكاديمية.

علامة بارزة في الحياة المهنية

من جانبه، قال حسين العباس، وهو أحد رجال الإطفاء المشاركين في البرنامج، إن انضمامه للبرنامج هو بمثابة إنجاز في مجاله المهني وتطوره المستقبلي. ويضيف العباس:

«لقد تعلمت وجربت أمورًا كثيرة غيرت نظرتي لمكافحة الحريق وثقافة مهنة مكافحة الحرائق برمتها. لقد عزَّز هذا البرنامج من قدراتي كرجل إطفاء، وسأعود لوطني بكثير من المعرفة والخبرة، لأنفع بها زملائي في الوطن».

«إن التحدي الذي يواجهه زملائي على وجه التحديد يتمثَّل في امتلاكهم القدرة على الابتعاد عن أُسرهم وبلادهم لمدة ستة أشهر، وتدبر حالة الإجهاد الذهني والبدني للتأقلم مع عبء العمل والجدول الزمني على مدار 24 ساعة، والتكيف مع عدم الشعور بالألفة في دولة أجنبية ومع شعبها وعاداتها الشخصية والمهنية». وتبدو المكاسب من هذا البرنامج كبيرة جدًا لكل من شارك فيه؛ فالعلاقات الدولية التي تتكون، وتبادل المعرفة في مجال مكافحة الحرائق وأفضل الممارسات عبر القارات والدروس المستفادة، تغير جذريًا الثقافتين الأمريكية والسعودية من الناحيتين المهنية والشخصية. ويبدو المستقبل أكثر إشراقًا حيث يواصل البرنامج النمو، وربما تمتدُّ العلاقات العالمية الجديدة إلى برامج أخرى ممتعة وجديدة عبر مختلف القارات.

تعليق الصورة في أعلى الصفحة: شارك الكابتن نايف العادل (الثاني من اليمين)، من إدارة الوقاية من الحريق في أرامكو السعودية، في برنامج الزمالة الدولي لتدريب رجال الإطفاء في الولايات المتحدة الأمريكية لعام 2019م، معربًا عن أن تلك التجربة كانت بمثابة حلم تحقَّق على أرض الواقع.

Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge